لم يقف مخطط التآمر على مصر من الجانب القطري حيث كشفت صحيفة النيوورك تايمز الأمريكية،فقد كشفت وثائق مسربة تم الإفراج عنها أخيراً، وتحمل وصف "سري"، المخطط القطري الذي كان يستهدف إغراق مصر بالديون، والسيطرة على مفاصل الاقتصاد لإخضاع صانع القرار المصري للإرادة القطرية، من خلال سعي الدوحة خلال فترة تولي جماعة الإخوان حكم مصر، منذ يونيو 2012 حتى يونيو 2013، إلى فرض سيطرتها الشاملة على الاقتصاد المصري،واستغلال الوضع الداخلي في مصر للضغط عليها لتنفيذ الأجندة القطرية في أفريقيا.
وكشفت الوثائق تفاصيل محضر اجتماع جرى بين رئيس الوزراء القطري حينها حمد بن جاسم، والحكومة المصرية برئاسة هشام قنديل، وأن قطر سعت إلى إغراق الاقتصاد المصري بالديون، لصالح الدوحة، بالتعاون مع تنظيم الإخوان، وتضمن محضر الاجتماع تأكيدات من مرسي على جعل قطر المقرِض الأكبر لمصر.
ويظهر خلال أحد محاضر الاجتماعات أن بن جاسم طرح على مرسي تقديم قروض بقيمة 10- 20 مليار جنيه مصري (حوالي 2- 5 مليارات دولار بأسعار صرف الجنيه وقتها).
وبرر حمد بن جاسم تلك الخطوة، بالقول: إن ذلك يرجع إلى أن "الفائدة عالية على القروض بالجنيه المصري"، وهو ما لم يعترض عليه مرسي، ما يعكس حجم التآمر القطري على مصر بالتواطؤ مع جماعة الإخوان.
كما تطرق محضر الاجتماع إلى منح الحكومة القطرية حق الاستثمار في حرَم مطار القاهرة الدولي، وتأجير جزء من المطار للخطوط القطرية، ومنح تصاريح لأي طائرة قطرية لعبور الأجواء المصرية خلال ساعة واحدة فقط من طلب، وكذلك منح شركة "الديار" القطرية حق الاستثمار في مصر، وإنهاء كل العوائق أمامها، وأيضًا تمديد فترة إنجاز مشروعها في مصر إلى 12 عامًا بدلًا من 8 أعوام.
كما اتفقت قطر فعليًّا مع حكومة الإخوان على السيطرة على قطاع الحديد عبر إنشاء شركة "قطر ستيل" للحديد، إضافة إلى إنشاء محطة كهرباء تكون طاقتها الإنتاجية ما بين 500 إلى 1000 ميجاوات، على أن يكون الشرط الوحيد هو حصر كل إنتاجها من الكهرباء لتغذية المشاريع القطرية شرق التفريعة قرب مدينة بورسعيد المصرية، إضافة إلى إقامة منطقة صناعية قطرية، ومحطة كهرباء قطرية، وقرية لوجستية متكاملة.
وخطط تنظيم الحمدين للسيطرة على القطاع السياحي المصري، عبر إنشاء مدينة سياحية متكاملة، ومرسى سياحي، وقرية لوجستية متكاملة، لكن هذه المشاريع اصطدمت بثورة 30 يونيو 2013، التي أنهت حكم الإخوان عملاء قطر في مصر، لتركز الدوحة دعمها على العمليات الإرهابية بهدف زعزعة الاستقرار على أمل إعادة الإخوان إلى الحكم في مصر مجدداً.
وكان بن جاسم كان وراء التخطيط للإطاحة بالدولة المصرية لفائدة إسرائيل، حيث تشير تقارير إستخباراتية إلى أنه كان وراء إقناع الإدارة الأميركية بأن تمكين الإخوان من حكم مصر سيساعد على وأد القضية الفلسطينية باقتطاع أجزاء من صحراء سيناء وضمها إلى قطاع غزة بهدف إقامة دويلة للفلسطينيين ما سيؤدي تلقائياً إلى تهميش الضفة الغربية وإنهاء أي مشروع بقيام الدولة التي تضم غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية.
تهديدات للجزائر
وقالت الصحيفة أن واقعة حدثت في قلب مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، وجه خلالها حمد بن جاسم تهديداً صريحاً لوزير الخارجية الجزائري مراد المدليسى، الذي كان رافضاً بشدة تبني موقفاً معارضاً للنظام السوري بالطريقة التي تريدها قطر، فصاح فيه حمد بن جاسم: "اسكت أنت، دورك سيأتي قريباً"!.
إلا أن الوزير الجزائري أجابه برد ناري قائلاً هذا تآمر من قبلك شخصياً وهو تجاوز على القانون والميثاق وأنت رأس المطية والتخريب ليس في سوريا فحسب بل في كل العالم العربي، وأنتم عملاء وأدوات قذرة لتنفيذ أجندة غربية وسيحاسبكم الشعب العربي في يوم من الأيام على هذه الجرائم، بلد المليون ونصف المليون شهيد لا تقبل تهديداً من دويلتك.
وجاء في الكتاب أن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا، الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمى كان يوم 13 سبتمبر 2012 بالقاهرة في طريقه إلى دمشق للتفاوض مع الرئيس بشار الأسد، و بعد وصوله إلى مصر استدعاه رئيس الوزراء القطري إلى جناحه في فندق فورسيزونس، لكنه سارع إلى الإجابة بالقول: إذا كان يريد لقائي فما عليه سوى المجىء إلى فندقي، وهذا ما حصل حيث ذهب حمد بن جاسم والتقى الدبلوماسي الجزائري بحضور الأمين العام للجامعة العربية حينها نبيل العربي.