أعلنت الطبيعة غضبها العارم ضد الولايات المتحدة الأمريكية، بما يهدد مركز وقوة الدولة الأقوى بالعالم فلا أحد يعلم مصير أمريكا بعد الدمار الهائل الذي ينتظرها جراء الإعصار "إرما" الذي تزداد موجاته عنفا يوما بعد أخر.
حالة من الخوف والرعب تسيطر على ملايين المواطنين الأمريكيين، خاصة بعد التحذيرات المخيفة والمقلقة التي يوجهها إليهم المسئولون الأمريكيين لاسيما في ولاية فلوريدا .
من جانبه أعلن المركز الأمريكي لمراقبة الأعاصير أن قوة الاعصار «إرما» اشتدت مجددا إلى الدرجة الخامسة القصوى، أمس السبت، مع بدء الإعصار المدمر باجتياح جزيرة كوبا، بعدما خلف خسائر بشرية ومادية جسيمة في عدد من جزر الكاريبي.
وقال المركز، إن الإعصار الضخم وصل إلى الجزيرة من منطقة كاماجوي ارتسيبيلاجو، فيما لم يبعد عن العاصمة هافانا سوى على مسافة 190 كيلومترًا وعن مدينة ميامي الأمريكية 480 كيلومترا.
وقالت مصادر إعلامية، إن سلطات فلوريدا أصدرت أوامر لـ5.6 ملايين شخص بإخلاء منازلهم قبل وصول الإعصار إلى الولاية، فيما ناشد حاكم فلوريدا، ريك سكوت، السكان مغادرة المناطق التي طلبت السلطات إخلاءها.
وقال: "يجب عليكم مغادرة أماكنكم فورا. هذه عاصفة كارثية لم نر مثلها من قبل"، وتوقعت السلطات المحلية أن يحدث الإعصار دمارا هائلا بفلوريدا، وأن ينقطع التيار الكهربائي عن حوالي 9 ملايين شخص.
وأدى الإعصار «إرما» إلى دمار عبر دول الكاريبي لخسائر ضخمة بلغ حجمها 10 مليارات دولار، وكانت الأكثر كلفة الذي يضرب دول وجزر المنطقة، وتغطي التقديرات نحو 12 جزيرة ومنطقة ضربها الإعصار إضافة إلى توقعات حول الدمار فى جزر توركس وكايكوس، الواقعتان ضمن مسار الإعصار، بحسب مركز إدارة الكوارث وتكنولوجيا تقليل المخاطر في ألمانيا.
وأثر الأعصار على المنتجعات الأرضية التي يمتلكها ويرتادها أصحاب المليارات فى الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصاً الرئيس الأمريكى دونالد ترمب، المالك لمنتجع بفلوريدا الذي سيمر فيه الإعصار، اليوم، بعدما دمر في الأسبوع الماضي فيلا ضخمة اشتراها فى 2013 بجزيرة فى الكاريبى.
وسيمر الإعصار على منتجع، Mar-a-Lago الذي بني سنة 1927 والمتكون من 126 غرفة، والممتد على مساحة 10 آلاف متر مربع، واشتراه ترامب سنة 1985 وهو ناد شهير لأصحاب المليارات فى مدينة "بالم بيتش" بفلوريدا، وحضر فيه الرئيس الصينى منذ شهر لقاء الرئيس الأمريكي.
وفي جزر الباهاماس، أعلنت السلطات أن الإعصار الذى اجتاح جنوب شرق الأرخبيل، لم يتسبب بخسائر بشرية ولا بأضرار مادية كبيرة بل خلف أضرارًا محدودة بحسب تقييم أولى.
وقال الخبير المحلي في الأرصاد الجوية، جيفرى جرين، إن الأعصار أدى إلى سقوط أشجار وانقطاع أسلاك كهربائية واقتلاع أسطح، كما تسبب بفيضانات فى جزيرة اكلينز التي كانت الأكثر عرضة له، مضيفا أن غالبية جزر الباهاماس تجنبت الأسوأ، "ولكننا لم ننته بالكامل من المسألة".
وفي تقرير نشرته قناة "تيك إنسايدر"، على يوتيوب، ذكر أن كل الأعاصير التي تضرب أمريكا تأتي من مكان واحد، مضيفًا أن الأعاصير مصدرها نقطة في ساحل غرب أفريقيا بالقرب من الرأس الأخضر، والتي يجتمع فيها الهواء الساخن من وسط أفريقيا مع الهواء البارد من شمالها، ما يسبب حركة الرياح التي تولد أعاصير تتحرك غربا عبر المحيط الأطلسي باتجاه الولايات المتحدة، في حين بدء إعصار المدمر باجتياح جزيرة كوبا، بعدما خلف خسائر بشرية ومادية جسيمة في العديد من جزر الكاريبي.
ويعبر عدد من الخبراء عن بالغ قلقهم على الولايات المتحدة وأمنها واقتصادها جراء هذا الإعصار، الذي ذكرت عدة تقارير إعلامية بأنه ينذر بنهاية العالم، بسبب قوته وعنف موجاته.
فيما اعتبر البعض أن الطبيعة قد اعلنت غضبها ضد الولايات المتحدة، وأن سيناريوهات كارثية بانتظار واشنطن.