"الحب في زمن الكوليرا".. توفي نجلها في عامه الـ26 فقررت مساعدة الآخريين لمحاربة المرض.. "فتحية" متطوعة تجوب الشوارع علي أقدامها يومياً لإنقاذ أطفال اليمن من الموت (فيديو)

كتب : سها صلاح

كيف نوقف أسوأ وباء كوليرا في العالم.. غذا لم نفعل شيئاً قوياً كيف يستطيعون تجنب المرض، إذا ما تم إرسال متطوعين من منزل لمنزل لإخبار الناس،وماذا يفعلون في حال أصابتهم العدوى، كيف يتحمل المواطنون المرض بجانب الحرب.

ولا يزال اليمن يواجه خطر المجاعة والتهاب السحايا ومخاطر أخرى صحية، وترى الأمم المتحدة أن الوضع في اليمن هو أكبر أزمة إنسانية حيث يحتاج أكثر من 10 ملايين لمساعدات عاجلة ويمكن أن يتدهور الوضع أكثر.

هذا ما تفعله فتحية أحمد 45 عاما الأم لـ 9 أطفال، التي لم تعمل أبدا في وظيفة مدفوعة الأجر، ولكنها جزء من حملة وطنية واسعة تضم متطوعين لمواجهة الكوليرا في اليمن.

انضمت فتحية لجهود مكافحة المرض في حملة "من منزل إلى منزل" بعد أن أصيب به ابنها الأكبر وتوفي بالمرض، فهي واحدة من أكثر من 4 آلاف متطوع مدرب في أنحاء اليمن الذين يقطعون المدن والقرى على الأقدام محملين بآمال الوقاية من الكوليرا.

في الثامنة صباحاً تتحرك في شوارع الضواحي المختلفة في العاصمة صنعاء، تغطي وجهها بالنقاب من الرأس للقدمين خوفاً من الحوثيين، لا يظهر منها إلا عينيها، تطرق الأبواب وتُعلم الأسر الأشياء البسيطة التي يمكن أن يفعلوها ليتجنبوا الإصابة بالكوليرا، مثل غسل أيديهم بالصابون وغلي الماء وغسل الخضروات وطبخها.

ففي يوم واحد وصلت لـ 25 منزلاً، فهي تعمل 6 أيام في الأسبوع و6 ساعات يوميا، ليس منها حفلات الزفاف والتجمعات الاجتماعية، التي تذهب إليها أيضا لتحذير الناس من الكوليرا، على الرغم من أن الانتقال من منزل إلى منزل يمكن أن يكون أمرا خطيرا.

وتقول فتحية لإذاعة "إن بي أر" الأمريكية كانت هناك أكثر مناسبة عندما اندلعت الصدامات بين المدنيين والجنود بينما كنا نقوم بحملة من منزل لمنزل، كان هناك أيضاً قصف صاروخي، لقد اختبأت في أحد المنازل وعندما مر الخطر خرجت لتنتقل من منزل لآخر.

فتحية التي توفي نجلها البالغ من العمر 26 عاما قالت ما يجعلني أستمر في الحملة هو أن هؤلاء الناس بحاجة للمساعدة، مهما كانت صغيرة، فمع عملي التطوعي أمل أن أستطيع إنقاذ الأرواح، وهناك الكثير الذي يتعين القيام به.

وتتذكر ريلانو طبيبة النساء المحجبة في مدينة الحديدة، التي أصرت على العمل بدون مقابل في قسم الولادة بمستشفى توفر فيه اليونيسيف حضانات لحديثي الولادة، أنه أصبح من الصعب التعامل مع كوارث مثل انتشار الكوليرا والمجاعة في اليمن الذي تمزقه حرب أهلية بين الجيش اليمني وجماعة الحوثي المسلحة المدعومة من إيران.

ويمكن للفيروس المسبب للكوليرا والذي ينتقل عبر الماء أن يودي بحياة المصاب في غضون ساعات إذا لم يتلقى العلاج اللازم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة برشلونة وبريست (1-0) بدوري أبطال أوروبا (لحظة بلحظة) | جووووووول ليفاندوفسكي