على إحدى المقاعد المتهالكة بمحكمة الأسرة بمدينة نصر، جلست إمرأة في العقد الثالث من عمرها، بكامل أناقتها وأنوثتها الطاغية، حيث تتمتع بقدر كبير من الجمال، ورغم محاولتها إخفاء الحزن والآلم، إلا أنه ظهر بوضوح عليها بعد أن حُفر على ملامح وجهها، كانت تتجول بنظراتها يمينًا ويسارًا وكأنها تتذكر شريط حياتها الحزين، وخلال دقائق أصبحت أمام القاضي، لتبدأ سرد شكواها وما حدث لها.
بدأت "سميرة"، تروي قصة زواجها التقليدي، قائلًة: "تزوجت زواج تقليدي.. لكني أحببت زوجي جدًا أثناء فترة خطبتنا وأصبح كل حياتي وحلمت مثل أي بنت بمنزل يجمعني بمن أحببته وأن يصبح المنزل مملكتي التي رسمتها في مخيلتي وتمت الزيجة.. وعقب زواجنا صدمت بالواقع الآليم.. فزوجي الذي أحببته عاجز جنسيًا وحرمني أن أكون أم".
وتابعت وعيناها تملؤها الدموع: "أنا وحدة اتظلمت كثيرًا في حياتي مع إنسان ربنا وحده اللي يعلم أنا كنت بتعامل معه ازاي وبعمل ايه علشانه.. علشان ما أحسسوش بعجزه".
وأضافت "سميرة"، لم يكتفي زوجي بحرماني من الأمومة، بل كان ينهال علي بالضرب والسب لعجزه عن أداء مهامه الزوجية، لافتتًة إلى أن حماتها كانت تسبها وتتهمها بأنها عاقر، مموضحًة أنها كانت تتحمل كل هذه الإهانات من اجل حبها له.
وأشارت إلى أنها أقصى ما كانت تفعله أن تطالب زوجها بالذهاب إلى طبيب للعلاج، مشيرًة إلى أنه بعد مرور 10 سنوات من الحرمان، فاجأها زوجها الذي يئس من مرضه، بطلب أصابها بالذهول.. على حد قولها، حيث طالبها أن تعاشر أخيه معاشرة الأزواج حتى تنجب له طفلًا يحمل اِسمه، موضحًة أنها رفضت طلبه وطالبته بالطلاق لكنه رفض طلبها واعتدى عليها بالضرب إلى أن انقذها الأهالي منه، لافتتًة إلى أنها قررت اللجوء إلى القضاء لرفع دعوى خلع حملت رقم 8256 لسنة 2017 أحوال شخصية.