أفزعني مشهد الشابين المصريين المقتولين فى بريطانيا والولايات المتحدة، فزعًا ذكرنى بمأساتي حينما تلقيت خبر وفاة ابني من سبع سنوات، ذلك الشاب ذو الستة عشر عامًا، فجأة، واستعدت أحزاني وتذكرت جزعي وألمي ساعتها وتخيلت أمهما وهي تعيش نفس آلامي، إن لم تكن مضاعفة لأن الأولى تفحم ابنها والثانية تمزق.
وسألت وتساءلت لماذا هذا الكم من الحقد والكراهية للمصريين، وتزاحمت الإجابات وكلها من طراز التفاخر بمصريتى وبعضها من طراز عدم التزام المصري بأسلوب حياة الدولة المقيم فيها، وتداخلت بينهما إجابات من نوع "لأن المصرى كائن مهمل من دولته في هذه الدول".
ولهذا فحادثتين سابقتين فى عاصمة الضباب للفنانة سعاد حسنى وللفارس أشرف مروان أسدل عليهما الستار، وقيل فى شأنهما ما قيل، وأيضا حوادث أخرى فى بلاد الكاوبوى لم تصل حتى لحيز الإعلام ومحيت محوًا وغيرهم من حوادث المصرى المهان.
لابد أن نعترف بأن التمثيل الخارحى لمصر لا يقوم بواجبه بتقنية، وهم يكتفون بمتابعة زيارات المسؤلين واستقبالهم وتقديم الورود لهم، لذلك على الدولة أن تمارس نوعًا جديدًا من المتابعة يجعل من أجهزتها الممثلة لها خارجيًا أجهزة نشطة وواعية وقادرة على مواجهة الأزمات ببراعة، دون الرجوع إلى الإدارة المصرية فى كل صغيرة وكبيرة.
وأيضا عليها أن تضع نصب أعينهم الالتزام بالقوة فى الرد، لأن هذه المرحلة من تاريخ مصر مختلفة، فالأعداء صاروا أكثر وللأسف "منا فينا- كالمش بدوده" كما يقال ويوصف.
مصرى قُتلَ محروقًا وآخر مطعونًا، وغيرهم غائبين ولم تقم الدنيا مثلما قامت على مقتل الشاب الإيطالى ريجيني، لأن الأخير تحركت دولته فورا، بغض النظر عمن ضخموا الحادثة وساندوا روما، لأهداف فى نفس "آل يعقوب" ليس "يعقوب" فقط، وتحرك مصر، وإن اختلف عن ذى قبل،ينقصه الكثير.. فلك الله يامصر ومنكم لله يا أعداءها.