لازالت قطر تعاني من وقوفها في عنق الزجاجة، تنتظر مصيرها، وفي حقيقة الأمر ليست هي وحدها التي تنتظر المصير المجهول، فحركة حماس هي الأخرى تعاني من نفس الأزمة، والمثير للجدل أنه حتى هذه اللحظة لم تعلق حركة "حماس" على قطع دول عربية العلاقة مع قطر.
وبدأت مشكلة قطر في التضحم منذ الخامس من يونيو الجاري، وتحديدًا يوم الإثنين الماضي، بعد أن قطعت 6 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وهي "مصر، البحرين، السعودية، الإمارات، ليبيا، اليمن"، عقب ما آثارته تصريحات الأمير تميم بن حمد، أمير دولة قطر، من غضب الدول العربية، لأن هذه التصريحات بها هجوم واضح وصريح على الدول العربية، بالإضافة إلى الأعلان المباشر عن علاقة قطر بإيران.
- مغادرة أعضاء حماس لقطر:
ونشرت وكالة الأنباء الروسية " سبوتنيك" نقلًا عن مصدر مطلع في حركة "حماس" بعض التصريحات توضح حقيقة مغادرة قيادات من الحركة من عدمه لقطر نتيجةً للضغوط التي تتعرض لها في الآونة الأخيرة، ولكن لم يدلي المصدر بأي أسماء لقيادات تابعة لحركة "حماس" غادرت العاصمة القطرية الدوحة، تنفيذًا لطلب السلطات القطرية.
وأشار الموقع إلى أن قطر تستضيف منذ فترة طويلة مسؤولين بارزين في حركة "حماس" من بينهم رئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل، فيما رجحت تقارير إعلامية أن ينتقل رئيس المكتب السياسي الجديد للحركة إسماعيل هنية من قطاع غزة إلى الدوحة في أقرب فرصة.
- قطر نصير حماس الوحيد:
وفي هذا الشأن أوضح أكرم عطالله، المحلل السياسي، في تصريحاته لـ"سبوتنيك"، أن قطر تعتبر النصير الوحيد لحركة "حماس" في المنطقة، وإذا ما اشتدت الضغوطات على الدوحة، واضطرت لقطع العلاقات مع "حماس"، ستفقد الحركة هذا النصير وتبقى وحيدة في المنطقة.
وأكد أن حركة "حماس" ستتعرض لعواقب وخيمة نتيجة الصراع الخليجي القائم، كون أن الدول المقاطعة لقطر تشترط قطع علاقتها مع "حماس" وترحيل قادتها، في حالة رغبة قطر التصالح معها.
وأشار إلى أن أبرز الملفات التي ستؤثر على حركة "حماس" في غزة هو الملف المالي، موضحًا أن "قطع قطر علاقاتها مع حماس يعني توقف الدعم المالي الكبير الذي تغرق به الدوحة على قطاع غزة منذ سنوات".
- 1.5 مليار دولار من قطر لقطاع غزة:
وساهمت قطر بدفع نحو 1.5 مليار دولار لإنشاء مشاريع تحتية وصحية وخدماتية في قطاع غزة منذ عام 2012، في الوقت الذي لا زال القطاع يعاني من تدني المستوى المعيشي بشكل كبير، وتدهور الأوضاع الإنسانية وتفاقمها.
وأشار عطا الله إلى أن "حماس ستظل تبرر وتتفهم حجم الضغوطات على قطر، وتحاول أن تدرك أن هذا الأمر جاء رغمًا عنها وليس برغبتها".
وأوضح أن هناك خيارات أمام حركة "حماس" للخروج من تلك الأزمة، فكان الخيار الأول هو المصالحة الفلسطينية مع حركة فتح، أما عن الخيار الإيراني فما زال مطروحًا أمام الحركة، بالإضافة إلى وجود الخيار مصري".
وأضاف أن دعوة مصر لقيادة حركة "حماس" في الآونة الأخيرة تأتي في إطار رغبة القاهرة في استمرار التواصل مع القطاع ومع النظام الحاكم فيه، لبحث إمكانية النجاة بقطاع غزة من هذا الوضع الكارثي، على حد تعبيره.
ويشار إلى أن وفدًا من حركة "حماس" يترأسه رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة يحيى السنوار ويضم قيادات بازرة، وصل إلى مصر قبل أيام لبحث آفاق القضية الفلسطينية في ضوء التطورات الإقليمية.
- هجوم جديد لإسرائيل على حماس
وكانت حركة "حماس" قد بعدت نفسها عن جماعة الإخوان المسلمين المصرية، وهذا ما ذكرته الوثيقة التي تحتوي على السياسة الجديدة التي أعلنت عنها الشهر الماضي في الدوحة، حيث توقع محللون أن تدفع هذه الخطوة إلى تعزيز العلاقات المصرية مع "حماس".
وأشار المحلل السياسي إلى أن ما يحدث الآن على الساحة العربية، يمكن أن يستغله إسرائيل لشن هجومًا جديدًا على قطاع غزة، لأن العالم في الوقت الحاضر تتجه أنظاره حول أزمة الخليج العربي، وبالتالي إذا حدث هذا الهجوم، فلن يقابل بالرفض الدولي الشرس، أن لم يكن مبررًا بشكل كامل".