أكدت الصين، تأييدها لقرار مجلس الأمن الدولي، 2375 بشأن القضية النووية الكورية الشمالية والذي تم التصويت عليه بالإجماع من قبل أعضاء المجلس، لمعاقبة بيونج يانج على قيامها بسادس تجربة نووية لها بتفجيرها لقنبلة هيدروجينية يمكن تحميلها على صاروخ باليستى عابر للقارات يوم الأحد قبل الماضي.
عبر عن ذلك المتحدث بإسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ في بيان رسمى اليوم الثلاثاء بعد ساعات قليلة من إصدار القرار الجديد والذي يعد الثالث الذي يتخذه مجلس الأمن ضد كوريا الشمالية خلال خمسة أسابيع، والذي يقلص إجمالي وارداتها النفطية بنسبة 30 فى المائة تقريبا من خلال خفض شحنات الغاز والديزل والوقود الثقيل إليها بنسبة 55 فى المائة، ويحظر صادراتها النسيجية بما يقدر بـ800 مليون دولار أمريكي وتحويلات نحو 93 ألف عامل بالخارج.
وقال المتحدث ان الصين تتفق مع المجلس الأممى في التدابير الجديدة التى اتخذها ضد كوريا الشمالية، التى على الرغم من المعارضة الشديدة من جانب المجتمع الدولي، تجري تجاربها النووية مجددا فى انتهاك آخر خطير لقرارات المجلس.
وأضاف "أن تصويت المجلس بالإجماع على القرار 2375 يعكس الموقف الجماعي لأعضائه الذي يهدف الى الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمى، وإلى تعزيز نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، ودعم النظام الدولي لعدم انتشار الأسلحة النووية".
وحث المتحدث الأطراف المعنية بالقضية على اتخاذ اجراءات للتهدئة والحد من التوتر فى المنطقة، معربا عن أمل الصين في أن ينفذ محتوى القرار 2375 تنفيذا تاما وكاملا، حيث أن القرار يؤكد مجددا على الحاجة إلى الحفاظ على السلام والاستقرار فى شبه الجزيرة الكورية وشمال شرق آسيا ويدعو إلى تسوية سلمية للقضية الكورية من خلال السبل الدبلوماسية والسياسية ودعم استئناف المحادثات السداسية.
وقال إن الصين، بوصفها جارا قريبا لشبه الجزيرة الكورية، تتابع عن كثب تطورات الاوضاع بها، مؤكدا على ثباتها على موقفها الذي يدعو إلى التمسك بنزع السلاح النووي والحفاظ على السلام والاستقرار فى المنطقة، واللجوء إلى الحوار لحل المشكلة.
وأشار إلى أن الصين ترى أنه لحل قضية شبه الجزيرة الكورية فإنه ينبغي على الأطراف المعنية أن تتحمل المسؤولية، وأن تضطلع بدورها الواجب عليها، وأن تتخذ تدابير عملية لتخفيف حدة التوترات، والعودة إلى طاولة المفاوضات، كما أنه يجب على كوريا الشمالية الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي، واحترام رغبة وإرادة المجتمع الدولي بكفها عن تطوير برامجها النووية.
كما طالب قنغ، الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وجميع الأطراف الأخرى ذات الصلة بالعمل على تهدئة الوضع وعدم تعقيده والسعي الى الحل السلمى للقضية، وجدد دعوة الجميع إلى تبنى المقترحات الصينية لتسوية المشكلة وخاصة مبادرة "التعليق مقابل التعليق" ومنهج "المسار المزدوج".
وأكد مجددا معارضة الصين الشديدة لنشر الدرع الصاروخى الامريكى "ثاد" علي أراضي كوريا الجنوبية لأنها ترى انه يلحق ضررا بالغا بالأمن الاستراتيجي لها وللبلدان الأخرى في المنطقة، كما أنه يؤثر على الثقة والتعاون بين الأطراف المعنية ولا يساعد فى جهود نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة، ولا يؤدى إلى الحفاظ على الاستقرار بالمنطقة على المدى الطويل.