من أقدم المعارض في منطقة الشرق الأوسط وأعرقها، جذب مئات الشركات ورجال الأعمال من عشرات الدول حول العالم، غنى ضمن فعالياته أهم وأبرز المغنين العرب، وعلى رأسهم السيدة فيروز، يعود معرض دمشق الدولي للحياة بعد 5 سنوات من التوقف القسري بسبب الحرب، ليعطي جرعة أمل وتفاؤل للسوريين والعرب، بأن سوريا تعافت من جديد وعادت إلى الحياة وباتت تستقبل اليوم مئات الشركات والشخصيات من مختلف أنحاء العالم، ومن ضمنها وفد مصري كبير يضم مشاهير الفن والإعلام في مصر.
تنطلق مساء اليوم فعاليات الدورة الـ 59 لمعرض دمشق الدولي الذي يعد أكبر تظاهرة اقتصادية واجتماعية وثقافية وفنية في سوريا، وذلك على أرض مدينة المعارض الجديدة على طريق مطار دمشق الدولي بعد انقطاع دام خمس سنوات جراء الحرب ويستمر في الفترة الممتدة بين 17 و26 أغسطس.
أكثر من 43 دولة بين عربية وأجنبية تشارك في المعرض سواء بشكل رسمي، أي عبر سفارات بلادها في دمشق أو بشكل غير رسمي عن طريق شركات ومؤسسات اقتصادية، إضافة إلى المشاركين المحليين من سوريا، وأكثر ما يلفت للنظر هو مشاركة دول تفرض عقوبات على سوريا، ومن ضمنها دول أوروبية مثل اليونان وبلجيكا وفرنسا وهولندا وإيطاليا.
فعاليات المعرض تتنوع بين الحفلات الفنية التي يحييها عدد من النجوم السوريين والعرب، وبين العروض التجارية التخصصية مثل معرض الزهور ومعرض الكتاب ومعرض الباسل للإبداع والاختراع، إلى جانب سحب لليانصيب، وندوات اقتصادية، عدا عن مراكز البيع المباشر للزوار، والأنشطة التسويقية والعروض الترويجية من قبل المشاركين من مختلف القطاعات.
وقال المدير العام لـ "المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية"، "فارس الكرتلي": "إن استئناف العمل في معرض دمشق الدولي، أقدم معرض في الشرق الأوسط، تقرر هذا العام نظرًا للاستقرار والهدوء في المنطقة إجمالا مع انتصارات الجيش ودحر الإرهاب في غالبية المناطق، خصوصًا في مناطق الغوطة الشرقية".
وكان وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري "محمد سامر الخليل" قد قال في تصريح لوكالة الأنباء المحلية "سانا": إن سوريا اليوم تشهد حدثًا اقتصاديًا وثقافيًا على مستوى المنطقة، كما أننا استعددنا من خلال تجهيز مدينة المعارض بجميع أجنحتها وساحاتها، لاستقبال زوارها في الدورة التاسعة والخمسين للمعرض التي تتميز ببعض النواحي التي لم تسبق في تاريخ المعرض منذ تأسيسه، حيث بلغ عدد الدول المشاركة 43 دولة في حين وصلت مساحات العرض إلى نحو 74 ألف متر مربع بالتوازي مع وصول عدد الشركات المشاركة الى أكثر من 1600 شركة ومؤسسة".
المشاركة المصرية
من ضمن المشاركين المميزين في المعرض الوفد الإعلامي والفني المصري، والذي يضم المخرجين "هاني لاشين" و"عمر عبدالعزيز" والفنانين "محمد صبحي" و"هاني شاكر" و"إلهام شاهين" و"مصطفى فهمي" و"ألفت عمر" و"ندى بسيوني" و"ندى بهجت" والإعلاميين "بوسي شلبي" و"أميرة العقدة "و"رشا الخطيب" و"خالد رزق".
وعلقت الفنانة "إلهام شاهين" حول مشاركتها قائلة: "قضيت أحلى ذكرياتي وأحلى أيام عمري في دمشق، وهو البلد الوحيد الذي أسافر إليه حتى لو لم تكن لي مشاركة فيه من باب السياحة ولقاء الأصدقاء، لأنه بلد العراقة والأصالة والقيمة والإنسانية".
وأضافت: "ستبقى الوحدة قائمة بين الشعبين السوري والمصري وسيبقى أمان مصر من أمان سوريا".
ورأت الممثلة "ندى بسيوني" في تصريح لها أن شعب سوريا يعلن من خلال معرض دمشق الدولي أنه لم ولن يهزم وأنه يمتلك حضارة كبيرة، معربة عن سعادتها بزيارة سورية ومعرض دمشق الدولي والتعرف على فعالياته ولا سيما أنه كان معروفًا على مستوى المنطقة.
الممثلة "ندى بهجت" قالت في تصريح لها: إن زيارتها إلى سوريا ومشاركتها في معرض دمشق الدولي تثبت للعالم الخارجي أن الأمن والاستقرار عادا إلى سورية، فيما أعربت الإعلامية "أميرة العقدة" التي تزور سورية للمرة الأولى عن سعادتها بتلبية دعوة وزارة السياحة للمشاركة بمعرض دمشق الدولي والالتقاء بالسوريين.
وبدوره وصف المخرج السينمائي "هاني لاشين" سوريا بأرض الحب والسلام والصمود مبينًا أن سوريا أثبتت على مر السنين قوتها وعطاءها واليوم شمسها تعود للإشراق من جديد من خلال معرض دمشق الدولي وذلك بفضل صمود شعبها العريق.
وكان الفنان "هاني شاكر" قد وصل قبل أيام إلى دمشق للمشاركة بالمعرض بعد غياب تسع سنوات، حيث شارك عام 2008 في احتفالية "تحيــة إلى نــزار"، التي أقامتها وزارتا الثقافة والسياحة حينها على مسرح قلعة دمشق، احتفاءً بدمشق عاصمة للثقافة العربية.