اعلان

بعد برشلونة.. هجمات جديدة في الطريق لأوروبا.. وداعش تتبني أسلوب القاعدة

كتب : سها صلاح

ذهب "آفي

يسسخاروف" محلل الشئون السياسية بموقع "walla" العبري

إلى أن الهجوم الذي وقع في شارع لاس رامبلاس السياحي في مدينة برشلونة الإسبانية

الخميس الماضي، وأسفر عن مقتل 13 شخصا، لا يتوقع أن يكون الأخير في سلسلة هجمات

يشنها تنظيم "الدولة الإسلامية" في القارة الأوروبية.

 

ولفت في تحليل

بعنوان تنظيم داعش يحتضر، لكن الهجمات في أوروبا لن تختفي"، إلى أن تبني

"داعش" أسلوب تنظيم القاعدة بوسائل أكثر بدائية كعمليات الدهس والطعن

يجعل من الصعب على أجهزة المخابرات في أوروبا رصد المنفذين ومنع العمليات قبل

وقوعها.

 

 يجسد

معدل الهجمات الأخيرة على الأراضي الأوروبية التي تبناها تنظيم " داعش" بشكل

كبير أسلوب العمل الجديد للتنظيم. لا مزيد من "الدولة"، بل محاكاة

بدائية لسابقه في متتابعة تطور الإسلام الراديكالي- القاعدة.

 

فور إنشائه،

حاول داعش تبني إستراتيجية جديدة، مختلفة عن حلفائه في القاعدة، الذين أصبحوا

منافسين له.

 

لم يعد مجرد

تنظيم إرهابي إسلامي، بل تنظيم يسعى لإقامة خلافة ويرسخ لدولة حقيقية في المناطق

التي يحتلها.

 

شملت هذه الدولة

محاكم، ومنظومة جباية ضرائب، وجمع القمامة ومنظومة تعليمية،لكن استمرار عمليات

الاحتلال ونجاحات داعش منذ 2014 توقفت بسرعة كبيرة ليحل محلها هزائم عسكرية قاسية

في أنحاء الشرق الأوسط.

 

الآن لم يبق

الكثير من دولة داعش، وبدا التنظيم وكأنه ظاهرة مؤقتة، تتراجع في مواجهة قوات

عسكرية ليست مذهلة كثيرا، كنموذج الأكراد.

 

ما تبقى من

الدولة الإسلامية مجرد فكرة لا يمكن مواجهتها على المستوى العسكري. لا تتوقف هذه

الفكرة عند حدود الشرق الأوسط، خاصة عندما يواصل تيار لاجئين من المنطقة إغراق

أوروبا في كل لحظة ممكنة.

 

هؤلاء اللاجئون،

مثل عشرات الآلاف من المهاجرين المسلمين الذين وصلوا إلى أوروبا من الشرق الأوسط

خلال العقود الأخيرة، ينحدرون في غالبيتهم من خلفية اقتصادية متدنية ويعتبرون في

البلاد التي يسكنون فيها مواطنين درجة ثانية.

 

تعتبر أيدلوجية

داعش بالنسبة للكثير منهم غير مقبولة، وفاسدة ومعادية للإسلام. لكن في مجتمعات

أخرى، أيضا بين اللاجئين والمهاجرين هناك أناس هامشيون يسارعون لتبني أفكار متطرفة

وعنيفة كتلك الخاصة بداعش.

 

وخلافا للطريقة

التي تعمل بها القاعدة، فإن الإرهابيين الجدد في أوروبا ليسوا بالضرورة أعضاء

رسميين في داعش.

 

 يكفي وجود الحد الأدنى من التماهي الأيدولوجي

على شبكة الإنترنت للانضمام لذلك التنظيم وتمكينه من تبني المسئولية، رغم أنه من

المشكوك فيه إن كانت هناك علاقة بين الإرهابيين منفذي هجوم برشلونة، وسيبيريا

وفنلندا وبين قادة داعش القليلين الذين ظلوا على قيد الحياة.

 

كذلك فإن

الإرهابيين نسخة 2017 ليسوا بحاجة للإعداد العسكري غير المسبوق، كالذي تلقاه منفذو

هجمات 11 سبتمبر 2001.

 

 إذ ينتهجون أساليب بدائية نسبيا، كالدهس أو

الطعن أو الدمج بينهما، كذلك لا تنجح دائما محاولاتهم تنفيذ هجمات أكثر نوعية،

بسبب الصعوبات التقنية.

 

لكن عدم

الانتماء الرسمي للتنظيم بشكل خاص، والطرق الرئيسية التي يستخدمونها، يجعل من

الصعب بحال تحديد الإرهابيين. كذلك فإن قدرات أجهزة المخابرات الأوروبية لتعقب

الجاليات المسلمة التي تعيش على أرضها محدودة هي الأخرى، وسوف تتحسن فقط بمرور

الوقت، لكن ليس خلال أسبوع أو شهر أو عام.

 

إسرائيل هي

الأخرى استغرقت أكثر من 6 سنوات لوقف الهجمات الانتحارية في العقد الماضي، وتجدر

الإشارة في هذه الحالة (داعش) إلى أن الحديث يدور عن منطقة مساحتها أكبر بكثير في

ظل غياب شبكة استخبارات فاعلة.

 

من هنا يمكن

القول إن الهجمات نموذج برشلونة يتوقع للأسف أن تستمر، ولا تبدو نهايتها في الأفق

خلال السنوات القريبة. يتوقع أن تواجه أوروبا الكثير من الصدمات حتى تعرف كيف

تواجه تهديد الإرهاب الإسلامي بشكل أكثر فاعلية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً