كندا بلد الأحلام، وقبلة الشباب المهاجر الباحث عن النجاح الذى عجز عن تحقيقه فى بلده، احتفلت هذا الأسبوع بمرور 150 عاما على تأسيس الاتحادية الكندية.
ففى عام 1867 شكلت مقاطعات أونتاريو ونيو برونزويك ونوفا سكوتشيا وكيبك، اتحادا باسم "كندا" تم الاعتراف به في الأول من شهر يوليو من نفس العام، وتحتفل كندا بهذا اليوم كل عام كعيد وطني لها، واشتق اسم كندا من اللغة الأوروقية لسكان كندا الأصليين ومعناها القرية أو المجتمع.
واحتفل الكنديون مطلع الأسبوع الحالي بعيدهم الوطني التي وافق "عيد ميلاد كندا المائة والخمسين"، وعمت الاحتفالات مختلف المقاطعات والأقاليم، وجرى الاحتفال الرسمي في العاصمة الكندية أوتاوا، وشهده حاكم كندا العام ديفيد جونستون ورئيس الحكومة جوستان ترودو وكبار الشخصيات الرسمية، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الكنديين.
وتعتبر كندا في تاريخ الأمم بلد حديث، فقبل 52 عاما فقط لم يكن علمها الحالي قد لاح في الأفق، حيث تم اختياره في عام 1965 متألفا من اللونين الأبيض والأحمر، مربع أبيض على جانبيه مساحاتين ذات لون أحمر، ويتوسطه ورقة حمراء من نبات الإسفندان، وهى بمساحتها البالغة حوالي 10 ملايين كيلومتر مربع، تعتبر ثاني أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، ومقابل هذا الاتساع فإن عدد السكان وفقا لإحدث الإحصائيات لم يتجاوز 35 مليون نسمة، وتشكل هذا العدد في الغالب من الهجرات المتتالية، فهي بيئة حاضنة ومرحبة للمهاجرين من كافة أنحاء العالم، وتعتمد عليهم في زيادة عدد سكانها، ولهذا فإن ترحيب كندا بالمهاجرين يعد تقليدا ثابتا في الحياة الكندية ينبع بشكل أساسي من الدستور الكندي وطبيعة السكان، وأحد البنود الرئيسية في الدستور الكندي هي اعتزاز كندا بأنها بلد متعدد الأعراق والثقافات والأصول، ويؤكد الدستور الكندي على حماية هذا التقليد ومنع أي صور التمييز أو التفرقة بسبب اللون أو الجنس أو الدين.
وعادة ما كانت تعرف كندا ببلد المهاجرين، ولديها سياسة تشجع على اختلاف وتنوع الثقافات المتعددة، وتحترم وجهات النظر المختلفة في مثل هذا الوضع الحيوي، ومعظم الجماعات العرقية تقريبا ممثلة في كندا، ولذا فلا يزال سكانها يعرفون أنفسهم وفق جذور أجدادهم، وتتوفر فيها الأطعمة الخاصة بهم والأنشطة الترفيهية المرتبطة بتنوع الثقافات، وتعتبر تورنتو وهي العاصمة الرسمية لمقاطعة أونتاريو الوجهة الرئيسية للمهاجرين، حيث يقصدها حوالي نصف المهاجرين بسبب مناخها المعتدل نسبيا وموقعها الاستراتيجي في منطقة "البحيرات العظمى" الأمر الذي ساعدها على بناء صناعة عملاقة في كافة المجالات الحيوية.
وكندا إحدى الدول الصناعية السبع الكبرى، وواحدة من أكثر دول العالم نموا وتطورا من الناحية الاقتصادية وأكثرها توفيرا لفرص العمل في كافة المجالات، ومستوى التعليم والخدمات الصحية هو الأرقى على مستوى العالم، بالإضافة إلى أن التعليم والخدمات الصحية مجانية، ولديها نظام شامل وواسع للرعاية الصحية وشبكة للتأمين الاجتماعي، وهى بلد ثنائية اللغة "اللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية"، وأحد رواد العالم في مجال الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات، ولها شهرة التفوق في بعض القطاعات مثل الاتصالات والنقل والهندسة، خاصة علوم الفضاء ووسائل النقل المدنية وعلم الإلكترونيات الدقيقة ( الميكروالكترونيات) والأجهزة الطبية والبرامج المتقدمة والقوى النووية والكهرومائية والليزر وعلم البصريات الإلكترونية والتكنولوجيا الحيوية وتصنيع الأطعمة والمشروبات والجيوماتيك والصناعات البيئية والبحرية.
ويتمتع الكنديون بمستوى معيشة من أعلى المستويات في العالم، فأكثر من 65 بالمائة من الكنديين يملكون المنازل التي يعيشون بها والسلع المعمرة، ووسائل الإعلام والتسلية والأعمال الفنية متقدمة للغاية في كندا.
ويشتمل نظام الإذاعة المعقد والتابع لكندا على أكثر من 1000 محطة إذاعية AM وFM وحوالي 719 محطة تليفزيونية لتخدم جمهور المستمعين والمشاهدين وتعمل على تسليتهم وتعليمهم، كما تتوافر مجموعة واسعة من الأنشطة الثقافية بما في ذلك المتاحف والمعارض والمسارح وعروض الموسيقى والرقص والحفلات الموسيقية.