في ذكرى ميلاد هدى شعراوي.. حكاية "بنت الصعيد" التي دافعت عن حقوق المرأة.. وخلعت الحجاب لاستقبال سعد زغلول

أتٌهم أبيها بخيانة عرابي والثورة، وأنه كان سببًا في دخول الإنجليز مصر، وصدمت بموت شقيقها الذي كان أكثر من يفهمها رغم صغر سنة، وأجبرت على الزواج من ابن عمتها وهي طفلة، فاعتبرت أنها حرمت من كل حقوق الحياة، إنها نور الهدى محمد سلطان، المعروفة باسم هدى شعراوي، الذي يصادف اليوم الذكرى الثامنة والثلاثون بعد المئة لمولدها.

- نشأتها:

ولدت هدى شعراوي في مدينة المنيا بصعيد مصر في الـ23 من يونيو 1879، وتلقت التعليم في منزل أهلها، وبمجرد وصولها سن الثالثة عشر، زفت إلى ابن عمتها علي الشعراوي، الذي كان يكبرها بما يقارب 40 عامًا، وبهذا غيرت لقبها بعد الزواج من هدى سلطان إلى هدى "شعراوي"، تقليدا للغرب، وكان أحد شروط عقد زواجها أن يطلق زوجها زوجته الأولى، وبعد الزواج أنجبت منه بثينة ومحمد.

- تهمة والدها:

نسب إلى والد هدى تهمة خيانة عرابي والثورة وأنه كان سببًا في دخول الإنجليز مصر بتلقيه أموالًا من الخديوي توفيق مقابل رفضه لمواقف عرابي ودفع رشاوى لعدد من العربان والقيادات العسكرية الذين خانوا عرابى، وكان والدها هو رئيس مجلس النواب المصري الأول في عهد الخديوي توفيق، وأنعمت عليه بريطانيا بعد الاحتلال بنياشين مقابل خدماته.

- تبني قضية تحرير المرأة:

كأغلب الشخصيات النسائية اللواتي تبنين تحرير المرأة، كن في الواقع شخصيات مأزومة، عاشت ظروفًا اجتماعية قاسية نتيجة غياب الوعي الثقافي، ومن هذه الشخصيات التي ينطبق عليها هذا الحال إلى حد كبير هي هدى شعراوى.

- جزء من مذكراتها:

تروي مذكرات هدي بعضًا من المواقف والمتغيرات التي مرت بها في حياتها من زواج وموت اخيها، فقالت في جزء من مذكراتها: " "كانوا في المنزل يفضلون دائمًا أخي الصغير في المعاملة، ويؤثرونه على، وكان المبرر الذي يسوقونه إلى أن أخي هو الولد الذي يحمل اسم أبي وهو امتداد الأسرة من بعد وفاته، أما أنا فمصيري أن اتزوج أحدًا من خارج العائلة، واحمل اسم زوجي".

أما في قصة زواجها من ابن عمتها، فذكرت مذكراتها، أن الزواج الذي حرمها من ممارسة هواياتها المحببة في عزف البيانو وزرع الأشجار، وحد من حريتها بشكل غير مبرر؛ فاصيبت بالاكتئاب لفترة استدعت فيها سفرها لأوروبا للاستشفاء، وقالت أيضًا " لا أستطيع تدخين سيجارة لتهدئة أعصابي حتى لا يتسلل دخانها إلى حيث يجلس الرجال".

- العمل النسائي:

بدأت شعراوي تنادي بحقوق المرأة، منذ وصولها أوروبا، لقضاء رحلة الاستشفاء بعد زواجها، فانبهرت بالمرأة الإنجليزية والفرنسية في تلك الفترة للحصول على امتيازات للمرأة الأوروبية، وهناك تعرفت على بعض الشخصيات المؤثرة التي كانت تطالب بتحرير المرأة، وعند عودتها أنشأت شعراوي مجلة " الإجيبسيان" والتي كانت تصدرها باللغة الفرنسية.

وكان نشاط زوجها الشعراوي السياسي الملحوظ في ثورة 1919 وعلاقته بسعد زغلول أثر كبير على نشاطاتها، فشاركت بقيادة مظاهرات للنساء عام 1919، وأسست "لجنة الوفد المركزية للسيدات" وقامت بالإشراف عليها.

- حقيقة خلعها للحجاب:

في عام 1921 وفي أثناء استقبال المصريين لسعد زغلول، قامت هدى شعراوى بخلع الحجاب علانية أمام الناس وداسته بقدميها مع زميلتها "سيزا نبراوي"، وكتبت تقول في مذكراتها: "ورفعنا النقاب أنا وسكيرتيرتي سيزا نبراوي، وقرأنا الفاتحة ثم خطونا على سلم الباخرة مكشوفتي الوجه، وتلفتنا لنرى تأثير الوجه الذي يبدو سافرًا لأول مرة بين الجموع فلم نجد له تأثيرًا أبدًا لأن كل الناس كانوا متوجهين نحو سعد متشوقين إلى طلعته".

- حضورها للمؤتمرات الدولية:

حضرت هدى شعراوى أول مؤتمر دولي للمرأة في روما عام 1923م، وكان معها نبوية موسى وسيزا نبراوي صديقتها وأمينة سرها، وكتبت تقول:" كان من بين ما حققه مؤتمر روما الدولي أننا إلتقينا بالسنيور موسوليني ثلاث مرات، وقد استقبلنا وصافح أعضاء المؤتمر واحدة واحدة، وعندما جاء دوري وقدمت إليه كرئيسة وفد مصر عبر عن جميل عواطفه ومشاعره نحو مصر وقال إنه يراقب باهتمام حركات التحرير في مصر".

وفي فعاليات المؤتمر النسائي الدولي الثاني عشر في استانبول في 18 إبريل 1935، الذي تكون من هدى شعراوي وعضوية اثنتي عشر سيدة أخرى، انتخبت هدى نائبة رئيسة للاتحاد وكانت تعتبر أتاتورك، محرر تركيا الحديثة، قدوة لها وأفعاله مثل أعلى.

- تدرجها في الاتحاد النسائي:

كونت شعراوي الاتحاد النسائي المصري سنة 1927، وشغلت منصب رئاسته حتى عام 1947، كما كانت عضوًا مؤسسًا في "الاتحاد النسائي العربي" وصارت رئيسته في العام 1935، وبعد عشرين عامًا من تكوين هذا الاتحاد قامت بعقد ما سمي بالمؤتمر النسائي العربي سنة 1944، وقد حضرت مندوبات عن الأقطار العربية المختلفة.

- قرارات المؤتمر النسائي الدولي:

واتخذت شعراوي في المؤتمر النسائي الدولي الذي اقيم عام 1944 عدة قرارات، منها المطالبة بالمساواة في الحقوق السياسية مع الرجل، وتقييد حق الطلاق، والحد من سلطة الولي، والجمع بين الجنسين في مرحلتي الطفولة والتعليم الابتدائي.

- الوفاة:

في 29 نوفمبر 1947، صدر قرار التقسيم في فلسطين من قبل الأمم المتحدة، وبعد مرور اسبوعين، وتحديدًا في 12 ديسمبر من نفس العام، توفيت شعراوي بالسكتة القلبية، وهي جالسة تكتب بيانًا في فراش مرضها، تطالب فيه الدول العربية بأن تقف صفًا واحدًا في قضية فلسطين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
شهداء لقمة العيش.. أسماء ضحايا حادث تصادم طريق بورسعيد - المطرية