مخاوف إسرائيلية واسعة من افتتاح مصر قاعدة محمد نجيب العسكرية بمدينة الحمام، والتي تعد الأكبر بالشرق الأوسط، عبرت عنها إذاعة "كول حاي" العبرية الناطقة بلسان التيار اليهودي المتشدد.
وقالت الإذاعة أن مصر أفتتحت أكبر قاعدة بالشرق الأوسط،ويدور الحديث عن قاعدة "محمد نجيب" المقامة على ساحل البحر المتوسط، غرب مدينة الإسكندرية، وعلى بعد مئات الكيلومترات غرب القاهرة".
وأضافت تضم القاعدة الفرقة الرابعة- وهي الفرقة المدرعة المصرية المتطورة والخطيرة، التي تخشاها إسرائيل للغاية. هذه الفرقة اجتاحت إسرائيل تقريبا في حرب يوم الغفران (6 أكتوبر 73) وتم إيقافها بمعجزة".
وافتتح الرئيس السيسي السبت بحضور عدد من الزعماء والمسئولين العرب، قاعدة محمد نجيب العسكرية بمدينة الحمام، وهي القاعدة العسكرية الأكبر بالشرق الأوسط، كذلك قام بتخريج دفعة جديدة من طلبة الكليات العسكرية، لأول مرة فى حفل واحد، إضافة لـ3 معسكرات فى عدد من المناطق والجيوش الميدانية في إطار خطة الدولة الاستراتيجية.
جوهرة الجيش المصري
وعرض خلال الاحتفال فيلم عن تسليح معسكر اللواء أركان حرب محمد عبد العزيز قابيل، بالفرقة الرابعة المدرعة، فى إطار رؤية القوات المسلحة بتطوير وحداتها.
وتعتبر الفرقة الرابعة- وتعرف أيضًا بجوهرة الجيش- إحدى وحدات النخبة في الجيش المصري وهي القوة الاحتياطية الأهم تحت يد القيادة العامة للقوات المسلحة باعتبارها أحد أكثر فرق الجيش تدريبًا وتنظيمًا.
أبعد نقطة
لعبت الفرقة خلال حرب أكتوبر دورا بارزا إذ كان لها الفضل في الوصول لأبعد نقطة وصل إليها الجندي المصري.
وفي البداية تولت الفرقة مهمة تأمين عبور القوات من يوم 6 أكتوبر، لكن أول أدوارها الحقيقية كانت بتكليف العقيد نور الدين عبد العزيز قائد اللواء الثالث المدرع أحد ألوية الفرقة بتطوير الهجوم نحو شرق القناة يوم 14 أكتوبر، في نطاق الجيش الثالث الميداني.
واجهت الفرقة ظروفا سيئة للغاية تمثلت في تأخر تدعيمها بمفرزة من صواريخ "ماليوتكا" للعمل كستارة مضادة للدبابات، فضلاً عن عدد من المدافع المضادة للطائرات لصد الهجوم الجوي الإسرائيلي الكثيف، ما اضطر العقيد نور الدين عبد العزيز لإعطاء أوامره بالتحرك بدون الدعم.
كانت المفاجأة من نصيب الإسرائيليين، فبينما كانوا يتوقعون الهجوم من الطريق العرضي المحور الرئيسي للتقدم التفت قوات الفرقة في منطقة وادي مبعوق حول الجبل وهاجمت القوات الإسرائيلية من جهة اليمين، ما أدى لتكبيد القوات المعادية خسائر فادحة.
ورغم استشهاد العقيد نور الدين عبد العزيز خلال المعارك، إلا أنّه قطع 25 كيلومترًا شرق القناة وصولا إلى مدخل ممر متلا، وهي النقطة الأبعد التي وصلت لها القوات المصرية خلال الحرب.
وممر متلا هو ذلك الممر المتعرج بين سلاسل جبال شمال وجنوب سيناء ويبلغ طوله 32 كم، ويقع على بعد نحو 50 كم شرق السويس، اشتهر كموقع لأشد المعارك ضراوة بين القوات المصرية وجيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 56 وحرب 67 وحرب أكتوبر 73.
ثغرة الدفرسوار
لكن الدور الأبرز للفرقة الرابعة مدرعة فكان في التصدي للقوات الإسرائيلية التي قامت بإحداث ثغرة الدفرسوار غرب القناة وحصرها داخل الثغرة ومنع توسعها غرباً.
كُلفت الفرقة بقيادة اللواء عبد العزيز قابيل، بالتصدي لـ 3 فرق إسرائيلية شاركت في الثغرة، الأمر الذي يوصف بالمفهوم العسكري بـ"المخاطرة الشديدة"، وهو الدور الذي أشاد به الرئيس الراحل أنور السادات في مذكراته.
يقول السادات أعطيت الأمر الذي اعتبره أهم من قرار6 أكتوبر بألا ينسحب جندي واحد ولا بندقية واحدة من شرق القناة، وأنه علينا أن نتعامل مع الغرب حسب الأوضاع الموجودة ثم بدأت أتصل بنفسي مع بالفرقة المدرعة الرابعة في الغرب وكان يقودها ضابط اسمه قابيل وقلت له ثبت الاسرائيليين ولا تجعلهم يتمكنون من التوسع في الثغرة.
على الأرض نجحت الفرقة في محاصرة قوات العدو بين السويس والإسماعيلية في مساحة تحتاج فعليا ثلاث فرق لشغلها، وخاص جنود الفرقة معارك ضارية مع الإسرائيليين، استبسلوا خلالها، ضاربين أروع الأمثلة في التضحية والفداء.