شارك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقرينته مساء أمس في حفل لإحياء ذكرى مرور 40 عامًا على تأسيس مدينة كاتسرين.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "يسرنا قرينتي وأنا التواجد هنا لسبب بسيط مفاده أننا نحب كاتسرين، ونحب الجولان، وتعلمون صحة ما أقوله فنحن نأتي لزيارة الجولان طول الوقت. لقد حضرت إلى هنا قبل أسبوعين ويسرني التواجد هنا مجددًا. فهذا مكان محبوب، مكان رائع.
عندما ننظر إلى الوراء، إلى تلك الأعوام الـ 40، نمتلئ فخرًا لرؤية كل ما أنجزتموه هنا، وما أنجزناه سويًا في هضبة الجولان التابعة لدولة إسرائيل.
ودائمًا أقول إنه في أرض البازلت وضع جذورهم رجال البازلت الذين يتحلون بالقوة والعزيمة والإخلاص الصادق في سبيل العمل الصهيوني. لمّا حضرت إلى هنا قبل أسبوعين إلى جانب ديما، لقد تمشينا على طرق القرية اليهودية القديمة، ولامسنا الأحجار المتينة كما شاهدنا بالطبع ذلك الكنيس اليهودي القديم الذي تكلم عنه الحاخام ليفي.
وقد أظهر لي ديمي كذلك نسخة لعملة نادرة تم العثور عليها في جمالا تحمل عنوانًا يعود إلى أيام الثورة اليهودية الكبرى في سبيل "خلاص أورشليم المقدسة". وأشعر كلما أتيت لهنا، وكلما تواجدت في الجولان، وفي الكنس اليهودية العتيقة التي نقوم بترميمها، أو هنا في كاتسرين، أشعر بأننا نمدّ جسرًا ثابتًا بيننا وآبائنا، الذين استقروا معًا في هذه المنطقة قبل آلاف السنين.
كما أننا نستغرب دائمًا عندما نجد شخصًا آخر يوصينا بإعادة هضبة الجولان، فأقول لهؤلاء: ألا تلمّون بالتاريخ؟ انظروا حولكم – رموز الشمعدان والكتابات بالعبرية لم تأتِ إلى هنا بصدفة. فانظروا إلى المتحف الواقع هنا في هضبة الجولان حيث ستجدون نقشًا خاصًا بالحاخام إليعازر هكبار الذي عاش خلال حقبة المشناه والتلمود. لم نغرس ذلك في الأرض، بل استخرجناه من الأرض. وكل هذه الآثار تبرهن على شيء وحيد ألا هو حقيقة عدم كوننا غرباء في الجولان، فالجولان كان لنا والجولان سيبقى لنا إلى الأبد.
إن الجولان لنا بموجب الحق لأن آباءنا كانوا هناك والجولان لهم وكذلك لأننا استعدناه في أعقاب العدوان السوري المتواصل بلا هوادة على دولة إسرائيل. فكانت سوريا تسيطر على الجولان لمدة 21 عامًا – يتواجد معنا هنا الشباب الذين لم يكونوا بين الأحياء آنذاك – ونتذكر جيدًا الوضع الذي كان يسود هنا نتيجة الانتداب الفرنسي، وما فعله السوريون خلال تلك الفترة، أي الـ21 عامًا حينما سيطروا على هذا المكان. إنهم لم يقيموا هنا بلدات وقرى عامرة، ولم ينموا هنا الزراعة المزدهرة ولم يشجعوا السياحة.
السوريون حولوا الجولان إلى ثكنة عسكرية محصنة ومليئة بالأسلحة وبحقول الألغام. هم كانوا من الفوق بينما كنا نحن في الأسفل؛ وقد قام السوريون بإطلاق وابل من النيران على بلداتنا المطلة على بحيرة طبرية وفي الأغوار، مما أجبرنا على اللجوء للملاجئ. كما عمل السوريون على تحويل مسار خط مياه الأردن، بينما كنا نحن في موقف الدفاع عن أنفسنا. وتغير هذا الوضع كليًا خلال حرب الأيام الستة بفضل شهامة مقاتلي جيش الدفاع الإسرائيلي الذين قاموا بتحرير الجولان.
فكانت المعارك ضارية ودموية في تل الفخار وفي تل العزيزيات وموقع جلبون حيث أصيب شقيقي يوني بجروح، عندما هرع لمساعدة جندي أصيب برصاص العدو. ولكن بعد انتهاء تلك المعركة، لم تعد الهضبة المهدِّدة، كما كان يُطلق عليها، مهدِّدة ولم تعد تطلق نيرانها.
فلنا الهيمنة على هذا المكان منذ ذلك الحين، وأستطيع الجرم أننا نملك الهيمنة القوية على الهضبة ونعلم الذي يجري هنا من وراء الحدود، لأن الكثير من الأشياء تغيرت. لنا فبضة قوية هنا ولكن الجانب الآخر من الحدود يشهد حالة من الانهيار، الاضطراب، الفوضى والمأساة.
إن سياستنا واضحة: لا نتدخل بالصراع الدموي الذي يدور رحاه في سوريا ومنذ أكثر من 6 سنوات. ولكننا عازمون على الرد بحزم وبقوة على أي مساس بسيادتنا. فالذي يطلق النار صوب أراضينا ويضع حياة مواطنينا في خطر سيواجه ردا عنيفا وسريعا. فلسنا على استعداد للقبول بأي أطلاق نار منفلت أو متقطر على الجولان أو أي منطقة أخرى. وعلى النحو ذاته، لن تسمح لقوى الإسلام المتطرف بقيادة إيران أو داعش بفتح جبهة إرهابية ضد دولة إسرائيل من الطرف السوري للحدود.
سنحافظ على الجولان، نحن باقون في الجولان والجولان سيبقى دوما جزءًا من دولة إسرائيل السيادية. وبهذا الموقف الحازم الذي يتغلغل شيئًا فشيء لدى قادة وأمم العالم، نقوم بتنمية الجولان.
فمرتفعات الجولان التي كانت مرتبطة بالضيق الشديد، أصبحت بقاعًا من الحياة والأمل. وقد شاهدنا هنا هؤلاء الأطفال المعجبين، الذين يزدهر الجولان معهم بينما تبرز كاتسرين، عاصمة الجولان، كمرساة مركزية تمحور حولها مشروع الاستيطان القروي. ولم ينجَز كل ذلك في يوم واحد، بطبيعة الحال، فيمكنكم الاستفسار من سامي بار ليف الذي يستحق كل الاحترام على تكريس حياته من أجل كاتسرين.
بروح عظيمة، شيّد هو ورفاقه الطبقة فوق الطبقة، وبيتًا تلو البيت، وحيًا تلو الحي، وشجرة تلو الشجرة، ومدرسة تلو المدرسة، وعيادة تلو العيادة ومكتبة ومركزًا تجاريًا. ومع بدء الهجرة الكبيرة من الاتحاد السوفياتي، وصل إلى هنا آلاف المهاجرين الجدد ممن تم استيعابهم في المستوطنة بنجاح.
ويجوز لنا القول إن الحكومة الإسرائيلية ومجلس كاتسرين يضافران جهدهما من أجل الارتقاء بهذه الأماكن لتبلغ ذروات ومستويات جديدة، فننوي مضاعفة عدد السكان القاطنين في كاتسرين خلال العقد المقبل – من 8000 إلى 17 ألف. أتعلم ماذا يا ديما؟ أود أن أضيف وهذا مدون ومسجل. أرغب بأن أجد هنا بعد عقد من الزمن 23 ألف شخص لتكون كاتسرين مدينة كبيرة وذات أهمية في إسرائيل. وأعلم أنك ستقدم لي الفاتورة بعد ذلك، ولكن لا بأس.
سنقوم بترميم الأحياء القديمة وسننشئ الأحياء الجديدة، كما سنزيد من فرص العمل وعدد أماكن العمل. وسنستثمر في التربية والثقافة والسياحة والزراعة وبنفس القدر في المواصلات، حيث أننا نجدد البنى التحتية على الطرق ونقصر إلى حد كبير مسافة الطريق الذي يربط كاتسرين بتل أبيب وأورشليم. إننا نبني، نقيم سكك الحديد من النقب مرورًا بالجليل وانتهاءً بالجولان. أريد أن يأتوا إلى هنا بالآلاف وعشرات الآلاف.
لا أقصد بذلك المجيء إلى هنا بغرض قضاء عطلة نهاية الأسبوع أو أثناء أيام الأسبوع للقيام بزيارة، بل أريد أن يأتوا إلى هنا للعيش والاستمتاع بالحياة، والهدوء، والهواء الصافي، والرؤية الإنتاجية. فنعمل سويًا من أجل جميع سكان الجولان سواء إن كانوا من اليهود، المسيحيين أو الدروز.
وفي هذه المناسبة أود التنويه إلى كون يوم أمس يصادف الذكرى السنوية لرحيل صديقنا العزيز، بطل إسرائيل، سليم شوفي، الذي ساهم إلى حد بعيد في نجاتي أنا ونجاة جنودي، وعوزي ما زال يتذكر ذلك اليوم، قبل 45 عامًا ونصف. إنني أطأطئ رأسي لإحياء ذكرى سليم شوفي، وأود توجيه رسالة إلى إخواننا الدروز مفادها أننا لا ننساكم أبدًا، فأنتم لحم من لحمنا ودم من دمنا.
وسنرسخ مكانة مستوطنات الجولان ونعزز قوة كاتسرين. إن إنجازات كاتسرين إلى هذه اللحظة هي بمثابة البداية فحسب فبإذن الله سترتقون أكثر فأكثر. وبمناسبة عيدكم أبارككم باسم جميع مواطني هذه الدولة. فالجولان القوي وكاتسرين القوية معناه إسرائيل القوية. أتمنى لكم مواصلة نجاحكم وأشكركم بجزيل الشكر. فليكن عيدك سعيدًا يا كاتسرين".
كما حضر هذه الفعالية كل من وزيرة الهجرة واستيعاب القادمين الجدد سوفا لاندفير، ووزير حماية البيئة، أورشليم والتراث زئيف إلكين، وبعض أعضاء الكنيست فضلًا عن رئيس مجلس كاتسرين ديمي أفارتسيف ورؤساء السلطات من المنطقة الشمالية.