"كالنار في الهشيم".. انطلقت نار غلاء الأسعار تحصد الأخضر واليابس، لم تفرق بين السلع التي يستخدمها الفقراء، وأخرى الخاصة بالأغنياء، وكانت من بين تلك السلع التي اكتوت بنار الغلاء هي "أم الخلول" والتي تعد أكلة شعبية في مدينة بورسعيد.
تجولت "أهل مصر" في أسواق محافظة بورسعيد، لترصد أسباب ارتفاع أسعار تلك الأكلة الشعبية، والتي طالما كانت طبق رئيسي على مائدة الأسرة البورسعيدية، حيث تجاوز سعر الكيلو البلدي 120 جنيه، ليتخطى أسعار الكثير من الأكلات البحرية الفاخرة".
وتقول مها عبد الكريم "ربة منزل": "الجنون فى ارتفاع الأسعار أصاب كل شيء حتى أكلة الغلابة "أم الخلول" زمان كنا بنشترى الكيلو بعشرة جنيه، ودلوقتي الكليو وصل 120 جنيه، وقرطاس "أم الخلول" المملحة كان بجنيه دلوقتى وصل إلى خمسة جنيه".
وقال يوسف التابعي، صاحب محل، إن أسعار أم الخلول والبكلويز شهدت ارتفاعًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، بسبب قلة المعروض وزيادة الطلب على المنتج البلدي، بالإضافة لتراجع الاستيراد بسبب زيادة الدولار، وردم الكثير من الأماكن التي كانت تعتبر مصايد طبيعية للبكلويز مثل الكرنتينة والملاحة والتفريعة ومنع الصيد ببعض الأماكن الأخرى، وندرة وجود أم الخلول بالبحر المتوسط، لأن الصيد يستمر طول العام، وأصبحت الخلول تأتى من خارج بورسعيد من "الديبة، ورشيد، وجمصة والعريش" ويأتى البكلويز من الإسماعيلية، وهناك خلول إنجليزي بالبحر أقل جودة من الخلول البلدي وأسعار لا تتجاوز الـ80 جنيه.
وأوضح "حسن فرح" (صياد) أن مهنة صيد أم الخلول والبكلويز مهنة مهددة بالانقراض، نظرا لعدم إقبال الشباب عليها بسبب قلة أم الخلول في البحر، ويمكن للصياد أن يحصد في اليوم 100 كيلو قشر بينهم 5 كيلو فقط من أم الخلول البلدى التى توجد في الأرض السرحة التي ليس بها تيارات هوائية، أما أم الخلول الإنجليزية فتوجد في الجزيرة الأولى والثانية في البحر"بعد غريق" وهى أقل جودة وسعرها أقل ولا يوجد بها قشر.
وأكد أنه مازال هناك إقبال من المواطنين على شراء الخلول المملحة التي كثيرًا ما توجد على مائدة الإفطار والعشاء، وكثير من الناس يشترون الخلول كوجبة غذاء بالطماطم "الدمعة، وبالطحينة".