اعلان

"خصوبة الرجال" في خطر لهذه الأسباب

صورة تعبيرية

ليس المقصود بالضوضاء هنا العيش بالقرب من مهبط طائرات أو ملهى ليلي، بل المستويات المنخفضة منها، فوق 55 ديسيبلاً، أي ما يعادل صوت مكيف الهواء المنزلي أو حركة المرور الخفيفة.

هذا ما خٓلُصت إليه دراسة جديدة نشرت بالمجلة الدولية للتلوث البيئي، والغارديان، وبيّنت أن 206 رجال من أصل 492، في كوريا الجنوبية، عانوا من مشكلات مرتبطة بالخصوبة بسبب تعرضهم لمستويات من الضوضاء تفوق 55 ديسيبلاً على مدار 4 سنوات، خاصة في الليل.

أضرار الضوضاء

معروف أن التلوث الضوضائي، كما تحذّر منظمة الصحة العالمية، خطر يتفاقم باستمرار، ويلي تلوث الهواء في الآثار المرضية الضارة على الصحة والبيئة، إذ لا يتوقف تأثيره على عدم القدرة على النوم فقط، بل أيضاً قد يعرض الفرد لخطر النوبات القلبية وطنين الأذن وحتى السكتات الدماغية والسمنة.

يُضعف الضجيج الصحة الإنجابية، وقد اختصت العديد من الدراسات الحيوانية برصد العلاقة بين التعرض للضوضاء ومعدل الخصوبة، في حين اهتمت قلة من الدراسات التي أجريت على البشر، حتى الآن، برصد التأثير ذاته.

وبعد أن أثبتت دراسات عدة وجود ارتباط بين الضوضاء وحدوث حالات الولادة المبكرة وزيادة معدلات الإجهاض، امتدت آثارها المرضية، بحسب هذه الدراسة الأحدث، لتشمل التقليل من خصوبة الرجال وحدوث العقم.

خلال فترة الدراسة، تغيرت نسبة الخصوبة، بشكل ملحوظ، لدى الذكور الذين تعرضوا للضجيج ليلاً بمقدار 1.14 إلى 1.23 على مقياس ديسيبل.

وعندما قارن فريق الدراسة نسبة الخصوبة ومعدلات الضوضاء المرتبطة بها، بكفاءة عينات السائل المنوي، وجدوا زيادة في حالات ومعدلات ضعف الخصوبة لكل 10 ديسيبيل فوق 55 ديسيبيلاً.

وأكدت نتائجها إصابة 206 من أفراد العينة البالغة 492 رجلاً، من مشاكل في الخصوبة، ونعني هنا عدد الحيوانات المنوية ونشاطها معاً، بعد استمرار التعرض للضجيج الليلي.

وتكمن أهمية تلك الدراسة في أنها تعزز نتائج أبحاث سابقة تقول بأن التعرض المستمر للضوضاء، حتى المستويات المنخفضة منها، يمكن أن تنشط استجابة الجسم للإجهاد، ما يؤثر بدوره على التحكم بالهرمونات الجنسية.

وبالتالي، فإن الكورتيزول الذي يفرز عند التعرض للإزعاج المستمر، ينتج هرمونات تعمل في حلقة التغذية الخاصة بالمستويات الأقل من هرمون التستيستيرون، مما قد يتسبب بانخفاض عدد النطف وقدرتها على الحركة.

في حين وجدت دراسة أخرى أن الرجال الذين يعملون في جو صاخب، أي 119 ديسيبيلاً، أعلى من صافرات إنذار الشرطة، عانوا من انخفاض عدد النطف وقلة حركة الحيوانات المنوية.

وقبل 4 سنوات، ربطت دراسة نشرتها المجلة الطبية البريطانية، بين التعرض لضجيج الطائرات والإصابة بالسكتات الدماغية والأزمات القلبية، وأثارت الكثير من الجدل، ومع ظهور الدراسة الأخيرة، لم يعد من الممكن استبعاد وجود آثار أخطر للضوضاء، مع تأثير عوامل أخرى تزيد نسبة الخطر.

ونقلت المجلة الطبية عن فريق الدراسة وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين التعرض لضجيج الطائرات وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية خاصة بالنسبة لكبار السن الذين يعيشون بالقرب من المطارات.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً