أكد الدكتور محمد مختار جمعة،وزير الأوقاف، أن حماية حدود الأوطان وثغورها، من فروض الكفايات التي إذا قام بها البعض سقط الإثم عن الباقين شريطة أن ندعم من يقوم بذلك وأن نقف إلى جانبه، وأن نوفر له ما يحتاج إليه من سلاح وعتاد، وإن لم يقم بذلك أحد أثم الجميع.
وأوضح «جمعة» في بيان له اليوم الجمعة، أن حماية الحدود والثغور من أعلى مراتب الجهاد الحقيقي، جهاد دفع البغي والاعتداء، يقول نبينا -صلى الله عليه وسلم-: «عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله».
وتابع: ولا شك أن العين التي تسهر على حراسة الحدود إنما هي عين تحرس في سبيل الله، فتحية لمصر ولأهلها، وتحيتنا لأبطالنا العظماء، وتحية لقواتنا المسلحة الباسلة، ولشرطتنا الوطنية، ولكل وطني شريف يحافظ على أمن وسلامة بلادنا، ولكل نقطة دم ضحى بها صاحبها في سبيل أمن وأمان مصرنا العزيزة، فقال تعالى: « وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ» الآية 21 من سورة يوسف.
ونوه بأن قواتنا المسلحة الباسلة تمكنت ثالث أيام العيد من تدمير اثنتى عشرة سيارة دفع رباعي محملة بالأسلحة والذخائر خلال محاولتها اختراق حدودنا الغربية عبر ممرات صحراوية، قصد القيام بعمليات إجرامية وتخريبية داخل مصرنا الغالية.
وأضاف أنه لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تحاول فيها تلك الجماعات الإرهابية التسلل عبر حدودنا المترامية الأطراف، فقد أحبطت اليقظة والعين الساهرة لقواتنا المسلحة العشرات بل المئات من هذه المحاولات التي لم تنقطع، فبعد أن كان ما كان من تدمير لمقومات دول حولنا حولتها الجماعات الإرهابية المتطرفة إلى بقايا أنقاض وأوسعت أبناءها قتلا وتشريدًا في شتى بقاع الأرض بصورة يندى لها جبين الإنسانية وسط صمت دولي رهيب ومريب ولافت للنظر.
وأشار إلى أنه بعد أن حققت هذه الجماعات ومن يدعمها مآربها وأهدافها في تدمير هذه الدول لم يبق أمامها سوى هذه الصخرة الكداء العصية بفضل الله عز وجل وحمايته لها ولأهلها، وبفضل عزيمة أبنائنا وقوة وصلابة وبسالة قواتنا المسلحة، وجيشنا الوطني وشرطتنا الوطنية، وأجهزة الدولة السيادية القوية، بحيث تحطمت على أسوارها عبر التاريخ محاولات الباغين والغزاة من كل حدب وصوب، وبقيت هي شامخة مرفوعة الهامة، ألا وهي مصرنا العزيزة الغالية التي تستحق منا أن نبذل في سبيلها النفس والنفيس، وأن ندافع عن ترابها وثراها بأرواحنا وأنفسنا وأموالنا، وأن نفديها بكل ما نملك، موقنين أننا نفعل ذلك تديُّنًا ووطنية معًا، ذلك أن مصر هي القلب النابض للعروبة والإسلام، وهي درع الأمة وسيفها.
واستطرد: كما أن الأمانة تقتضي منا أن ننفض عن ديننا السمح هذا الغبار المتراكم الذي تهيله عليه تلك الجماعات المتطرفة الضالة المنحرفة التي لا تألو لا على وطن ولا على دولة وطنية ولا حتى على دين تتقي الله فيه، ونؤكد أن أعداء الإسلام لو استفرغوا واستنفدوا كل ما في جعابهم من سهام قاتلة ووجهوها إلى ديننا الحنيف ما نالوا منه معشار ما أصابه بسبب تلك الجماعات الإرهابية المنسوبة ظلمًا وزورًا إليه وهو منها براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب -عليه السلام-، بحيث صرنا في حاجة ملحة أن نرفع عن أنفسنا وعن ديننا ما نحن وهو منه براء، ونقول نحن ضحايا ولسنا جلادين.
وأفاد بأن هذه الجماعات والعناصر الضالة الشاذة التي تجمعت أمشاجًا من كل حدب وصوب، وساقها إلى بلادنا من ساقها ممن بغيتهم تدمير منطقتنا وإسقاط دولنا وتفتيتها وتفكيكها، لا تألو على شيء سوى إما تحصيل المال كجنود مرتزقة أو بندقية للإيجار كما يقولون، أو أنهم أطمعُوا بسلطة لن يروها أبدًا بإذن الله تعالى، إذ إن السلطات لا تقوم على أنقاض الدول أبدًا.
وأكمل: فالثابت تاريخيًا قديمًا وحديثًا أن هذه الجماعات العميلة الخائنة لا يمكن أن تتفق على شيء، ولا يراد لها أن تتفق على شيء، بل إنها لا تحسن ولا تجيد ولا تستطيع أن تتعامل في غير القتل والدمار والتخريب، أما البناء والتعمير فلا سبيل لها إليهما، وشعار هذه الجماعات إما أن نحكم أو أن نحرق، فالسلطة عندهم غاية لا وسيلة، وكل ما يحقق لهم وهم الوصول إلى هذه السلطة فهو في منظورهم مباح، وسبيل من سبل التمكين حتى لو كان قتلًا أو تشريدًا للآمنين أو سفكًا للدماء البريئة.