من الطبيعي أن تكون نسبة العنف والإجرام عالية، معظم شهور السنة ويمكن تفهم ذلك بسبب قسوة الظروف الاقتصادية والسياسية، إلا أن ارتفاع هذه النسبة إلى 30% في شهر رمضان، فهذا الأمر يدعو إلى الدهشة والاستنكار أيضًا، فهذا الشهر الكريم يُصفد الله سبحانه وتعالى فيه الشياطين، إلا أن الخبراء أرجعوا ذلك إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
وأصدر المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، دراسة تؤكد ارتفاع نسبة العنف خلال شهر رمضان، بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30%، وأوضحت الدراسة أن معدلات العنف ترتفع خلال الشهر الفضيل بسبب الفقر والبطالة.
وقالت سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، لـ"أهل مصر" إن معدلات العنف فى رمضان وصلت إلى هذه النسب غير المسبوقة بسبب فقدان الصبر، وعدم مراجعة النفس، وكلها آفات تضر بالمجتمع، وتنشر الأمراض فيه، مثل الجريمة، والعنف، وغيرها.
وأستطردت، كثيرا من الأجيال الجديدة لا تعرف معنى الصبر والتسامح، والسبب فى ذلك مشاهدتهم للمسلسلات والأفلام التى تعرض مشاهد عنف، وتصور النجم ببطلا شعبيا.
وطالبت خضر، الأزهر الشريف بتفعيل دوره فى كبح جماح هذه الظواهر الغريبة على المجتمع المصري، كما دعت للتعاون بين الأزهر والكنيسة ووسائل الاعلام المختلفة "مقروءة ومسموعة ومرئية" والمنظومة الثقافية المصرية، بالتكاتف للعودة بالفضيلة والأخلاق للمجتمع المصري، فمصر من أعظم الدول وأعرق الشعوب وأزهى الحضارات، ولا يليق بشعبها أن ترتفع فيه نسب العنف، في شهر الرحمات.
أما الخبير الاقتصادي، الدكتور محيي عبد السلام، فأكد أن الشعب المصري يعاني ارتفاع نسبة الفقر والبطالة، وتآكل الطبقة الوسطى، نتيجة لارتفاع معدلات الفقر، وانخفاض دخل الفرد، وبالتالي كان لابد للعنف والفوضى أن تنتشر فى المجتمع المصري.
والطريقة المثلي للقضاء على مثل تلك الظاهرات المجتمعية الغريبة على المجتمع المصري، هي تخفيف الأعباء الاقتصادية عن كاهل المواطن، وأن تقدم الحكومة يد العون لمواطنيها، وذلك بالاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، التي من الممكن أن يعمل بها ملايين الشباب، ومن خلالها نوفر المنتجات المصرية للمواطن بأسعار مناسبة، وتسير عجلة الإنتاج.
أقرأ أيضاً.. تحذير شديد اللهجة من رئيس امتحانات الثانوية لمصححى الامتحانات (فيديو)