"جت ف السوستة" هو جروب ذكوري يضم شباب من مختلف الأطياف المصرية، ولايقبل الأعضاء الجدد أو غير الموثوق فيهم، قبل إضافة أي شخص يزورالمؤسس "بروفايل" الطالب للعضوية ويقوم برفض أو قبول العضوية.
للوهلة الأولى، قد تبدو لك المسألة مرتبطة بأمور لا يجب ذكرها أمام المرأة "أخلاقياً"، ولكن المحتوى نفسه يستدرجك من مرحلة الانضمام العادي، لمرحلة الاهتمام، ثم الاهتمام المبالغ فيه، فالإعجاب، بشكل يدفعك إلى المشاركة في كل شيء.
ولكن الجروب وفقاً لتصريح أدمن الجروب لأهل مصر فإن الجروب تجاوز الـ30000 ألف عضو، وأكد أن الجروب لا يحتوي علي أي ألفاظ خارجة أو تعنت ضد المرأة، ولكن يقتصر علي الرجال فقط كنوع من أنواع الابتعاد عن "افتكاسات "البنات علي حد وصفه.
وبدأت الحكاية بأن مؤسس الجروب محمد چيري كان عنده مشكلة مرضية معينة، وقال "محبتش اتناقش فيها علي الملأ ،ففكرت في عمل جروب سري أضم فيه أصدقائي للتحدث عن هذا الأمر.
جروب سري على الفيس معناها انشاء جروب خاص بمجموعة من الناس غير مسموح لحد تاني غيرهم انه يشوف البوستات بتاعتهم.
وقال محمد أن الموضوع ضم الكثير من الأفراد وبدأ يكبر و الناس اللي بتدخل بدأت تحس بشيء من الراحة و الخصوصية و هما بيتناقشوا مع بعض،وبعد ما كانت فكرة الجروب بسيطة خالص اصبح جروب كبير له طابع خاص.
-على كل لون يا سوستة
و أضاف محمد الجروب مبدئيا كده مبيضمش غير الرجالة، ورجالة هنا قصدي بها طبعاً الجنس و الطبع.
بمعني انهم رجالة من حيث التصنيف آه بس الأهم انك تكون راجل في تصرفاتك ،الجروب بيضم الرجالة من كل الفئات من كبيرهم لصغيرهم.
و يضم كل المهن تقريبا المحامي، النقاش، المهندس، صاحب المحل،عايش جوه مصر أو بره مصر مش هتفرق، المهم ان انت راجل و بس.
ومش لازم مصريين انا مثلا لمحت بوستات لرجالة من فلسطين، الأردن، سوريا، السعودية، المغرب و السودان على سبيل المثال لا الحصر.
-بيعمل ايه جت في السوستة
جت في السوسته اصبح جروب مهم جدا لمجموعة كبيرة من الرجالة،يعني انت مينفعش تعدي يومك من غير ما تدخل تبص على الجروب مهما كنت مشغول.
إلى جانب أنه جروب مناسب جدا للفضفضة بدون أي كسوف هو اصبح جروب خدمي للمنفعة المتبادلة.
يعني جت في السوستة بيسمح لك انك تعرض شغلك على الجروب و ممكن اي حد ينتفع منك و ينفعك.
عندك أي مشكلة، اتكلم فيها براحتك هتلاقي ألف واحد يرد عليك و يقولك نصيحته او يحكيلك تجربته،و الجميل فيهم كمان انهم عملوا نظام و أسس معينة للجروب.
لا نتحدث في السياسة مطلقاً جاء ذلك وفقاً لتريحات محمد، و ممنوع الافتاء في الدين أو التحدث في الكورة،و ممنوع أيضاً الاباحية الجنسية في تناول موضوعاتهم على الجروب.
-قسم المساعدات
أكد محمد أن هناك قسم للمساعدات في الجروب يقوم بتلقي الرسائل من جميع الدول العربية لبحث أي أزمة مالية أو طبية أو نفسية.
و اضاف لا نأخذ أموال نهائياً لمساعدة الآخريين نقوم فقط بعرض المشكلة بعد التأكد منها من خلال قسم المساعدات الذين يتولون البحث عن مصداقية المشكلة خاصة وأن كانت مساعدات مالية ثم يقومون بعرضها علي الجروب و نقوم بتوصيل البايع بالشاري كما يقولون.
و قال محمد مثال علي ذلك أرسل الشاب مشكلته للنشر على الجروب، وعلى الفور بدأت التحركات، فاجتمع مصريون أعضاء في "جت في السوستة" في السعودية، وبدأوا عملية المفاوضات مع أصحاب السيارات المتضررة، وبعد الاتفاق على مبلغ معقول، قاموا بجمع المبلغ فيما بينهم، وتسديده لأصحاب السيارات من خلال الشرطة، ليتم الإفراج عن الشاب.
المثير في الأمر، أن الشاب الذي تم الإفراج عنه، اكتشف بالمصادفة أن جميع من وقفوا بجانبه ودعموه وتفاوضوا من أجله ودفعوا مبلغ الغرامة بالنيابة عنه، لا يعرف أي منهم الآخر، وأنها المرة الأولى التي يلتقون فيها جميعاً، والأكثر إثارة، أنهم اكتشفوا أنه في حاجة إلى عمل، وتمكنوا من توفير وظيفة له.
القصة لفتت أنظار الكثيرين داخل الجروب، وبدأ الأعضاء بعدها عرض خدماتهم، ولم يعد نادراً أن تجد بعض المصريين في دول أوروبية، مثل ألمانيا وهولندا وإنجلترا وسويسرا وروسيا والنمسا، يعرضون خدماتهم على السوستجية، ويعرضون خبراتهم أيضاً، كدليل استرشادي لمن يريد السفر والنجاح في الخارج.
نفس الأمر يفعله المصريون العاملون في دول عربية، مثل السعودية والإمارات والبحرين والكويت ولبنان والأردن، وبعض الدول الإفريقية أيضاً، ممن أصبحوا ينشرون عن قدرتهم على إتاحة وظائف وفرص عمل لأعضاء الجروب.
إذا مررت على صفحة الجروب، ولو حتى بالقراءة السريعة، ستلفت نظرك مجموعة أخرى من الأمور البسيطة، ولكن لها دلالة خاصة على التنوع الشديد والممتاز بين الأعضاء، فمن الممكن أن تلمح صورة من تقرير معمل تحاليل طبية، يستفسر صاحبها عن محتواها، فيرد عليه مجموعة من الأطباء "السوستجية"، ويوجهوه بالشكل المناسب.
وقد تجد أيضاً واحداً يطلب عمل، فيجيبه رجال أعمال وأصحاب محال تجارية على الفور ويوفرون فرصة عمل له، كما ستصادف أطباء يعرضون خدماتهم بالمجان، وصيدليات تعرض أدوية بالمجان، بالإضافة إلى تخفيضات كبيرة جداً على سلع ومنتجات، خاصة بأعضاء جروب "جت في السوستة" فقط.من المواقف الطريفة، التي رواها أحد أعضاء المجموعة، أنه صادف إحدى اللجان المرورية على الطريق، وكان يمسك هاتفه المحمول في يده، وتظهر على شاشته الصورة الرئيسية لجروب "جت في السوستة"، وعندما لمحها الضابط خاطبه بلفظة "السوستجي"، وعامله بشكل مختلف، ما أكد أن الضابط بدوره عضو في المجموعة.
بين الحين والأخر، يمسك أعضاء المجموعة بفتاة أو سيدة تم ضمها إلى الجروب في غفلة من "الأدمن"، وهنا يكون التصرف الفوري هو الطرد من المجموعة، بالإضافة إلى إجراء عقابي ضد من أضافها، سواء بتجميد العضوية لفترة أو الحظر من النشر والتعليق، وتصل العقوبة إلى حد الطرد من الجروب في حالة تسريب ما يتم نشره للخارج.
"صالح علي"
ثلاثة أشهر ونصف قضاها صالح علي، ممددًا على سريرٍ في منزله، ينظر طوال اليوم في وجه والديه المسنين، ولا بديل له عن ذلك بعد تعرضه لحادث أدى لبتر قدمه.
ومع فقدانه اﻷمل في الخروج من منزله والنزول إلى الشارع مرة أخرى نشر منشورًا على إحدى صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تحمل اسم "جت في السوستة"، التي تضم أكثر من 250 ألف شاب مصري، لينفس عن غضبه ومن باب الفضفضه بسبب ضيقه، يشكو فيه أنه منذ شهور لم يخرج من المنزل بسبب إصابته، فما كان من أعضاء الجروب إلا أن اجتمع عدد كبير منهم واتفقوا على زيارته لدعمه نفسيًا والخروج معه.
وبالفعل اجتمع أكثر من 100 عضو من أعضاء الصفحة، وذهبوا إلى "كارفور المعادي"، لقربه الشديد من منزله، وذهبت مجموعه منهم لإحضاره من المنزل ومفاجأته بعدد الأصدقاء الذين حضر بعضهم من خارج القاهرة لزيارته ورسم أحدهم صورة تذكاريه له.
ويصف صالح إحساسه بهذا الموقف قائلاً: "فرحوني جداً ﻷني كنت مبنزلش من وقت عملية البتر، وهما زاروني ونزلوني من البيت وذهبنا إلى كارفور المعادي، ولقيت عدد كبير جداً هناك علشان بس يفرحوني وكلهم شباب ورجالة زي الفل وأغلبيتهم ميعرفوش بعض بس كلهم كانوا جايين يعملوا خير".