ads

سيناريوهات دخول أمريكا الحرب ضد إيران.. الشرق الأوسط على حافة الانفجار

الحرب بين الولايات المتحدة وإيران
الحرب بين الولايات المتحدة وإيران

مع تصاعد التوترات المتتالية في الشرق الأوسط وتبادل الضربات بين إسرائيل وإيران والتي هي في تصاعد مستمر في حدتها، تبرز تساؤلات جدية في الأوساط السياسية والعسكرية العالمية، 'ماذا لو دخلت الولايات المتحدة رسميًا على خط الحرب ضد إيران؟'، هذا السيناريو الذي طالما كان يُلوَّح به كـ'ورقة أخيرة'، لم يعد مستبعدا خاصة بعد التطورات الأخيرة التي تخللتها هجمات سيبرانية، وعمليات اغتيال دقيقة ومؤلمة، وضربات جوية في العمق الإيراني.

الحرب بين الولايات المتحدة وإيرانالحرب بين الولايات المتحدة وإيران

واقع ما قبل الحرب

نشر معهد بروكنجز الأميركي، أن الإدارة الأميركية تحاول حتى اللحظة تجنب الدخول المباشر في حرب شاملة مع إيران، لكنها في الوقت ذاته لم تمنع إسرائيل من تنفيذ ضربات نوعية في العمق الإيراني، وتكتفي بإرسال إشارات ردع، سواء عبر تعزيز وجودها البحري في الخليج، أو تحريك حاملات طائرات في المتوسط.

أما صحيفة هآرتس العبرية، نقلت مؤخرًا عن مصادر استخباراتية، أن الولايات المتحدة مستعدة للرد المباشر في حال استهدفت القوات الإيرانية المصالح الأميركية في المنطقة أو في حال تعرضت إسرائيل لـ'هجوم وجودي'.

الحرب مع إيران الحرب مع إيران

بل وذهبت وسائل الإعلام العبري المختلفة وعلى رأسها القناة 14 العبرية، المقربة من بنيامين نتنياهو، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستدخل الحرب الليلة.

السيناريو الأول.. تدخل محدود

وفقًا لتحليل مجموعة ستراتفور الاستخباراتية الأميركية، فإن السيناريو المرجح في بداية التدخل الأميركي هو تنفيذ ضربات جوية وصاروخية مركزة على المنشآت النووية الإيرانية، وقواعد الحرس الثوري، ومراكز القيادة، وخاصة منشأة فوردو النووية تحت الأرض.

محطة فوردو النووية محطة فوردو النووية

النتائج المتوقعة

يقول المحللون، إن النتائج المتوقعة هي إضعاف قدرات الرد الإيرانية في المدى القصير، إضافة إلى ردود فعل عنيفة من وكلاء طهران في لبنان وسوريا والعراق، وكذلك اضطراب كبير في أسعار النفط العالمية.

وسيحاول الجيش الأميركي تجنب دخول بري، معتمداً على 'الردع من السماء'، لكنه سيكون معرضا لخطر التصعيد في مضيق هرمز، ما يهدد بإغلاقه لفترات محدودة، كما حدث في 2019.

السيناريو الثاني.. حرب شاملة متعددة الجبهات

إذا تطور الصراع ليشمل استهداف قواعد أميركية أو حلفاء واشنطن في الخليج، فقد تلجأ الولايات المتحدة إلى خطة حرب شاملة مشابهة لما حدث في العراق عام 2003، بحسب تحليل نشرته مجلة Foreign Policy.

الحرب بين الولايات المتحدة وإيرانالحرب بين الولايات المتحدة وإيران

المجلة قالت في تحليلها، إن الانغماس الشمال يشمل مشاركة قوات بحرية وجوية وبرية أميركية، إضافة إلى هجمات سيبرانية واسعة ضد البنية التحتية الإيرانية، ودعم إسرائيلي مباشر بضربات متزامنة من الشمال والجنوب.

وكشفت عن نتائج هذا السيناريو، بسقوط آلاف القتلى في إيران، وكذلك تفكك داخلي محتمل واحتجاجات شعبية حادة، إضافة إلى اشتعال الجبهات في اليمن، لبنان، والعراق، الأمر الذي سيشكل تهديدا مباشرا لحلفاء واشنطن في الخليج، لا سيما السعودية والإمارات وقطر.

السيناريو الثالث.. "حرب الوكلاء"

يطرح خبراء في مركز كارنيغي للشرق الأوسط سيناريو بديلا أقل كلفة لأميركا، يقوم على توسيع حرب الوكلاء في بلاد فارس؛ عبر دعم المعارضة الإيرانية، وتسليح قبائل البلوش، وزيادة العمليات النوعية داخل إيران عبر أطراف ثالثة.

ويهدف هذا السيناريو إلى إضعاف إيران داخليا، دون الدخول في مواجهة مباشرة، والاعتماد على استنزافها من الداخل كما حدث مع الاتحاد السوفيتي في أفغانستان.

رد إيران المتوقع

وتوقع المحللون أن يكون رد إيران المتوقع، هو استهداف مكثف لإسرائيل عبر حزب الله وحماس، وتفجير الوضع الأمني في الخليج، إضافة إلى عمليات انتقامية ضد مصالح غربية في البحر الأحمر وباب المندب.

الحرب بين الولايات المتحدة وإيرانالحرب بين الولايات المتحدة وإيران

موقف شركاء الشرق الأوسط

كشفت صحيفة الشرق الأوسط، وموقع Al Monitor الأميركي، موقف دول الشرق الأوسط من هذه الحرب، مشيرة إلى أن الدول العربية الكبرى مثل مصر والسعودية تراقب الوضع بحذر، حيث لا ترغب في حرب شاملة قد تشعل الإقليم، لكنها في الوقت نفسه غير مستعدة للوقوف ضد واشنطن بشكل مباشر.

وأضاف الموقع الأمريكي، أن مصر تفضل دور الوساطة ومنع الانفجار الكامل، إضافة إلى أن السعودية تتخوف من صواريخ الحوثيين المدعومة إيرانيًا، وكذلك قطر والإمارات تحاول الحفاظ على قنوات تواصل مع كل الأطراف.

شرق أوسط جديد

دخول الولايات المتحدة الحرب ضد إيران لن يكون مجرد 'تطور عسكري'، بل تحول جيواستراتيجي شامل يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط لعقود.

لكن مع كل هذا، يبقى الأهم: هل تملك واشنطن الإرادة لتحمل كلفة المواجهة؟.

وإذا كانت الإجابة 'نعم'، فهل ستكون إيران مستعدة للدفع بثمن البقاء.. مهما كان باهظا؟.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
برئاسة "مدبولي".. بدء أول اجتماع لـ"لجنة أزمات" متابعة تداعيات الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية