أكثر الأمم احتفالا بالأعياد هم المصريون، فهم يبحثون عن الفرحة من قلب الحزن. ويحتفل المصريين بـ 33 عيدًا على مدار العام. كما تستهلك أعياد المصريين شهرين من الزمن كل عام، ووفق الإحصائيات الرسمية فإن الأعياد تقطع حوالى 25 % من ميزانية الأسرة المصرية، لشراء الملابس الجديدة أوالعيدية
أهم الأعياد
أهمها الأعياد الدينية مثل رأس السنة الهجرية، عاشوراء، المولد النبوى الشريف، عيد الفطر، عيد الأضحى، عيد الميلاد المجيد، عيد الغطاس، عيد دخول المسيح مصر، عيد دخول المسيح القدس، نياحة العذراء – ذكرى وفاتها –، عيد العنصرة، عيد الصعود.
كما يحتفلون ايضا بالأعياد الفرعونية مثل وفاء النيل وشم النسيم،والاعياد الوطنية وهى عيد الشرطة، عيد تحرير طابا، عيد تحرير سيناء، 23 يوليو، 6 أكتوبر.
نقش الحنة
كما توجد مناسبات اجتماعية، وعادات مصرية ترقى إلى درجة الأعياد مثل السبوع وهو احتفال بالمولود عند بلوغه 7 أيام من ولادته، ليلة الحنة وهى احتفال يتم للعروسين فى بيت الأهل فى الليلة السابقة للزواج، ويتم فيها نقش الحنة على يدى ورجلى العروسين، إضافة الى أعياد الميلاد.
الحضارة الفرعونية
كل تلك الاعياد هى ناتج العديد من الحضارات والشعوب ونتيجة انسجام الشعب المصرى وتاثرة بمختلف الاعراق، فهو تاثر بالحضارة الفرعونية والاسلامية والغربية،فأعياد الميلاد، بما فيها المولد النبوى الشريف، مشتقة من الحضارة الغربية.
والمصريون رغم أنهم من أهل السنة، يحتفلون بيوم عاشوراء فى 10 من محرم، حزنا على مقتل الحسين وحبا فى آل البيت، وتضامنا مع المظلوم، والطريف أنه بعد أن دخل صلاح الدين مصر وانهارت الدولة الفاطمية كان المصريون يقضون اليوم صوما حزنا على الحسين فى قلوبهم، ويوزعون الحلوى علنا اتقاء لشر الأسرة الأيوبية، والأقباط المصريون يتضامنوا مع حزن المصرى الإسلامى على مقتل الحسين بصوم الجمعة العظيمة تذكارا لصلب المسيح، ويشربون الخل، ولكنهم فى سبت النور يعيشون الفرح ويوزعون الحلوى.
حكم الدولة الفاطمية
وفى أعياد مثل الفطر أو ميلاد المسيح تصنع الأسر المصرية الكعك والحلويات، وتسمى الأعياد الصغرى، أما الأعياد الكبرى مثل الأضحى والقيامة فيتم ذبح الذبائح وإطعام الفقراء والمساكين، وقد عرف المصريون عادة الكعك والحلويات فى ظل حكم الدولة الفاطمية، أما الثقافة اللحمية فقد جاءت من العصر العثمانى.
التراث الفرعونى
وتعود الأعياد إلى قدماء المصريين حتى أن مؤرخا يونانيا مثل بلوتارخ يذكر أنه من كثرة أعياد المصريين لم يكن يفرق بين العيد والآخر سوى أيام معدودات.فما أن ينتهى عيد فى مدينة حتى يبدأ عيد فى مدينة أخرى.
اما عن ليلة الحناء فهى تراث فرعونى اصيل. هناك أسطورة تقول إن ليلة الحنة تعود إلى زمن "إيزيس وأوزوريس"، عندما عمد إله الشر ست إلى قتل أوزوريس طمعا في الملك ومزق جسده إلى 14 قطعة ووزعها على أقاليم مصر، فجمعت زوجته إيزيس أشلاءه من كل أنحاء مصر، فكانت كلما جمعت قطعة امتلأت يدها بالدماء، وعندما انتهت من جمع أشلاءه كانت يدها قد صبغت باللون الأحمر، فاعتبر المصريون القدماء هذا رمزا لـ"وفاء الزوجة "، فحرصت الفتيات على تلوين أيديهن قبل الزفاف رمزا للوفاء.
كما أن شم النسيم هو عيد فرعونى ايضا يرمز إلى بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدأ خلق العالم كما كانوا يتصورون. وياكلون به البيض والفسيخ والرنجه، والخَسُّ، والبصل، والملانة.اما البيض فيرمز إلى خلق الحياة من الجماد،ونقش البيض وزخرفته ارتبط بعادة قدماء المصريين وهي نقش الدعوات والأمنيات على البيض ثم يعلق في أشجار الحدائق لتحقيق الأمنيات مع الشروق. والفسيخ ظهر بين الأطعمة التقليدية في الاحتفال بالعيد، مع بدء الاهتمام بتقديس النيل، حيث أن الحياة في الأرض بدأت في الماء ويعبر عنها بالسمك الذي تحمله مياه النيل من الجنة وقد أظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها