تسبب وزير الاستثمار السوداني مبارك الفاضل، خلال لقاء تلفزيوني يوم الأحد الماضي، في حالة من الجدل الواسع داخل المجتمع السوداني، والذي طالب بدوره بإقالة الوزير من منصبه بعدما أبدي رغبته في تطبيع "بلاده مع إسرائيل".
وتداول نشطاء "فيسبوك" قرار التطبيع مع إسرائيل علي لسان "فاضل" بسخرية واسعه علي صفحات "السوشيال ميديا"، ونعتوه بالخائن، وأنه نسي أمر القضية الفلسطينية.
كانت هيئة علماء السودان "غير الحكومية"، طالبت اليوم الجمعة، بإقالة مبارك الفاضل، نائب رئيس الوزراء ووزير الاستثمار من الحكومة، إثر دعوته لـ"التطبيع مع إسرائيل".
وقال رئيس الهيئة المقربة من السلطات، محمد عثمان صالح "إن الوزير عليه أن يستقيل أو يُقال لأنه أتى بما هو مخالف للثوابت والشرع".
وطالب "صالح"، رئيس بلاده عمر البشير، بـ"إقالة مبارك الفاضل، من منصبه في الحكومة".
كما شن عضو الهيئة محمد حسن طنون، هجوما على الفاضل، مطالبا إياه "الالتزام بالتوجه الحكومي الرافض للتطبيع مع إسرائيل، إذا أراد أن يكون مواطنًا سودانيًا صالحًا".
وقال طنون، خلال خطبة الجمعة التي نقلها التلفزيون السوداني الحكومي، اليوم، إن دواعي رفض الاعتراف بإسرائيل لا تزال قائمة، طالما بقيت فلسطين محتلة.
وأضاف أن السودانيين متمسكون بموقفهم حيال الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والمتمثل في اللاءات الثلاث "لا صلح لا تفاوض، لا اعتراف بإسرائيل".
والأحد الماضي، أبدى الوزير السوداني، في لقاء تلفزيوني، عدم ممانعته تطبيع بلاده مع إسرائيل، قائلا "لا توجد مشكلة في التطبيع، والفلسطينيون طبّعوا مع إسرائيل حتى حركة حماس".
واعتبر أن "القضية الفلسطينية أخرت العالم العربي، وأصبحت قضية يتاجر بها، كما أنها تستخدم لقمع الشعوب العربية من قبل حكامها” بحسب تعبير الوزير السوداني.
واستنكرت "حماس"، التي تدير قطاع غزة منذ صيف 2007، هذه التصريحات، معتبرة أنها" تنم عن جهل واضح بالقضية الفلسطينية"، و"غريبة عن قيم ومبادئ وأصالة الشعب السوداني المحب لفلسطين والداعم للمقاومة".