يبدو أن "قطر" تعمل على الخروج من عنق الزجاجة، بتوددها لـ"إبران" بعدما زادت مصالح إيران مع قطر على المستوى الاقتصادي والتجاري زاد مؤخرًا، بعد فرض المزيد من العقوبات الدولية، وصل بعضها إلى حد المقاطعة، إلا أن طهران تسعى جليًا إلى تعويض خسائرها عبر البوابة العربية، والتي تتوقع أن تتسبب في زيادة صادراتها من السلع غير النفطية ومكثفات الغاز في العام الإيراني الجاري 10.6 مليار دولار، وأن يتجاوز حجم تصديرها لمستخرجات المناجم 117 مليون دولار.
ويبدو أن طهران ترى في تعميق العلاقات والتعاون مع قطر على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية فرصة لإيجاد موطئ قدم لها في مجلس التعاون لمواجهة السعودية والإمارات.
التناقض الذي ظهر على قطر في أفعالها مع العرب وعلاقاتها مع المرشد الأعلى، يؤكد أن مطالب الدول المقاطعة لن تلقى أي ترحيب نظرًا لمتانة العلاقات الاستراتيجية والعسكرية بين البلدين "السني والشيعي"، بل هناك تأكيدات على أن إيران تسعى لتدمير المنطقة العربية والمجتمع الإسلامي، إضافة لوقوفها وراء الجماعات الإرهابية كالقاعدة وطالبان والإخوان المسلمين وحزب الله.
وأشارت، صحيفة "فاينانشال تريبيون" الإيرانية، السبت، أن شركة "فالفجر" الإيرانية للشحن، تخطط حاليا لإقامة خط بحرى مباشر من ميناء بوشهر إلى قطر خلال الأسبوعين القادمين.
ونقلت الصحيفة عن أبو القاسم محمد زاده، المسؤول بميناء بوشهر، قوله إن هذه الخطوة تهدف إلى "توسيع التجارة غير النفطية" إلى قطر، مضيفا أن مؤسسته ستستخدم حاويات مبردة للشحنات إلى قطر.
وقطعت السعودية والبحرين والإمارات علاقاتها مع الدوحة بسبب دعمها وتمويلها للإرهاب، والعمل مع إيران على زعزعة استقرار المنطقة وضرب استقرارها.
وفي 10 يونيو الماضي، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن مساعد الشؤون الاقتصادية لمحافظ بوشهر، سعيد زرين فر، قوله: "سيتم تخصيص ميناء بوشهر كمركز للتبادل الاقتصادي بين إيران وقطر".
وأضاف زرين فر في حينه أن "زيارات مكثفة قام بها تجار إيرانيون من محافظة بوشهر لدولة قطر"، بعد قرار قطع العلاقات معها، مشيرا إلى أن ضرورة تعزيز التبادل الاقتصادي بين البلدين في الآونة الحالية.
وأكد وزير الخارجية "سامح شكري"، اليوم، عزم مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين على تغيير السياسات القطرية التي تقف خلف زعزعة الاستقرار الإقليمي من خلال دعم وتمويل وإيواء التنظيمات الإرهابية.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه وزير الخارجية المصري من الممثلة العليا للسياسة الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، تم خلاله استعراض تطورات الأزمة القطرية، حسبما صرح المتحدث باسم الخارجية المصرية المستشار أحمد أبوزيد.
وقال المتحدث أن موغيريني حرصت خلال الاتصال على تقديم التعازي في ضحايا حادث رفح الإرهابي وأكدت تضامن الاتحاد الأوروبي مع مصر في الحرب ضد الإرهاب.
وأشادت المسؤولة الأوروربية بالرؤية المصرية الشاملة التي تدعو لمحاصرة ظاهرة الإرهاب من جميع الجوانب الفكرية والمالية والتنظيمية.
واستعرض الجانبان التحضير لاجتماع مجلس المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي الذي ينعقد أواخر الشهر الجاري حرصا من الجانبين على إعطاء دفعة قوية للعلاقات المصرية الأوروبية خلال المرحلة المقبلة.