اعلان

طهران عاصمة المخدرات في العالم.. "مزرعة سرية" لصناعة "الأفيون" يديرها رجال أعمال تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني

كتب : سها صلاح

تفاقمت مشكلة المخدرات في إيران مع تفاقم الأزمة الاقتصادية وتفشي البطالة في المجتمع؛ التي دفعت بالشباب إلى طريقها، سواء من خلال بوابة التهريب أو التجارة، أو الوقوع في مستنقع الإدمان.

واليوم أطلقت إيران مشروعاً جديدًا ما يسمى بـ "توزيع المخدرات" بين مدمنيها من أجل مواجهة المهربين، وفك ارتباط المدمنين بمهربين هذه المواد السامة مع مرور الوقت، وقال النائب الإيرانى والمتحدث بأسم اللجنة القضائية فى البرلمان حسن نوروزى، أن المراجع الدينية وافقت على توزيع المخدرات على المدمنين كما كان يحدث قبل الثورة الإيرانية.

وقال أن المدمنين سيتوجهون إلى النظام لتأمين احتياجاتهم من المخدرات عبر الطرق الرسمية بدلاً من أن يحصلوا عليها من المهربين.

وتتنوع أنواع المخدرات المنتشرة في المجتمع الإيراني، وأكثرها تعاطياً الميثامفيتامين، والأفيون، والهيروين، والحشيش، وهناك أنواع من المخدرات الصناعية تروج لها مافيا المخدرات كدواء لجميع أنواع الأمراض، مثل: التوتر، والاضطراب النفسي، والسمنة، ونحافة الجسم، وتحسين البشرة وعلاج الضعف الجنسي على حد سواء.

مزرعة خارج "طهران"

كشفت صحيفة الأندبندت البريطانية عن مزرعة خارج طهران تابعة للنظام، وهي عبارة عن استراحات خاصة لرجال أعمال و مسؤولين في الدولة، كانوا يبيعون الأفيون سراً للشباب و بعد القانون اليم أصبح الموضوع علي الملأ.

وقالت الصحيفة أن المخدرات في إيران لا تأتي من الخارج بل تصنع في مصانع يديرها رجال أعمال تحت رعاية الحرس الثوري الإيراني الذي يأخذ 40% من الأرباح نصف سنوياً.

اعتراف مسؤول

وقبل فترة اعترف مسؤول إيراني أن بلاده تستهلك سنوياً 500 طن من المخدرات، فقد أكد نائب رئيس دائرة مكافحة المخدرات في إيران، علي رضا جزيني، أن إيران أحد الممرات الأساسية لانتقال المخدرات إلى بقية بلدان العالم، حيث أنها جارة لأفغانستان التي تعد أكبر بلد لزراعة المخدرات وإنتاجها في العالم، في حين تتصدر إيران عملية التهريب مستفيدة أيضاً من موقعها الاستراتيجي وسط قارات العالم؛ لتنشيط عمليات التهريب بين العصابات الدولية في تجارة المخدرات.

وقالت الصحيفة أن الخسائر الناتجة عن إنتاج وتعاطي المخدرات في إيران بلغت ما يقارب 3 مليارات دولار، وأن 47% من هذه الخسائر تطال المتعاطين، و24% منها خسائر تكلف الحكومة، بينما 29% من هذه الخسائر تطال المجتمع، مؤكداً انخفاض سن المستهلكين للمخدرات في إيران إلى أقل من 15 عاماً، وأن 1% من طلبة المدارس في البلاد يتعاطون المخدرات، وأن 6.2% من طلبة كليات العلوم، و6.1% من طلبة كليات الطب في البلاد يتعاطون المخدرات، وأنهم كانوا يشكلون 3% من نسبة المدمنين فقط، ولكن الآن ارتفعت نسبتهم إلى 26% ما يبعث على القلق المتزايد".

مركز تهريب عالمي

وكشفت الصحيفة عن برقية سرية بتاريخ 12 يونيو، صدرت عن السفارة الأمريكية في باكو، تشير إلى أن كميات الهيروين التي مصدرها إيران، والمصدرة إلى أذربيجان، ارتفعت من 40 ألف كيلوجرام إلى 59 ألفاً في 2017، وأكدت البرقية التي تستند إلى تقارير سرية لمحققي الأمم المتحدة المكلفين بالملف، أن أذربيجان من الطرق الرئيسة لتصدير الهيروين نحو أوروبا والغرب.

هذه البرقية تؤكد أن إيران تعتبر من أكبر مهربي المخدرات في العالم، فهي أكبر مشتر للأفيون الأفغاني، وأحد أكبر منتجي الهيروين في العالم بحسب رواية الدبلوماسيين الأمريكيين، ويأتي 95% من الهيروين في أذربيجان من إيران، في حين تصدر الكمية نفسها من أذربيجان إلى السوق الأوروبية.

كما أن إيران تستخدم نفوذها في العراق، بحسب تصريحات مدير اللجنة الوطنية العراقية لمكافحة المخدرات؛ من أجل تصدير المخدرات إلى دول الجوار وخاصة دول الخليج العربي، وبقية دول العالم وإلى أوروبا، وبمساعدة ضباط الحرس الثوري الإيراني؛ إذ تؤكد هذه التصريحات أن إيران تحولت إلى عاصمة ومركز للتهريب على مستوى العالم فهي تربط بين مزارع الإنتاج في أفغانستان، وأسواق الاستهلاك في الدول الأخرى، مستغلة دول الجوار في عمليات التهريب، خاصة أذربيجان والعراق ودول الخليج العربي.

وقبل سنوات كشفت تقارير أخبارية عن كشف عمليات تهريب يقوم بها الحرس الثوري الإيراني مستخدماً مطار النجف لنقل المخدرات من إيران وإلى العراق، ومن ثم تهريبها إلى دول الخليج العربي ولا سيما الكويت والمملكة العربية السعودية، ولغرض تمويل بعض أنشطته الاستخبارية والتجسسية، واستخدام مطار النجف يعود إلى أن الطائرات المدنية التابعة للحرس الثوري لا يتم تفتيشها من قبل القائمين على أمن المطار؛ لذا تسهل عمليات التهريب إلى دول الخليج عبر هذا المنفذ وعبر المنافذ الأخرى.

وفي أحد التصريحات لمحافظ ديالى العراقية السابق عمر الحميري، أكد أن 90% من المخدرات المهربة إلى العراق مصدرها إيران، مشيراً إلى أن الحدود المشتركة بين العراق وإيران تنشط فيها عصابات محترفة تقوم بعمليات تهريب لمختلف أنواع المخدرات، مؤكداً تورط بعض المسؤولين الإيرانيين في عمليات التهريب لإغراق العراق ودول الخليج بالمواد المخدرة والمدمنين.

التهريب إلى الخليج

وأما عن المحاولات الإيرانية لتهريب المخدرات إلى دول الخليج العربي، فهي لا تعد ولا تحصى، أعلنت وزارة الداخلية السعودية إحباط محاولة تهريب مخدرات نوعية، إذ رصدت تحركات لأفراد "يمثلون شبكة إجرامية" تتخذ من إيران محطة انطلاق لها، وتستهدف دول الخليج بالدرجة الأساسية.

فتمكنت من إحباط محاولة تهريب نصف طن من مادة الحشيش المخدر، عبر السواحل الشرقية للسعودية والقبض على المتورطين في تهريبها، وهم 4 باكستانيين و5 إيرانيين.

كما أعلنت الداخلية السعودية في أبريل، إحباط محاولتين لتهريب 22 مليوناً و85 ألفاً و570 قرص أمفيتامين، تقدر قيمتها السوقية بمليار و38 مليوناً و21 ألفاً و790 ريالاً، مؤكدة القبض على 5 سعوديين وبحريني من المتورطين في العمليتين، مبينة أن العمليتين مرتبطتان بشبكة تهريب دولية تنشط في تهريب الأمفيتامين إلى السعودية، ويتزعمها سوريون وإيرانيون، نفذت السلطات السعودية أحكاماً بالإعدام على 3 إيرانيين بالرياض، أدينوا في قضية تهريب مخدرات، وهي كمية كبيرة من الحشيش المخدر للسعودية عن طريق البحر.

كما أن الكويت أحبطت، تهريب 5 ملايين حبة مخدرة، كان سيتم توزيع نصفها في الإمارات، والنصف الآخر يتوجه إلى السعودية. وتمكن رجال وزارة الداخلية في الإمارات من ضبط المهربين، بعد أن أبلغت الكويت نظيرتها الإماراتية بالشبكة، والتي ضبطت المتهمين في منطقة العين الإماراتية، وتمت مصادرة كميات الحبوب المخدرة التي كانت مخبأة في ألواح خشبية.

من جهتها أعلنت الإمارات، ضبط باخرة إيرانية حاول قبطانها تهريب كمية كبيرة من المواد المخدرة وشخصين يحملان الجنسية الإيرانية عبر ميناء خالد البحري بإمارة الشارقة،أنه تم ضبط 11.5 كيلوغراماً من مخدر الحشيش و142 ألفاً و725 قرصاً مخدراً كانت مخبأة في مخابئ سرية، بالإضافة إلى ضبط 10 أشخاص على متن الباخرة. وبعد التحقيق مع قبطان الباخرة، أقر المشتبهون بأن الكمية المضبوطة تم جلبها إلى عدد من تجار المخدرات لترويجها بالدولة بناء على توجيه أحد تجار المخدرات في إيران.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً