12 يومًا من المعارك مدة كفيلة كانت بإستعادة الجيش العراقي لمدينة تلعفر التاريخية شمالي العراق من تنظيم "داعش".
حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي أعلن اليوم الخميس 31 أغسطس عن تحرير "تلعفر" في بيان نشر على الإنترنت جاء فيه: "ها قد اكتملت الفرحة وتم النصر وأصبحت محافظة نينوى بكاملها بيد قواتنا البطلة، أعلن لكم أن تلعفر الصامدة التحقت بالموصل المحررة وعادت إلى أرض الوطن".
وشارك في المعركة التي أطلقتها القوات العراقية قيل 12 يومًا، الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، كما ساند التحالف الدولي القوات المهاجمة على الأرض، من خلال ضربات جوية نفذتها الطائرات الحربية التابعة له.
وجاء الإعلان بعد أن تمكنت القوات العراقية من استعادة بلدة العياضية شمال تلعفر التي تمثل آخر جيوب تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة نينوى شمال العراق.
ويعد موقع العياضية مهمًا للقوات العراقية لكونها تقع على الطريق الرابطة بين العراق وسوريا.
وأفاد الموقع الرسمي للحشد الشعبي باستعادة السيطرة على ناحية العياضية بالكامل بمساحة 200 كم2، وهو ما يضم 21 قرية بالإضافة الى مركز الناحية، كما سيطرت تلك القوات على سلسلة جبال ساسان جنوب العياضية.
تلعفر
تتبع مدينة تلعفرمحافظة "نينوى" في شمالي العراق، ويعيش فيها قبل سيطرة "داعش" عليها في 2014 أكثر من 200 ألف غالبيتهم من التركمان.
وتعتبر تلعفر إحدى المدن التاريخية في العراق، إذ ترجع إلى العصر الحجري وهي من العصور ما قبل التاريخ، وتحديدًا 6 آلاف قبل الميلاد.
15 يونيو 2014 سيطر تنظيم "داعش" على مدينة تلعفر بعد قتال جرى في وسط المدينة وانسحاب أغلب القوات العراقية المتمركزة فيها من المدينة، ونزوح الآلاف من السكان الى المناطق التي تسيطر عليها قوات البيشمركة الكردية.
ما بعد تلعفر
سقوط تلعفر من أيدي تنظيم داعش، جاء بعد شهر واحد من إعلان تحرير الموصل ثاني أكبر المدن العراقية وطرد "داعش" منها.
وبتحرير "تلعفر" لم يعد للتنظيم سيطرة في العراق إلا على مدينة الحويجة التي تبعد نحو 300 كيلومتر شمالي بغداد، وبعض المناطق الصحراوية على الحدود مع سوريا.
الجنرال البريطاني "روبرت جونز"، القائد في التحالف الدولي المناهض لـ "داعش"، أشار إلى أن استعادة تلعفر تضع نهاية لحقيقة التواجد العسكري لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق.
ويشير عدد من المتابعين إلى أن "داعش" لم يعد قادر على السيطرة على مناطق واسعة، كما أنه لم يعد تلك القوة التي سيطر على ثلث العراق بها عام 2014.
وكان وزير الدفاع العراقي،"عرفان الحيالي"، قد أشار في وقت سابق إلى أن التنظيم انهار ولم يعد قادرا على الوقوف بوجه القوات المشتركة العراقية.
وما بزيد من مآسي "داعش" هو تعرضه لهجوم متواصل من قبل قوات سوريا الديمقراطية التي تسعى إلى إستعادة مدينة الرقة عاصمة التنظيم.
وتمكنت القوات السورية من استعادة الريف الكامل لمدينة الرقة وأكثر من نصف الأحيان السكنية داخل المدينة، لينحصر في مساحة جغرافية ضيقة وتبقى محافظة دير الزور الملجأ الوحيد له في سوريا.