مهلة تلو الأخرى، تضيعها قطر، وعناد وتصميم على العناد تنتهجه الدوحة، ولكن بعد انتهاء المهلة تستشعر قطر، جدية الموقف وخطورة المرحلة الراهنة التي ترسم ملامح مستقبلها بالكامل، كما تحدد مصير تميم وعائلته ودولته.
سلمت قطر ردها إلى كل من الكويت والسعودية، على المطالب التي نادت بها دول المقاطعة، ولا تعلم قطر أن مصيرها معلق هنا في القاهرة، العاصمة المركزية للعالم العربي، إذ يجتمع وزراء خارجية دول المقاطعة لبحث الأمر وتحديد الرد المناسب على قطر، الأمر الذي يصيب الدوحة بهاجس التكهنات وفوبيا الخوف من المجهول الذي ينتظرها.
ويعقد في العاصمة المصرية القاهرة الأربعاء اجتماع يضم وزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين ومصر لبحث ملف الأزمة القطرية.
ويتناول الاجتماع بحث الرد القطري على المطالب العربية بعد إعطاء الدوحة مهلة إضافية لثمان وأربعين ساعة للاستجابة لتلك المطالب.
وقد سلمت الكويت السعودية رد قطر على المطالب الثلاثة عشر التي تقدمت بها السعودية والإمارات ومصر والبحرين.
وتهدف تلك المطالب إلى تحقيق معادلة مطلوبة منذ سنوات وهي توقف الدوحة عن تمويل الإرهاب والجماعات الإرهابية، ووقف العمليات التي تنال من استقرار الأشقاء.
وأعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن أمله في أن يكون رد قطر على مطالب الدول المقاطعة إيجابيا.
وأشار الجبير إلى أن غالبية المطالب مذكورة في اتفاق 2014، مشيراً إلى أنه تمت الموافقة على تمديد المهلة الممنوحة لقطر بناء على طلب من الوسيط الكويتي.
وكان وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد قد أعلن أن الخطوات المقبلة تجاه الدوحة ستتم بعد دراسة الرد القطري، مضيفا أن أي خطوات ستكون في إطار القانون الدولي.
ودعا وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد قطر إلى الكف عن تقديم الدعم للجماعات الإرهابية.
من جانبه اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أن الأزمة مع قطر كشفت بوضوح مواقف الدوحة.
وقال قرقاش في تغريدة له على موقع تويتر إنه لا يمكن أن تدعم قطر موقع دول الخليج وهي تتآمر على السعودية، أو تساند العرب ثم تكيد بمصر، أو تبحث عن موقع عالمي وهي تدعم الإرهاب.
وخلال الأيام الماضية لم تهدأ المنابر الدبلوماسية من الانشغال بالأزمة مع قطر، فمن واشنطن إلى بون ومن باريس فموسكو.. طالبت التصريحات جميعها بضرورة التوصل إلى حل، وبحتمية رفع الغطاء عن دعم وتمويل الإرهاب.
إلا أن الأزمة بكل أبعادها تظل محلية ولا تتحمل حلا مقنعا من خارج المظلة الخليجية، ويبدو موعد القاهرة اليوم بين رؤساء دبلوماسيات الدول الأربع حاسما وكفيلا لوحده برسم ملامح المرحلة المقبلة.
لكن الدوحة تملك دوما على ما يبدو قراءتها الخاصة، وهي قراءة حولت القضية إلى تحد عسكري وتناست البعد الأمني وحتى السياسي للأزمة.
فاللجوء إلى الأجنبي ونشر قواته على الأرض القطرية يعني شيئا واحدا فقط، إشعار الآخرين بأن قطر تحت التهديد وهو أمر يجمع القريب والبعيد على أنه بعيد عن الصحة.
ويبدو أن عسكرة القضية وتوصيف عناصرها بات نهجا يحتم على الجميع النظر بعين الريبة للوجود التركي على الأراضي القطرية والغزل الأمني والسياسي المتصاعد مع طهران، والتمسك برموز الإرهاب بتوفير الملاذ لهم.