تجدهم جالسين على الأرصفة، أو مصطفين بجانب السيارات الفخمة عند الإشارات، منتظرين من يعطف عليهم ويعطيهم جزء من زكاة الفطر، التي يخرجها المسلم كل عام بعد رمضان، ويصادف اليوم الخميس، الموافق السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، تطبيق الزكاة لأول مرة في المدينة المنورة، والتي صادف حدوثها سنة 2 هجريًا، وهي إحدى أنواع الزكاة الواجبة على المسلمين، وتدفع قبل صلاة عيد الفطر، ويجب أن يدفعها كل مسلم عاقل وبالغ.
- ليست زكاة أموال:
وفرض هذا النوع من الزكاة على المسلم وليس على نسبة الأموال التي يمتلكها، والهدف منها هو تطهير نفوس الصائمين وليس لتطهير الأموال كما في زكاة المال.
- زكاة الفطر في الأحاديث:
روي عن عبدالله ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما في صحيح سنن أبي داود رواه أبو داود وابن ماجة بسند حسن: "زكاة الفطر قال فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ".
◄ اقرأ ايضًا: دعاء يوم الخميس من شهر
رمضان
وروي عن عن أبي سعيد الخدري في صحيح البخاري ومسلم وأصحاب السنن: "كنا نخرج صدقة الفطر صاعًا من طعام أو صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو صاعا من أقط أو صاعا من زبيب"، حديث صحيح.
- طعام لما نقص عن الصوم:
في هذا الشأن أوضح الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية، إن فريضة زكاة الفطر التى يخرجها الإنسان والتى يطعم بها الفقراء تعد تطهيرًا لما حدث من نقص فى أثناء الصوم، متابعًا: "زكاة الفطر تأتى لسد حاجات الناس ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم قال "أغنوهم عن السؤال فى هذا اليوم".. فإذا هى في منطقة سد الحاجة التى قد تعترى الإنسان وبخاصة في طبقة الفقراء والمساكين".
◄ شاهد ايضًا: دعاء اليوم السابع والعشرين من شهر رمضان
- وقت وجوب زكاة الفطر:
تجب زكاة الفطر بدخول فجر يوم العيد عند الحنفية، بينما يرى الشافعية والحنابلة أنها تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وأجاز المالكية والحنابلة إخراجها قبل وقتها بيوم أو يومين؛ فقد كان ابن عمر رضي الله عنهما لا يرى بذلك بأسًا إذا جلس من يقبض زكاة الفطر، وقد ورد عن الحسن كما في "مصنف ابن أبى شيبة" أنه كان لا يرى بأسًا أن يُعَجِّلَ الرجل صدقة الفطر قبل الفطر بيوم أو يومين.
ولا مانع شرعًا من تعجيل زكاة الفطر من أول دخول رمضان، كما هو الصحيح عند الشافعية؛ لأنها تجب بسببين: بصوم رمضان والفطر منه، فإذا وجد أحدهما جاز تقديمه على الآخر.
◄ اقرأ ايضًا: كريمة.. إنفاق أموال الزكاة على إعلانات الصدقة باطل شرعًا
- على من تجب الزكاة:
تجب الزكاة على كل مسلم يكون لديه ما يزيد عن قوته وقوت عائلته وعن حاجاته الأصلية في يوم العيد وليلته، ويلزم المسلم أن يخرج زكاة الفطر عن نفسه وزوجته وعن كل من تلزمه نفقته ويستحب إخراجها عن الجنين الذي أتم أربعين يومًا في بطن أمه أي نُفخت فيه الروح.
ويخرج المسلم الزكاة عن نفسه وزوجته، وإن كان لها مال، وأيضًا يخرج الأب لأولاده الفقراء ووالديه الفقيرين، والبنت التي لم يدخل بها زوجها.
- لمن تعطى:
زكاة الفطر تخرج للفقراء والمساكين، وكذلك باقي الأصناف الثمانية التي ذكرها الله تعالى في آية مصارف الزكاة، قال تعالى: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" [التوبة: 60].
ويجوز أن يعطي الإنسان زكاة فطره لشخص واحد، كما يجوز له أن يوزعها على أكثر من شخص، والتفاضل بينهما إنما يكون بتحقيق إغناء الفقير فأيهما كان أبلغ في تحقيق الإغناء كان هو الأفضل.
◄ اقرأ ايضًا: الصلاة
فى موعدها تمنح كبار السن دفعة للعيش لفترة أطول
- قدرها:
زكاةُ الفطر تكون صاعًا من غالب قُوتِ البلد كالأرز أو القمح مثلًا، والصاع الواجب في زكاة الفطر عن كل إنسان: صاعٌ بصاعِ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو من المكاييل، ويساوي بالوزن 2.04 كجم تقريبًا من القمح، ومن زاد على هذا القدر الواجب جاز، ووقع هذا الزائد صدقةً عنه يُثَاب عليها إن شاء الله تعالى.