قرية منسية خارج خدمات الحكومة، تعيش ساعات دامية، مواجهات دائمة بالأسلحة النارية المختلفة بين عائلتين في القرية، 6 مساجد داخل القرية مغلقة بسبب الأحداث الدموية التى تشب بين الحين والأخر بين العائلتين، رائحة الدماء تفوح داخل كل منزل ومنطقة من منازل تلك القرية، الثأر ينزف مزيدًا من دماء الضحايا يوميًا، الأسلحة الثقيلة تنتشر في أرجاء القرية.
هنا قرية كوم هتيم، الواقعة بمركز أبوتشت شمال محافظة قنا، "اهل مصر"، عاشت ليلة كاملة داخل القرية، وذلك بعد أن تحولت إلى ثكنة عسكرية وأمنية، بسبب نشوب مشاجرات ثأرية بين عائلتي الطوايم والغنائم بالقرية، وذلك على خلفية خصومة ثأرية بينهما بسبب كارت شحن.
"اهل مصر" جابت القرية، التى كانت شبيهة بسكون الليل والظلام، لا أحد يتحدث مع أخر من الأهالي، الأمن يتمركز داخل جميع أرجاء القرية، لا صلوت يعلو فوق صوت الأعيرة النارية، وذلك على الرغم من التواجد الأمني المكثف داخل أرجاء القرية.
الثأر لم يرحم صغيرًا ولا كبيرًا ورجلًا أو أنثي، فنيران الثأر حصدت أرواح 13 ضحية من أبناء العائلتين وقرابة 20 مصابًا بطلقات نارية، وكان آخر الضحايا والمصابين، منذ يومين عندما تجددت الخصومة ووقعت مجزرة دموية بين العائلتين أودت إلى مصرع 7 أشخاص وإصابة 3 أخرون.
13 عامًا من الثأر
وتقول مصادر داخل القرية رفضت ذكر اسمها، إن الخصومة الثأرية بين العائلتين بدأت منذ قرابة 13 عام، وبالتحديد في آواخر عام 2004، واستمرت حتى ذلك الوقت وسط نشوب مناوشات بين الحين والأخر بالأسلحة النارية، وقتل وإصابة العديد من أفراد العائلتين.
وتضيف المصادر الخصومة الثأرية بين العائلتين، تشتد قليلًا ثم تهدأ مرةً أخري، وتحاول في العديد من الأحيان الأجهزة الأمنية من تهدئة الأوضاع بين الطرفين، وسط مطالبات من العديد من أهالى القرية إلى حل تلك الخصومة.
كارت شحن
وتشير المصادر، إن الخصومة بدأت بين العائلتين في 2004، والتي أسفرت عن مقتل شخص بسبب "كارت شحن"، وفي 2006، انتهت الخلافات بتقديم القودة لأهل المجني عليه، وفي مايو 2015 تجددت الخلافات بينهما بسبب أولوية ركوب راكب سيارة أجرة
مساجد مغلقة
وتابعت المصادر، إلى أن هنالك قرابة 6 من مساجد القرية مغلقة داخل كوم هتيم، وذلك بسبب الثأر الذي ينشب بين العائلتين، حيث أن تلك المساجد تقع في نطاق متوسط بين العائلتين، ويخاف العديد من أفراد العائلتين أداء الصلاة بداخلهم خوفًا من الإصابة بالطلقات والأعيرة النارية.
ونوهت المصادر، أن الأهالي لا يؤدون الصلاة داخل المساجد، خوفًا من القتل على يد أحد أطراف العائلتين، حيث أن رصاصات الثأر والغدر من كلاهما لن ترحم أحدًا، خاصةً أن الخصومة الثأرية بينهم لم تهدأ وتتجدد مرات عديدة بين الحين والأخر.
أسلحة ثقيلة
وأكد المصدر، أن القري تحتوي على العشرات من أنواع الأسلحة الثقيلة والخطرة، والتى من أبرزها الجرنوف والبنادق الألية المتعددة، فضلًا عن أنابيب المولوتوف التى يتم تصنيعها بدائيًا وبيعها لأطراف العائلتين المتخاصمتين، وتحولت القرية إلى تحولت إلى خراب ودمار.
الأسر مشردة
وبحسب المصادر، فإن هنالك العديد من العائلات والأسر تشردت خارج القرية، خوفًا من الموت برصاص الثأر، وذلك بسبب استمرار نزيف الدماء، وتبادل إطلاق الأعيرة النارية لمدة 24 ساعة بشكل يومي ومتكرر.
طرق دخول السلاح للقرية
وأوردت المصادر، أنه هنالك العديد من الطرق لدخول الأسلحة الثقيلة المتنوعة داخل القرية وذلك لتكون في يد العائلتين، حيث يعد الأمر بمثابة حرب لهم، وأتحذت كل عائلة طريقًا مختلف عن الآخر لتهريب ودخول السلاح لأفرادها، حيث تستغل عائلة الطوايل دخول السلاح من الناحية البحرية للقرية ودخوله عبر منطقة تسمى منطقة كوبري راشد بعيدًا عن أعين الأمن.
أما عائلة الغنايم فتشتغل الناحية الشرقية لدخول الأسلحة، وذلك عبر ناحية قرية المحارزة لدي المدخل الشرقي لكوم هتيم، وذلك بالقرب من ناحية كوبري يسمي بكوبري كحول في بدايات الدخول للقرية، وذلك بأعداد كبرى جدًا.
مجزرة
وشهدت القرية وقوع مجزرة دموية كبري خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث تجددت الخصومة بين العائلتين، وأطلق وابلًا من النيران في مواجهات بعضهما البعض، مما أودي إلى مقتل 7 أشخاص من بينهما سيدة، وإصابة 3 أخرون من أبناء العائلتين.
ثكنة عسكرية
وتحولت القرية خلال الساعات الماضية، إلى ثكنة عسكرية، حيث تمركزت قوات الأمن في أرجاء مختلفة من القرية، منتشرين بالمدرعات الشرطية، وقوات الأمن المركزي وقوات التدخل السريع، وذلك بقيادة اللواء عصام الحملي، مساعد وزير الداخلية لقطاع الجنوب.
رفض إستلام جثث الضحايا
وبحسب مصدر أمني، فإن أبناء العائلتين رفضوا استلام جثث ضحاياهم من مستشفي أبوتشت المركزي، حتى الأخذ بالثأر لهم، ولم تجد الأجهزة الأمنية حلًا سوى أن يقوم رجال الأمن بدفن الجثث في مقابر العائلتين داخل القرية، وسط عدم حضور أيًا من أبناء العائلتين.
أمن قنا: تعزيز التمركز
من جانبه قال اللواء علاء محمد العياط، مدير أمن قنا، إن الأجهزة الأمنية تعزز من تمركزها داخل أرجاء القرية، وذلك لفرض السيطرة الأمنية والهيمنة، وضبط كافة حائزي الأسلحة النارية، وأطراف الخصومة الثأرية، فضلًا عن فرض الكمائن الأمنية الثابتة والمتحركة بالقرب من مداخل ومخارج القرية.