المياه تعود لمجاريها.. تقارب في العلاقات المصرية الإيطالية بعد أزمة ريجيني.. أستاذ علوم سياسية: نتوقع زيادة التعاون المثمر بين البلدين

بعد حالة الركود التي شهدتها "مصر" في الآونة الأخيرة مع "إيطاليا"، وفقًا لمجريات الأحداث، المتعلقة بأزمة مقتل الشاب الإيطالي "جوليو ريجيني" في مطلع العام الماضي، وسحب السفير الإيطالي فى يونيو 2016، وتحقيقات النيابة العامة التى استغرقت أيام وشهور بين جهات التحقيق في الدولتين، للوصول للفاعل، وشهدت العلاقات المصرية الإيطالية، توترًا واضحًا على إثر هذه الأزمة.

ظهر من جديد بارقة أمل، أمس، بقدوم وفد من البرلمان الإيطالي، برئاسة "نيكولا لاتوري"، رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ، وعضوية "ماوريتسيو جاسباري"، نائب رئيس مجلس الشيوخ، للقاء الرئيس السيسي في القاهرة.

من جانبه، قال الدكتور "جهاد عودة" أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات لـ"أهل مصر"، زيارة الوفد الإيطالي تعبر عن النوايا الحسنة لعبور الأزمة، وعودة العلاقات التاريخية بين البلدين مرة أخري.

وأشار "أستاذ العلوم السياسية"، إلى أن الرئيس السيسي لديه الحكمة في حل أية عقبات، والخارجية المصرية تتمتع بالقدرة على تجاوز الأزمات، ونتوقع في الفترة المقبلة زيادة التعاون المثمر بين البلدين.

التعاون المشترك

وجاء في تصريحات، السفير"علاء يوسف"، المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس رحب بأعضاء الوفد الإيطالي، مُعربًا عن تطلع مصر لتطوير العلاقات التاريخية التي تجمعها بإيطاليا ودفعها قُدمًا، ومؤكدًا ثقته في قدرة العلاقات بين البلدين على تجاوز مختلف التحديات.

العلاقات البرلمانية

كما أكد الرئيس أهمية مواصلة تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين وتكثيف الزيارات المتبادلة بين أعضاء البرلمانين، بما يسهم في زيادة التفاعل الشعبي ويضيف زخمًا متجددًا لعلاقات الصداقة المميزة بين الشعبين المصري والإيطالي.

أكد الرئيس كذلك أن مصر لن تنسى مواقف إيطاليا الداعمة لإرادة الشعب المصري في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن أعضاء الوفد البرلماني الإيطالي، أعربوا خلال اللقاء عن اعتزاز بلادهم بعلاقاتها المميزة مع مصر وتطلعهم للارتقاء بأطر التعاون القائمة وتفعيلها في المجالات كافة خلال المرحلة المقبلة، مؤكدين دعم إيطاليا ووقوفها إلى جانب مصر في مواجهة التحديات كافة سواء الأمنية أو الاقتصادية.

دور "مصر" في المنطقة

كما أشاد رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الإيطالي بمحورية الدور المصري في منطقة الشرق الأوسط، معربًا عن تقدير إيطاليا للجهود التي تقوم بها مصر وما تتحمله من أعباء على صعيد مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، كما نوه الوفد الإيطالي بجهود مصر في استعادة الاستقرار بالمنطقة وتسوية الأزمات القائمة بها.

مكافحة الإرهاب

ذكر السفير علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة أن اللقاء شهد تباحثًا حول التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا على صعيد مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، حيث أكد الرئيس أن التهديدات الراهنة تتطلب مزيدًا من التنسيق والتعاون المشترك لمواجهتها والقضاء عليها، مشيرًا إلى أن التصدي للإرهاب يستلزم تضافر الجهود الدولية لوقف تمويل الجماعات الإرهابية ومنع توفير الدعم اللوجستي والملاذات الآمنة والغطاء السياسي والإعلامي لهذه التنظيمات.

وفيما يتعلق بسبل التعامل مع الأزمات القائمة بالمنطقة، خصوصًا في ليبيا، أكد الرئيس أن استعادة الاستقرار وإنهاء المعاناة الإنسانية في المنطقة تفرض أولوية التوصل لتسويات سياسية لهذه الأزمات، والحفاظ على كيان الدولة الوطنية وسلامة أراضيها، فضلًا عن دعم مؤسساتها الوطنية لتتمكن من الاضطلاع بمسئولياتها في تأمين حدودها في مواجهة الإرهاب وظاهرة الهجرة غير الشرعية.

العلاقات السياسية وأزمة "ريجيني"

وأضاف المتحدث الرسمي، أنه تم كذلك خلال اللقاء مناقشة سبل تفعيل العلاقات السياسية بين الدولتين، واستعراض مجمل تطورات قضية الطالب الإيطالي "ريجيني"، حيث أكد الرئيس أهمية مواصلة التعاون الوثيق والمستمر بين جهات التحقيق في البلدين، منوهًا في هذا الإطار إلى التزام مصر الكامل بالعمل على كشف مُلابسات هذه الواقعة واستجلاء حقيقتها سعيًا للتوصل إلى مرتكبيها وتقديمهم للعدالة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً