تحت مسميات التبرعات والمساعدات الإنسانية، لجأت دولة قطر للأموال من أجل التسول الدولي وغسل سمعتها السيئة في دعم الإرهاب والتطرف بالمنطقة، ولم تكف الدوحة عن هذه الأساليب الملتوية التي تسعى من خلالها إلى كسب تعاطف دولي كغطاء لأعمالها الإرهابية ودعمها المستمر للكيانات المتطرفة.
زلزال إيطاليا
نحو 5.6 مليون يورو قدمتها قطر للحكومة الإيطالية تحت بند التبرعات لإعادة إعمار المناطق التي تضررت جراء الزلزال الذي ضرب إيطاليا خلال الفترة الأخيرة، ولكن في حقيقة الأمر كانت هذه الأموال الطائلة التي قدمت بمقر رئاسة الوزراء في روما، بحضور كل من جامس الكواري، المدير العام لصندوق قطر للتنمية، والمفوض الاستثنائي للحكومة الإيطالية لإعادة الإعمار هي محاولة بائسة من الدوحة، لكسب تأييد الحكومة الإيطالية في الأزمة الأخيرة مع الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب.
وروجت قطر عبر وسائل الإعلام التابعة لها حقيقة مزيفة تتمثل في توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين، للتبرع بمبلغ 5.6 مليون دولار لإعادة إعمار المناطق التي تضررت من الزلزال، خاصة بعد أن تعرضت مقاطعات لاكويلا ورييتي وتيرام وسط إيطاليا في الـ22 من يوليو الجاري، لأضرار مادية بعد هزة أرضية قوتها 4.2 درجة.
ولكن توجيه هذه المبالغ الطائلة لإيطاليا في هذا التوقيت يشير بقوة إلى الحقيقة التي تؤكد استغلال الدوحة والمسؤولين القطريين للمال من أجل كسب تأييد دولي وتسول التعاطف من جانب الدول الأوروبية في موقفها السئ أمام دول المنطقة، خاصة أن الحكومة الإيطالية لم تتلقَ تبرعات سابقة من أجل إعادة أعمار المناطق المتضررة من الزلازل، فضلاً عن أن المناطق التي تدعي قطر دعمها بالمال هي مناطق في وسط إيطاليا تتمتع بمستويات معيشية عالية، وتحظى بدعم حكومي كبير في إيطاليا.
نادي الصحافة الإنجليزي
ولم تتوقف قطر عن تقديم المال لقلب الصورة لصالحها وتزييف الحقائق عن ممارساتها الإرهابية بالعالم، وقدمت الدوحة نحو 3 ملايين جنيه إسترليني لنادي الصحافة الإنجليزي تحت مسمى التبرعات لإقامة فعاليات وندوات توعوية، ولكن الحقيقة وراء هذه الأموال هي إقامة ندوات تحريضية بهدف نشر الفتن والمزاعم والأكاذيب عن الأزمة الأخيرة مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.
وخلال الشهر الماضي أقيمت ندوة بنادي الصحافة الإنجليزي، لمناقشة الأوضاع بالمنطقة بعد الأزمة الأخيرة مع قطر، والمطالب الـ13 التي تقدمت بها الدول العربية الأربع من أجل الدخول في مفاوضات مباشرة، بينما ركزت الندوة على مطلب إغلاق قناة الجزيرة القطرية، الأمر الذي يؤكد حقيقة التبرعات التي قدمتها الدوحة لنادي الصحافة الإنجليزي.
وقائع سابقة
وتعد الأزمة الأخيرة مع الدوحة هي بوابة كاشفة لجميع تحركاتها السابقة التي دفعت فيها الأموال والتبرعات، من أجل نشر الأكاذيب والحصول على وضع دولي غير حقيقي.
وعقب الأزمة كشفت عدة تقارير دولية عن قيمة الأموال القطرية التي قدمت تحت بند التبرعات لاستضافة مونديال 2022، وأوضحت التقارير أن نحو 30 مليون يورو وزعت على عدد من رؤساء الأندية الأوروبية الكبرى تحت مسمى التبرعات، من أجل كسب تأييدهم ودعم الدوحة في مونديال 2022.
وفي 2005 استغلت الدوحة وقوع إعصار كاترين بالولايات المتحدة الأمريكية، لتقدم 100 مليون دولار تحت مسمى التبرع لإغاثة الضحايا، ولكن هذه الأموال كانت ذريعة قطرية لتصدير صورة غير حقيقة وتضليل العالم عن ضلوعها القوي في دعم التطرف والإرهاب الدولي.
وطوال الأشهر الماضية حاولت قطر أن تلجأ لأساليب عديدة لتحسين صورتها الضعيفة أمام العالم، بداية من استغلال البوق الإعلامي قناة الجزيرة لنشر الأكاذيب وغسل السمعة وتزييف الحقائق، وصولاً إلى تقديم التبرعات للدول الأوروبية، لتسول التعاطف والتأييد الدولي.