وسط طريقً متهالك أسفل هضبة جبلية بالقرب من الطريق الصحراوي الغربي نجع حمادي قنا الصحراوي، طريق اذا سارت عليه الأقدام قد ترتجف خوفًا من السقوط من أعلى تلك الهضبة الجبلية،أناس يبحثون عن أبسط حقوقهم في الحياة فهم يعيشون حياةً قاسية في ظلام دامس، يرادوهم الحلم المتكرر الذي لم يتحقق منذ سنوات وهو الحصول علي نقطة مياه صالحة للشرب تغنيهم عن الديدان والأملاح التي تخزنت داخل أجسادهم بعد أن وقعوا فريسةً للمياه الأرتوازية، وسط حرمان كامل من أبسط الخدمات من توصيل كهرباء ومياه صالحة للشرب ومدرسة داخل تلك القرية. بين أحضان الصخور والجبال، يأخذك طريق متهالك أسفل درب رملي تتناثر علي جانبيه الصخور ليصل بك المطاف الى منازل متهالكة بسيطة البنيان يقطن بها أناس يبحثون عن أبسط حقوقهم في الحياة فهم يعيشون حياةً قاسية في ظلام دامس،دون مياه ودون كهرباء ودون أيًا من الخدمات الأساسية التى يتمناها اي انسان لكي يعيش.. انت في قرية "نجع التحرير" التابعة لمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا. القرية التى تسمي بـ"التحرير" لكن مواطنيها يعرفون أنها اسمًا علي غير مسمي بسبب أنها لم تتحرر من مشاكلها التى تعاني منها منذ قرابة 10 سنوات حتي الأن،فالجميع هنا يعيش دون مياه ودون كهرباء ودون خدمات أساسية ودون مدارسودون وحدة صحية، فالقرية يبلغ عدد سكانها قرابة الـ500 شخصًا لكن جميع هؤلاء لا يعملون في الحكومة فالجميع هنا يعملون عمال أجرية " علي باب الله". يقول محمود أبراهيم سيد، 30 عامًا، إن جميع أهالى القرية التى تبلغ قرابة 500 شخصًا ليس بهم أي شخص يعمل موظفًا في أي عمل عام أو خاص، فالجميع هنا عمال أجرية مابين أعمال " العمال الأجرية والنجار والسباك " وعلى الرغم من ذلك لم تتركهم الحكومة لكي يحصلون علي أبسط حقوقهم فتغيب عنهم جميع الخدمات الأساسية والفرعية فالأهالى يعيشون دون أي خدمات او رؤية أي مسؤل طوال حياتهم. ويضيف أن أهالى القرية يقطعون قرابة 5 كيلو مترًا بـ"الحمير" لكي يقومون بتعبئة مياه الشرب من الأبار الأرتوازية وحملها علي "الحمير" والحيوانات من أجل أن يصلون إلى قريتهم الواقعة أسفل هضبة جبلية، فضلًا عن استخدامهم لأطفالهم الذين يقطعون الكيلو مترات سيرًا علي الأقدام من أجل تعبئة جراكن المياه التى أصابت العديد من أهالى القرية بالأمراض الوبائية مثل "الفشل الكلوي والفيروسات الكبدية.فيما أشار أحمد عبد ربه خيري،41 عام، إلى أن القرية تعيش دون كهرباء وطالب الأهالى المسؤلين في الوحدة المحلية ومحافظ قنا في أكثر من مرة بوضع حلول لأزمة الكهرباء في القرية التى لا يمكن أن تقوم بأشعال مروحة أو ثلاجة أو أيًا من وسائل الإنارة داخل المنازل، مؤكدًا أن جميع الطلبات والشكاوي والاستغاثات التى يرسلها الأهالى إلى المسؤلين في محافظة قنا تلقي في "الأدراج". ولفتت حمدية حسن علي،، 45 عام، إلى أن أبنائها لا يقدرون علي إتمام دراستهم بسبب عدم وجود كهرباء داخل المنازل في القرية لكي يقوم الأبناء بمراجعة المواد الدراسية بمنزلهم، فضلًا عن انشغال الأطفال والأبناء كل يوم بالعمل علي تعبئة المياه من أحد مواسير المياه الأرتوازية منذ صباح كل يوم حتي يتم تغطية أحتياجاتهم اليومية من المياه قائلةً " مش معانا فلوس يا ولدي نشتروا ميه معدنية". ونوهت إلى أن الحيوانات الضالة والعقارب والثعابين عقرت العديد من الأطفال والكبار والصغار داخل القرية وهناك العديد منهم قد مات بسبب عدم وجود وحدة صحية داخل القرية أو حتي بالقرب منها مطالبةً المسؤلين بالنظر إلى طلبات الأهالى في الحياة العادية.من جانبه قال المهندس عبد الراضي العربي، رئيس الوحدة المحلية لمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، إن منازل أهالى قرية التحرير هي أراض تعديات.أضاف رئيس المدينة في سياق تصريحاته، أنه سيتم بحث مشكلات أهالى القرية ومحاولة حلها بالتنسيق مع الجهات المعنية، وعن سؤاله عن موعد حل مشكلات الأهالى رد قائلًا " يامسهل يارب".
كتب : قنا: اسلام نبيل