توصل العلماء من خلال بحث جديد إلى آلية تساعد على قياس السرعة القصوى لأي حيوان اعتمادا على حجمه ويمكن تطبيق تلك الآلية حتى على الحيوانات المنقرضة مثل الديناصورات.
كانت البحوث السابقة أثبتت أن الحيوانات الأسرع ليست بالضرورة أن تكون الأكبر أو الأصغر حجما، ولكنها الوسط بين الحالتين، مثل الفهود، التي يمكنها الركض بسرعة تصل إلى 70 ميلا في الساعة، بينما تلاحق فريستها عادة بنصف تلك السرعة.
وعلى الرغم من معرفة ذلك، واجه العلماء صعوبات في التنبؤ بمدى سرعة حيوان ما دون رؤيته وهو يجري، أو يطير، أو يسبح. وكان ذلك يمثل مشكلة لعلماء الحفريات الذين يدرسون أنواع الحيوانات المنقرضة مثل الديناصورات.
فقد واجهت ميريام هيرت ، عالمة البيئة بالمركز الألماني لبحوث التكامل البيئي المتنوع، تلك المشكلة عندما أرادت التوصل إلى صيغة للتنبؤ بسرعة الحيوانات.
وبعد دراسة تحليلية لبيانات حركة الحيوانات، والتي نشرت في مجلة "نيشتر إيكولوجى أند إفيلوش"، قررت هيرت وزملاؤها ومن بينهم عالم البيئة أولريتش بروس من جامعة جوتينجين، وضع طريقة جديدة للتنبؤ بسرعة جميع أنواع الحيوانات.
تقول هيرت "لقد تتبعنا النمط المشترك بين الحيوانات، واكتشفنا أن ذلك الشئ الأساسي هو معدل التغير في "سرعة الحيوان" أو "المدة الزمنية التي يحتاجها لزيادة سرعته"، ويعتمد الوقت الذي يحتاجه الحيوان لزيادة السرعة على كتلة جسم الحيوان ونمط الحركة.
وقد توصل العلماء الى أن هذين العاملين يفسران حوالى 90 في المئة من اختلاف سرعة الحيوانات.
يذكر أن الفهود تتمكن من زيادة سرعتها من صفر إلى 60 ميلا في الساعة في مدة 3 ثوان فقط وهي فترة أسرع من الفترة التي تحتاجها أغلب السيارات لزيادة سرعتها.
ولا تقتصر فائدة هذا البحث على علماء الحياة البرية فقط بل يمتد أيضا لتفيد علماء الحفريات الذين كانوا يخمنون في السابق سرعة الديناصورات اعتمادا على مساراتها وهياكلها العظمية.
ويعتزم فريق البحث مواصلة اكتشاف طرق لتطوير طريقة التنبؤ بسرعة الحيوانات ، بما في ذلك إضافة عوامل أخرى مثل درجة الحرارة..حيث يقول "نعتقد أن التنبؤ بالتفاعل بين الحيوان المفترس والفريسة يمكن أن يكون أحد المجالات المفيدة التي يمكن أن نطبق فيها أسلوب التنبؤ الذي توصلنا إليه.. حيث يوجد على هذا الكوكب أكثر من 40 مليون نوع وتوجد بينها تفاعلات أكثر من ذلك"