صحيفة لبنانية: تحرير "عرسال" من الجماعات الإرهابية لإنهاء سنوات الخوف

كتب : وكالات

انطلقت فجر اليوم عملية تحرير جرود عرسال وفليطا من الجماعات الإرهابية من مسلحى النصرة وداعش لتنهى سنوات من الخوف والسيارات المفخخة والانتحاريين الذين عاثوا قتلا ودمارا في الداخل اللبناني وتحرير ما يزيد على 300 كلم مربع من سيطرة الإرهابيين ليتسلم الجيش اللبناني لاحقا الحدود اللبنانية ــ السورية خالية من الإرهاب.

وكشفت صحيفة الأخبار اللبنانية أن الجماعات الإرهابية التكفيرية في جرود عرسال لم تشأ أن توفر دماءها وتقبل بالخروج بتسوية من أخر بقعة محتلة على الحدود اللبنانية ـــ السورية كما فعل غيرها في الأشهر الأخيرة ومع أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أطلق قبل نحو أسبوعين نداء "الفرصة الأخيرة" لتوفير الدماء إلا أن المدعو أبو مالك التلي أمير جماعة جبهة النصرة الإرهابية في جرود عرسال تعنت وتمسك بمطالب مستحيلة التطبيق حاول فرضها على الدولة اللبنانية للقبول بالتسوية ومنها خروجه مع حوالى 530 مسلحا وبعض العائلات في طائرات من مطار بيروت إلى تركيا مع مبالغ مالية كبيرة.

ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد تعثر المفاوضات التي قادها الشيخ مصطفى الحجيري (أبو طاقية) أول أمس والتواصل التفاوضي أمس بدا واضحا لدى القيادات العسكرية المعنية أن الجماعات الإرهابية لن تقبل بالخروج خالية الوفاض فاتخذ قرار البدء بالعملية العسكرية مع عدم إقفال باب التفاوض نهائيا.

وتابعت الطائرات الحربية السورية غاراتها العنيفة التي بدأتها قبل نحو أسبوع على تجمعات المسلحين وقصفت فجر امس مواقع للإرهابيين قرب "معبر الزمراني" وجرود بلدة فليطا وأعالي منطقة وادي عجرم في جرود عرسال.

ولفتت الصحيفة إلى أن مدفعية المقاومة بدأت بقصف مركز على مواقع "النصرة" في منطقة الكسارات في الجرود لحوالى نصف ساعة كذلك قصف الجيش اللبناني منطقة وادي الخيل بالأسلحة الصاروخية والمدفعية المناسبة بعد رصد مواقعه تحركات للجماعات المسلحة فيها.

ومن الواقع العسكري واللوجستي للجماعات الإرهابية لا يبدو أن أمد المعركة سيطول إلا أن ما يقلق القيادات العسكرية هو اتخاذ الجماعات الإرهابية خيار التوجه نحو مخيّمات النازحين السوريين لتوريطها لا سيما القريبة من مناطق وجودهم في الجرود خصوصا في "الملاهي" و"وادي حميد" التي يفصلهم عنها "حاجز العجرم" التابع لـ"النصرة" قبل "خربة عجرم" ويديره المسؤول الأمني المدعو "أبو السيد".

وأضافت الصحيفة أن هذا الخيار هو ما يعمل الجيش اللبناني منذ أسابيع على التحسب له ومنع الإرهابيين من تحقيقه، لما قد يسببه لاحقًا من خسائر بشرية في صفوف المدنيين ورفع منسوب الاحتقان في الداخل اللبناني مع الحملات الإعلامية المشوهة لدور الجيش.

وأوضحت الصحيفة انه ليس خافيا أن البعض في الداخل اللبناني يراهن على طول أمد المعركة وعلى وقوع اعتداءات ضد مخيمات النازحين التي تكشف المعلومات يوميا محاولات الإرهابيين توريطها لاستثمار التحريض لاحقا ضد الجيش والتجييش ضده بحجة أنه يعتدي على المدنيين العزل فيما لا توفر الجماعات الإرهابية فرصة لتوريط تلك المخيمات.

من جانب آخر أشارت الصحيفة إلى اعتراف المقبوض عليهم من قبل الجيش عبد المالك كنعان (ملقب بأبو أنس جامع) وخضر الأطرش بأنهما كانا يعملان على رصد تحركات الجيش في عرسال وإعطاء إحداثيات عن مواقع عسكرية لإرهابيين بهدف تنفيذ اعتداءات على مواقع الجيش تنطلق من مخيّمات النازحين لإحداث فتنة بين الجيش والمدنيين واعترفا بأنهما سلما ثلاثة أحزمة ناسفة لإرهابيين يختبؤون داخل مخيمين بغية تفجير أنفسهم بالجيش.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً