أعلنت، اليوم، اليونسكو، عن كون البلدة القديمة فى الخليل "منطقة محمية" بصفتها موقع "يتمتع بقيمة عالمية استثنائية، حدث ذلك بعدما صوّتت اليونسكو بغالبية 12 صوتًا مقابل ثلاثة وامتناع ستة عن التصويت، على إدراج مدينة الخليل فى الضفة الغربية المحتلة، التى يعيش فيها مئتا ألف فلسطينى مقابل بضع مئات من المستوطنين الاسرائيليين على لائحة التراث العالمي.
وينتج عن ذلك استفادات عظيمة منها دحض الادعاءات الإسرائيلية التى طالبت صراحة بضم الحرم الإبراهيمى إلى الموروث اليهودى، بالإضافة إلى حماية الحرم الإبراهيمى ومحيطه من الاعتداءات الإسرائيلية والتهويد المستمر منذ فتره طويلة وذلك من خلال الحصول على ورقة دولية ضاغطه على الاحتلال بحيث يتوقف عن طمس معالم الخليل وتاريخها وموروثها الثقافى، الذى يمثل إرثًا استثنائيًا عالميًا يهم الإنسانية جمعاء وليس إرث الفلسطينيين وحدهم.
ومدينة الخليل من أقدم المدن العريقة التى ما زالت مأهولة فى العالم، ويمتد تاريخها إلى أكثر من 6000عام، وهى مدينة مقدسة للديانات السماوية، وأصبحت رابع أقدس مدينة إسلاميَّة بعد مكة والمدينة المنورة والقدس، ويعتبر الحرم الإبراهيمى الشريف من أهم المعالم الحضارية المميزة للمدينة، والذى منحها مكانتها المميزة، وجعلها مقصدًا دينيًا للمؤمنين والرحالة العرب والأجانب الذين أفاضوا فى الحديث عنها وعن معالمها الدينية والحضارية.
يقول التاريخ عن المدينة أنه عندما جاء إليها نبى الله إبراهيم الخليل عليه السلام، باحثا عن مكان يعبد فيه ربه وكانت مسكونة بأهلها الحثيين من أبناء كنعان الذين أكرموه وأحسنوا معاملته، لدرجة أنهم غيّروا اسم مدينتهم من "أُربع" وهو اسم كنعانى أُطلق عليها لأنه كان يسكن فيها أربع عشائر كنعانية، إلى "حبرون" وتعنى الصديق أو الخليل نسبة إلى خليل الله إبراهيم عليه السلام، فعرفت منذ ذلك الوقت وحتى كتابة هذه السطور بمدينة الخليل.