ماتت جنا واستراحت من الظلم المستوطن في بني "البشر" بعد عناء طويل مع السرطان، ولا عزاء لمستشفي 57357.
دخلت مستشفي أبو الريش الياباني وفي رأسها "ورم" وخرجت منها بعد إجراء ثلاث عمليات في 13 يوم، وكان يستعد الطبيب المتابع لحالتها للعملية الرابعة، "جنا" مريضة السرطان التي لم تتجاوز ست سنوات توفت اليوم بسبب الكثير من الأخطأ والتي بدأت بطبيب أبو الريش الياباني وأنتهت برفض مستشفي 57357 دخولها المستشفي وعلاجها.
"جمال درويش " والد الطفلة جنا "ياليتها كانت القاضية".. هكذا بدأ كلامه وسط حالة من الحزن وقلة الحيلة بسبب عجزه عن إنقاذ ابنته، ويقول "أصاب طفلتي تعب دون سابق إنذار، وذهبت بها لجميع الأطباء فى مختلف التخصصات، إلى أن أشار عليَّ أقاربي الذهاب بها إلى مستشفى قصر العينى، ولكنى لم أجد هناك قسما خاصا بالأطفال، وتم تحويلي إلى مستشفى أبو الريش اليابانى، وبعد الأشعة والتحاليل والفحوصات علمت أن ابنتى مصابة "بورم على المخ" وتم حجزها على الفور".
إلا أنه لم يعرف ماينتظر ابنته في ظل الإهمال الطبي المتوارث عبر مئات السنين، ولم يعرف أن بداية المساءة الحقيقة بدايتها من مستشفي ابو الريش الياباني، إلا أنه يواصل ويقول أنه تم إجراء عملية جراحية لابنته وخروجها بعد ذلك، وعادت معه إلى البيت، بعدما قام طبيبها بطمأنتهم على استقرار حالتها الصحية، ولكن فور وصولهم إلى المنزل ظهرت أعراض غريبة عليها، حيث ظهر تضخم وتورم بالمخ.
ويضيف الأب بصعوبة، كأن عقله يرفض أن يستعيد تلك الذكرى: «قمت بالاتصال على الفور بطبيبها المعالج الدكتور "س.ح"، وقال لي بالنص: "عاود بها مرة أخرى للمستشفى ليتم فحصها لمعرفة ما الأمر"، واكتشفنا أن عملية الشفط التى تمت "صمام يصل من المعدة إلى المخ" لم يتم تركيبه بطريقة سليمة، مما أدى إلى انسداده أكثر من مرة، بل وقام الطبيب بنقله من مكانه».
وما أن وصل إلي المستشفي فاجأه الطبيب المشرف علي حالة "جنا" بأنه لابد من إجراء عملية لها علي الفور " العملية الثانية"، ويقول بالفعل وافقت وأجريت العملية الثانية، أملا فى شفاء طفلتى الصغيرة، وعدنا إلى المنزل مرة أخرى ولكن فور خروجنا من المستشفى هذه المرة لم يتوقف الألم عندها، بل كادت تصرخ من شدته، مما جعلنى أحملها وأذهب بها فى منتصف الليل إلى طبيبة مخ وأعصاب وهى من أخبرتني أن هناك خطأ طبيا وإهمالا من الطبيب المعالج للحالة في أثناء إجراء العملية، مما تسبب فى تضخم صمام المخ».
يضيف الوالد: "نصحتنى الطبيبة بالذهاب إلى مستشفى 57357، ولكن المستشفى رفض حالة ابنتى، نظرا لأنها خضعت لعملية جراحية، مما هدد حياتها"، ولفت: «لم يكن أمامى سوى أن أعاود للطبيب المتسبب فى مأساة طفلتى، تقابلت معه وقال لي للمرة الثالثة إن البنت تحتاج إلى عملية جديدة، أصابنى الرعب حيث إنه خلال 10 أيام تم إجراء 3 عمليات جراحية لطفلة لا تتعدى الست سنوات، ثلاث عمليات فى 13 يوما، وليس هذا فقط، بل بعد إجرائها هذه العملية حدثت تطورات فى حالتها وتدهورت لحد فقدان النطق وعدم الحركة"، وبعد ذلك أبلغنا "الطبيب" أن ابنتى تحتاج إلى عملية رابعة، وحدد موعد العملية على أن تتم فى أسرع وقت، وعندما انفعلت قلقا مما يحدث لطفلتي الصغيرة قائلا له: «دى رابع عملية ولم أجد أى تطور بل الحالة تأخرت وتدهورت»، بنتى دخلت المستشفي تتألم من شيء لا نعرفه، ولكنها كانت تتحرك وتتكلم، والآن فقدت الحركة والنطق والتعبير عما تتألم منه".
ووسط الظلام الدامس الذي يسير فيه والد "جنا " منذ أن بدأ في رحلة الجراح يصدمة الطبيب الذي أجري ثلاثة عمليات ويستعد للرابعة، "لو مش عاجبك خد بنتك وامشي"، وامتنع بعدما قمنا بمنعها من الطعام أو الشراب حتى الماء 8 ساعات، ننتظره ونسأل: متى سيقوم بإجراء العملية؟ ولكن لم نجد ردا! إلى أن حدثنا بالهاتف وأخبرنا أنه لن يجرى العملية بجحة أنه مشغول، وهناك من شهد على موقفه الظالم من مرضى وتمريض".
والرحلة لم تنته، إذ يقول الأب: "قدمت شكاوى ضد الطبيب المعالج وعمل محاولات مستميتة لإنقاذ طفلتى، ضاقت بي الدنيا وأرسلت شكواي إلى مجلس الوزراء، ووزير التعليم العالى وأخذت جوابا من مكتب وزير التعليم العالى به مجمل ما حدث، حيث إن مستشفى أبو الريش اليابانى تابع له، موجه إلى مديرة المستشفى، ولكنها لم تفعل شيئا، إلى أن تركتنا فريسة للطبيب المعالج لابنتى وسبب شقائنا جميعا، بل في أثناء مقابلتي بها أخبرتني أن حالات الأورام فى مصر لن يتم شفاؤها وتتوفى بنسبة 80%، وعندما علم الطبيب بمقابلتى بها تحدانى، قائلا لي نصا: خليها تنفعك وروح مطرح ما أنت عايز".
واستطرد الأب: "لم يكن أمامى سوى أن أذهب إلى قسم شرطة السيدة زينب وأحرر محضرا ضد الطبيب الظالم برقم 4263، ولولا المحضر ما كان أجرى العملية الرابعة ونتنظر العملية الخامسة لها، وهذا ما أكده أطباء آخرين أن الصمام يعمل إكلينيكيا فقط".
وفي نفس السياق يقول الدكتور شريف أبو النجا، مدير مستشفى 57357 معلقا على تعاطف المواطنين على موقع التواصل الاجتماعي مع والد جنى، خلال رحلته للبحث عن علاج، بأن هناك حملة ممنهجة يتم شنها على مستشفى 57357 من قبل أيام، هدفها إسقاط وإضعاف دور هذا الصرح، مضيفًا: لدينا أطباء أغلقوا عيادتهم الخاصة وأصبحوا يعملون في 57357 فقط، لأنهم شعروا أن الطب رسالة وليس تجارة، كما أن اهتمام وكالات الأنباء العالمية بحالة الطفلة جنى، يثير علامات استفهام كبيرة، لماذا الآن وفي هذا التوقيت.
وقال:"والد الطفلة أتى بها للمستشفى، وطلب حجزها بحجة أنها عملت عملية، وسألناه فين ورق العملية؟ قال مافيش طب فين الإشاعات قال مافيش؟ طب فين التحاليل قال مافيش طب كانت بتاخد دوا إيه قال ماعرفش؟، ولما قلنا له ماينفعش ناخد الحالة بالشكل ده، ساب المستشفي وخرج يتصور بالبنت قدام باب المستشفى وتاريخ المستشفي عبر دوره خلال 15 سنة، يؤكد أننا لا يمكن نرفض حالة أو نطرد حالة، لكن الحملة "المسعورة"، التى يتم شنها غرضها إظهار المستشفى أنه فاشل وعديم الرحمة. محاكمة الإهمال تصريحات مدير المستشفى قوبلت بعاصفة رفض واستنكار، متهمين إياه بالاستخفاف بعقول المواطنين.
علي مدار الرحلة الطويلة التي بدأءها والد "جنا" مابين خطأ طبيب وعدم قبولها مستشفي 57357 ومعالجتها نطرح التسآئل لماذا كل هذا التعنيف لهذا الرجل الذي أفقده مرض ابنته كل غالي ونفيس كان يمتلكة حتي أصبح فارغ اليدين ليس معه ما ينفقه علي علاج ابنته كغيره من هؤلاء الذين لايرحمون ضعيفا أفقده المرض كل شئ؟