أقدمت وزارة التربية والتعليم على خطوة تأسيس مدرسة الضبعة النووية، وهي خطوة فريدة من نوعها، بحيث يتخرج منها طلاب مؤهلون للعمل في المفاعل النووي بمدينة الضبعة، أو الالتحاق بكليات الهندسة في فروع الطاقة النووية.
وفي الأول من يوليو الحالي، أعلنت مديرية التربية والتعليم بمحافظة مطروح، عن شروط الالتحاق بالمدرسة الثانوية الفنية لتكنولوجيا الطاقة النووية بمدينة الضبعة، والتي من المقرر أن تبدأ الدراسة بها في العام الدراسية 20172018، وتعد المدرسة الأولى من نوعها بمجال الطاقة في مصر والشرق الأوسط بنظام الخمس سنوات.
وخصصت مديرية التربية والتعليم بمطروح، نسبة 40% من الطلبة المقبولين للدراسة بها لأبناء محافظة مطروح، وأن يكون المتقدم حاصل على نسبة 94% على الأقل في مواد "الرياضيات، اللغة الإنجليزية، العلوم"، وأن يجيد استخدام الحاسب الآلي، بجانب أن يحصل على 220 درجة في الشهادة الإعدادية لأبناء محافظة مطروح، و250 درجة لأبناء المحافظات الأخرى.
وفي هذا السياق، قال الدكتور مصطفى شلبي، مدرس مساعد بهئية الطاقة الذرية، إن ما يتم الآن من إنشاء مدرسة فنية للطاقة النووية، خطوة على الطريق الصحيح لتخريج جيل جديد من الفنيين لمساعدة المهندسين في تشغيل المفاعل النووي، خاصة وأن الظروف التي سيعملون بها صعبة للغاية، ولكن فكرة إنشاء مدرسة لتدريبهم وتطوير آدائهم قادرة على جعلهم يتحملون المصاعب والتعامل مع كل الظروف التي سيواجهونها، وأن هناك تنسيق بين هيئة المحطات النووية والطاقة الذرية والأمان النووي لاختيار الأساتذة الأكفاء لتدريب وتعليم الطلاب بالمدرسة.
وأضاف الدكتور مصطفى شلبي، أنه لابد من الاستعانة بخبراء متخصصين في هذا المجال وعقد اتفاقيات مع جهات أجنبية ورؤية علمية سليمة تسير عليها من أجل استكمال المسيرة على الطريق الصحيح.
وتمنى "شلبي" في حديثه الخاص لـ"أهل مصر"، أن يتم العمل على قدم وساق بالمشروع الكبير، الذي ننتظره جميعًا من أجل نهضة مصر، مضيفًا أن افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية مؤخرًا، كانت من أجل حماية المشروع من أية مخاطرة أو تهديدات، مشيرًا إلى أن القيادة السياسية مصممة على النهوض بالدولة في ظل المخاطر والتحديات الصعبة التي نواجهها.
من جهة أخرى، أكد الدكتور إبراهيم العسيري كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورئيس قسم الهندسة النووية بالجامعة المصرية الروسية، ونائب رئيس مجلس علماء مصر للطاقة النووية سابقًا، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن إنشاء مدرسة فنية للطاقة النووية، هي خطوة إيجابية وممتازة، مشيرًا إلى أن المناهج التعليمية بالمدرسة لها علاقة بالمفاعلات النووية، بينما يتم استقطاب أساتذة جامعية من كليات الهندسة في أقسام الطاقة النووية من معظم جامعات مصر للعمل في المدرسة ووضع مناهجها والتدريس بها وتطوير آداء الطلبة وتخريج أجيال واعدة.
وأضاف "العسيري" أن التجهيزات الأمنية للمدرسة تمت تحت إشراف وزارة الإنتاج الحربي، مشيرًا إلى تعاون 3 وزارات في وضع المناهج، من خلال لجنة مكونة من خبراء الطاقة النووية من كلية الهندسة، وخبراء من وزارة الطاقة، وخبراء تربويين من وزارة التربية والتعليم، وذلك بعد الإطلاع على مناهج الدول المتقدمة التي سبقتنا في مثل هذه الأمور.
يُشار إلى أن المدرسة مقامة في الجهة الغربية المقابلة لأرض المحطات النووية بالضبعة، على مساحة 8.5 فدان، بتكلفة إجمالية 70 مليون جنيه، منها 43 مليون جنيه تكلفة إنشاءات والباقي تجهيزات ومعامل، وتتكون من مبنى تعليمي بسعة 375 طالبا و10 معامل و15 فصلًا و3 ورش فنية، على مساحة 3 آلاف و260 مترًا مسطحًا، وملحق بها مبنيان سكنيان للطلاب والمعلمين بإجمالي مسطح 11 ألفًا و580 مترًا، مكونة من 5 أدوار سعة 436 سريرًا، لاستقبال الطلاب مع بداية العام الدراسي المقبل.
من جانبه قال البرلماني، جمال شيحة رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إن مناهج الدراسة بالمدرسة الفنية للطاقة النووية، وضعت من قبل خبراء المناهج بوزارة التربية والتعليم وبالاشتراك مع خبراء في هيئات الطاقة، وأساتذة بقسم الطاقة النووية بكليات الهندسة بالجامعات المختلفة، وأن المدرسة تخصصية، وتخدم على محطة الطاقة النووية، وستكون إضافة للتعليم الفني.