امريكا "تلعب علي الحبلين" في أزمة قطر.. ترامب يتهمها بالإرهاب.. و"تيرلسون" يعقد مع "الدوحة" إتفاقية لمكافحة التطرف

كتب : سها صلاح

يعد الموقف الأمريكي متناقضاً بشأن الأزمة الخليجية المصرية مع قطر حيث دعت وزارة الخارجية بقيادة ريكس تيرلسون إلى تخفيف العقوبات على قطر وعدم التصعيد، في حين أن البيت الأبيض بقيادة الرئيس دونالد ترامب اتهم قطر بدعم وتمويل الإرهاب قائلا إن "الوقت حان" لتتوقف الإمارة عن ذلك"، كما أن وزارة الدفاع الأمريكية قامت بعد تصريحات ترامب بإجراء تمارين عسكرية مشتركة مع القوات القطرية وتوقيع عقود معها لبيعها طائرات مقاتلة.

وكشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن نجاح جولة تيلرسون في نزع فتيل الأزمة التي تحمل أبعادا وتبعات اقتصادية كبرى يتوقف على مدى قدرته على إقناع قادة الخليج بوحدة الموقف الأميركي، من الرئيس دونالد ترامب، إلى وزارتي الخارجية والدفاع، لكن زيارة الوزير الأمريكي للدوحة سبقها تسريب وثائق سرية بين قطر ودول الخليج تتعهد فيها دول مجلس التعاون الخليجي الست بمحاربة تمويل الإرهاب ودعم التدخل في شؤون بعضها البعض.

وجاء في الوثائق أن قطر تتعهد بعدم إيواء شخصيات معارضة من دول خليجية أخرى، وبعدم دعم جماعة الأخوان المسلمين المصنفة إرهابية في عدد من الدول العربية، وعدم تقديم أي مساندة لأي طرف يمني في النزاع المستمر منذ سنوات.

وقال الوزير الأمريكي لصحفيين بعد لقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد أل ثاني "لدي أمل بأننا قادرون على إحراز تقدم لدفع الأمور نحو الحل"، مضيفا أن الولايات المتحدة ترغب في "تجنب أي تصعيد إضافي".

ورأى تيلرسون، في تصريحاته أن قطر، "كانت واضحة جدا في موقفها وواقعية ونحن نريد أن نناقش الآن كيفية المضي قدما وهذا هو الغرض من مجيئي".

وقبل وصول تيلرسون إلى قطر، صرحت الولايات المتحدة وبريطانيا والكويت مساء الاثنين بقلق بسبب استمرار الأزمة، مناشدة «كافة الأطراف» العمل على سرعة احتوائها وحلها عبر الحوار.

وجاء ذلك في بيان نشرته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية عقب اجتماع في الكويت ضم رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ووزير الخارجية الأميركي ومستشار الأمن القومي البريطاني مارك سيدويل.

ووفقاً للبيان فقد جدد الجانبان الأمريكي والبريطاني "دعمهما الكامل للوساطة الكويتية ومساعي وجهود" أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد لحل الأزمة.

ويزور تيلرسون الكويت، الوسيط الرئيسي في الأزمة، إلى جانب قطر والسعودية، مدشنا انخراطًا أميركياً مباشرًا في الخلاف المتفاقم بين الدولتين الخليجيتين الغنيتين.

في حين يتوقع تيلرسون من كافة الجوانب إظهار "مرونة" للتوصل إلى اتفاق برغم عدم وضوح الحل الأمثل لنجاح الوسيط الأميركي الكويتي، ومن المؤكد أن وزير الخارجية لن يعود إلى بلاده خالي الوفاض بعد تأكيد اجتماع بين الدول وزراء خارجية الدول الأربعة وقطر غدا الأربعاء.

وتصف الصحيفة مهمة تيلرسون "بالمستحيلة" في ظل تمسك جميع الأطراف بمواقفهم، بالإضافة إلي إقناع الإدارة الأميركية بتوحيد القرارات فيما بينهم، الأمر الذي يترك وزير الخارجية بنفوذ قليلة للتوصل إلى حل توافق يرضي جميع الأطراف.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً