موسكو تحتضن اجتماع الأطراف الليبية.. مؤشرات على قرب انتهاء الفوضى.. و"حفتر" يطلب 20 مليار دولار لمواجهة أزمة اللاجئين

6 سنوات منذ رحيل نظام القذافي، وليبيا لم تعرف الاستقرار ومازالت تعيش في حالة الفوضى والنزاعات القبلية والسياسية.

أزمة اللاجئين والنفط، أجبرت الدول الكبرى، في الدخول على خط مفاوضات الليبيين، وكانت العواصم الأوروبية مكانًا لاجتماع الأطراف الليبية، وكان آخرها اجتماع "باريس" برعاية الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، لتتنقل الأزمة وأطرافها بعدها إلى عاصمة أخرى، هذه المرة موسكو لتكون مكان اجتماع مرتقب بين "خليفة حفتر" و"فايز السراج، اللذان يتقاسمان السيطرة على البلاد.

اجتماع في موسكو

أعلن رئيس مجموعة الاتصال الروسية حول التسوية الداخلية في ليبيا "ليف دينغوف" أمس أنه من المتوقع وصول المشير "خليفة حفتر" قائد الجيش الليبى، إلى موسكو السبت لبحث لقاء محتمل مع رئيس حكومة الوفاق "فايز السراج.

وفي تصريح صحفي قال "دينغوف" أمس: "غدا يصل المشير "خليفة حفتر" إلى موسكو آتيًا من "طبرق"، وخلال اللقاء سيكون على جدول الأعمال احتمال لقائه رئيس الحكومة المعترف بها من المجتمع الدولي "فايز السراج".

كما أفاد بأنه سيتم التطرق خلال الاجتماع إلى المواضيع المهمة المتعلقة بمصالحة أطراف النزاع في ليبيا ويقصد "السراج" و"حفتر"، إلا أنه لم يحدد موعدالاجتماع ومن سيحضره.

وتابع أن روسيا تأمل بأن تجري مباحثات مع كل أطراف النزاع فى محاولة لمصالحتهم، واللقاء سيكون مخصصًا لهذا الموضوع.

وتشير مصادر ليبية إلى أن المبادرة الروسية، تأتي بعد لقاء جمع السفير الأميركي لدى ليبيا الأسبوع الماضي مع المشير "حفتر" في الأردن، والسراج" في تونس، ما يشير إلى تنسيق أميركي روسي بشأن الملف الليبي.

وتبين تلك المصادر أن لقاءات أبوظبي وباريس وموسكو وغيرها لا تنفصل عن بعضها في المضمون، فكلها تصب في اتجاه إنهاء المرحلة الانتقالية، والضغط على الأطراف الليبية من أجل توحيد مؤسسات الدولة، ومن بينها السلطتان السياسية والعسكرية، لكنها لفتت إلى وجود خلافات أوروبية إيطالية وفرنسية بسبب تضارب بعض المصالح.

ويرى محللون أن القضية الليبية لم تعد بيد الأطراف الداخلية التي بدت تمثل فاعلين دوليين، يسعون لحفظ مصالحهم بالبلاد، لكن المبشر أن تسويات دولية حثيثة تجري حاليا لرأب الصدع بين الجانب الإيطالي والفرنسي.

وشهدت العاصمة الفرنسية "باريس" أواخر الشهر الماضي اجتماعًا ضم "حفتر" و"السراج"برعاية الرئيس "ماكرون"، وحضور مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا "غسان سلامة".

واتفق "حفتر" و"السراج" حينها على الالتزام بوقف مشروط لإطلاق النار وإجراء انتخابات ضمن ورقة مبادئ من عشرة نقاط.

ورأى الصحفي والباحث المتخصص في الشأن الليبي، "عبد الستار حتيتة"، أن بنود الإعلان "فضفاضة". وقال إن المجتمع الدولي لا يأخذ في الحسبان العديد من التعقيدات الداخلية للمشهد الليبي، مثل ضباط الجيش الليبي المنشقين، منذ الإطاحة بالعقيد "معمر القذافي"، إضافة إلى النزعات القبلية والميليشيات المسلحة.

كما يرى محللون بأن بنود الاتفاق فضفاضة ولا تلزم المجموعات المسلحة الناشطة فى ليبيا سواء كانت قريبة من حفتر أو السراج.

20مليار دولار

وكان "حفتر" قد طالب الجهات الدولية في مقابلة له مع صحيفة "كورييري دولا سيرا" نُشرت اليوم السبت، بمبلغ 20 مليار دولار لمواجهة أزمة تدفق اللاجئين إلى أوروبا.

وقال: "إن مشكلة المهاجرين لا تحل على شواطئنا، وإذا توقفوا عن المغادرة عبر البحر، يتعيّن علينا عندئذ أن نحتفظ بهم، وهذا ليس ممكنًا، يتعيّن علينا في المقابل العمل سويًة لوقف موجات تدفق اللاجئين على امتداد 4 آلاف كلم من الحدود الصحراوية الليبية في الجنوب، وجنودي على أهبة الاستعداد، وأسيطر على أكثر من ثلاثة أرباع البلاد، ولدي العناصر، لكن تنقصني الإمكانيات".

كما ذكر "حفتر" بأنه قدم لائحة طلبها منه "ماكرون"، حول المعدات التي يحتاجها لوقف تدفق اللاجئين، وتضمنت اللائحة “تدريبات لخفر الحدود، وذخائر وأسلحة، خاصة آليات مدرعة، وسيارات جيب للرمل، وطائرات من دون طيار، وأجهزة كشف الألغام، ومناظير للرؤية الليلية، ومروحيات.

وقارن حفتر بين ليبيا وتركيا بما يخص أزمة اللاجئين فقال: "إن تركيا تحصل على 6 مليارات من بروكسل، للسيطرة على عدد من اللاجئين السوريين وبعض العراقيين، أما نحن في ليبيا، فيجب أن نعمل على احتواء دفعات كبيرة من الأشخاص الذين يصلون من كل أنحاء أفريقيا".

ويرى عدد من المتابعين أن اجتماع "موسكو"، إن حصل فإنه لن يكون الأخير، ولكنه سيكون الأهم بين الاجتماعت السابقة، لحدوث تقارب كبير في وجهات النظر بين الأطراف وخاصًة بعد احتماع باريس،كما إن رغبة أطراف النزاع بحل الأزمة وإنهاء حالة الفوضى في البلاد المستمرة منذ الإطاحة بنظام القذافي قبل ست ستوات ستسهم بشكل كبير في الوصول إلى نتائج إيجايبية ترضي الجميع.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً