قال مسؤول بالمراجعات الفكرية في سجن الفيوم -الذي رفض ذكر اسمه-، إن تاريخ الحركات الإسلامية حافل بالمراجعات الفكرية، منها مراجعة الجماعة الإسلامية في مصر نهاية تسعينيات القرن العشرين التي انتقلت بها من العمل الجهادي المسلح إلى العمل السلمي، ومراجعة الحركة الإسلامية في كل من تونس والمغرب في ثمانينيات القرن العشرين التي انتقلت بها من العمل السري خارج إطار الدستور إلى العمل الدعوي والسياسي داخل الإطار الدستوري.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن هذه المراجعات المشار إليها بدأت كلها داخل السجون، وهذا أمر طبيعي؛ فالإخفاق في تحقيق الهدف يدفع صاحبه إلى مراجعة أفكاره ومواقفه السابقة التي لم تصل به إلى ما يريد، وقد تحلى أصحاب تلك المراجعات بشجاعة الأقوياء ففندوا في كتبهم أفكارهم السابقة وبينوا أوجه القصور فيها وأسباب تخليهم عنها، كما أصّلوا لأفكارهم الجديدة وبينوا أسباب قناعتهم بها.
وانتقد تعند جماعة الإخوان بعدما رفضوا مبادرات المراجعات الفكرية بقوله: إخوان مصر وبرغم ما مر بهم من إخفاقات لم يفكروا في مراجعات جادة لمنطلقاتهم الفكرية، فكان لزاما على من اقتنع بضرورة هذه المراجعات أن يصنعها بنفسه مستقلا عن جماعة لم تعرف بعد ثقافة المراجعة ونقد الذات، وهذا ما بدأته في السجن قبل عامين مع رفاق لي اقتنعوا بمثل ما اقتنعت به، وقد استوت أفكارنا بعد جهد طويل من القراءة والتفكير والمدارسة، ويجري الآن تدوين هذه الأفكار الجديدة في مقالات وكتب".