كاتب أمريكي: ميتش ماكونيل يساعد في إفشال رئاسة ترامب

كتب : وكالات

قال الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس، إن زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب ميتش ماكونيل يساعد في إفشال رئاسة دونالد ترامب.

وأكد مكمانوس -في مقاله بصحيفة (لوس انجلوس تايمز)- أن هذا الفشل ليس ما سعى إليه السيناتور ماكونيل بالطبع، لكن هذا ما أنجزه الأسبوع المنصرم عندما ترّأس الانهيار الواضح لحملة يشّنها حزبه منذ سبع سنوات لإلغاء قانون أوباما كير للرعاية الصحية.

وقال مكمانوس، إن "الرؤساء ينجحون عندما ينجزون وعودهم الأساسية بحملاتهم الانتخابية، بينما يواجهون فشلا عندما يخفقون في إنجاز تلك الوعود... إن الرئيس الذي يفكر بشكل استراتيجي يحاول أن يبدأ فترته الرئاسية بانتصار تشريعي، لتأكيد كفاءته وقوته... لكن ما حدث هو أن أولى جهود ترامب على الصعيد التشريعي انتهت إلى فشل ذريع وفي طليعة المسئولين عن ذلك هو السيناتور ميتش ماكونيل".

"ولكن كيف حدث ذلك؟" بحسب مكمانوس: "أولًا، لم يكن لدى السيناتور ماكونيل ورفاقه الجمهوريين أية خطة - لأنهم لم يخطر ببالهم مطلقا أن ترامب سيفوز في الانتخابات الرئاسية؛ وقد أدى ذلك إلى أن الأعضاء الجمهوريين بمجلس الشيوخ لم يشتغلوا على صياغة قانون بديل لأوباماكير؛ ولم يكن أمام هؤلاء الأعضاء أن يفكروا في قبول أو رفْض وعود ترامب في حملته الانتخابية لأنه أساسا لم يُعطهم فرصة للتفاوض معهم بشأن تلك الوعود... لم يكن هنالك توافق فيما بينهم بشأن نوع القانون الذي يسعون إليه بدلا من أوباماكير".

"ثانيا، بحسب الكاتب، "لم ينتهج السيناتور ماكونيل الخطوات المعتادة للعملية التشريعية، وبدلا من إرسال قانون الرعاية الصحية إلى لجان مجلس الشيوخ للتداول بشأنها، فإنه جمّع هيئة من 13 عضوا جمهوريا كلهم من ذوي البشرة البيضاء لكتابة مشروع قانون خلف الأبواب المغلقة... وقد كان لهذا النهج من جانب ماكونيل، أثران: فقد أوصد الباب في وجه الديمقراطيين فلم يشاركوا في العملية التشريعية؛ كما أثار حفيظة الأعضاء الجمهوريين الذين لم تتضمنهم الهيئة التي جمّع ماكونيل أعضاءها".

ونوّه مكمانوس، عمّا "اكتنف تلك العملية (التي تمت خلف الأبواب المغلقة) من براجماتية؛ ذلك أن ماكونيل ورئيس مجلس النواب بول رايان، قررّا أن يكون أوباماكير جزءًا من مشروع قانون الميزانية لا يحتاج سوى 51 صوتا لكي يمرّ؛ وقد ظن كلا الرجلين أنهما ليسا بحاجة إلى أية مساعدة ديمقراطية، ومن ثمّ لم يتخذا مَسْلكا ثنائيّ الحزب (جمهوري وديمقراطي)، فضلا عن أن الاستراتيجية قد تسمح لهما باتخاذ مشروع القانون كوسيلة لخفض الضرائب".

لكن تلك الاستراتيجية، بحسب الكاتب، "جاءت بنتائج عكسية؛ فقد اشتكى السيناتور جون ماكين من أن القيادة أنتجت "مقترَحًا خلف الأبواب المغلقة بالتشاور مع الإدارة، ثم (نشرتْه) هذه الإدارة على أعضاء متشككين، في محاولة لإقناعهم بأنه أفضل من لا شيء" - في توبيخ مباشر لـ ماكونيل... ثم انحدرت العملية من سيء إلى أسوأ، لينتهي الأمر بمقترح مشوّه تعهّد ماكونيل بأنه لن يصبح قانونا أبدا وطالب الأعضاء الجمهوريين بتجاهل مادة هذا المقترح والتصويت لصالحه لمجرد الولاء للحزب... لكن ثلاثة من هؤلاء الأعضاء بينهم ماكين رفضوا الانصياع لـمطلب ماكونيل".

ورأى صاحب المقال أن "السيناتور ماكونيل لم يكن المهندس الوحيد لهذا الفشل، وإنما ساعده ترامب؛ فعلى الرغم من أن الرئيس حثّ الجمهوريين على الوقوف وراء شيء ما، إلا أن الواضح أنه لم يولي عناية حقيقية لماهية هذا الشيء؛ وإنما اقتصرت جهود ترامب على تحذير الأعضاء الجمهوريين المنشقين بأنه سيعاقبهم إذا لم ينتظموا في الصفوف المؤيدة".

وأكد مكمانوس، أن "أثر هذا الفشل أكبر من أن يقتصر على قانون أوباماكير للرعاية الصحية، وإنما يمتد إلى تهديد آفاق باقي التشريعات الطموحة على أجندة ترامب - بما في ذلك جوهر البرنامج الاقتصادي للإدارة: تخفيضات ضريبية ضخمة... وفي مشروع قانون الضرائب القادم، تماما كما حدث في قانون الرعاية الصحية، لم يصطلح ترامب والمشرعون الجمهوريون على أهداف معينة؛ وتماما كما حدث في قانون الرعاية الصحية، فإنهم يأملون تمرير القانون بأصوات جمهورية فقط؛ بصيغة أخرى: سيحاولون انتهاج نفس الاستراتيجية مرة أخرى آملين في الحصول على نتائج مغايرة!!"

واختتم الكاتب قائلا "دونما إحراز أي انتصار على صعيد ما، لن يكون لدى "ماكونيل" و"رايان" و"ترامب" الكثير ليعرضوه أمام الناخبين عام 2018؛ ولن يجدوا مَن يلقون عليه اللوم سوى أنفسهم".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً