تميزت العلاقات التركية المصرية بالقوة في عهد أردوغان الأول في جوانبها المختلفة خاصة وأن الشعبين التركي والمصري تجمعهما قواسم مشتركة كثيرة ترقى بالروابط بين الشعبين إلى درجة الخصوصية.
كما سارعت الاستثمارات والشركات واالمصانع التركية إلى الساحة المصرية لتستفيد من المناخ الاستثماري في مصر، وشهد البلدان تبادل الزيارات الرسمية وتدفق الأفواج السياحية.
غير أن العلاقات السياسية تأزمت بين تركيا ومصر عقب عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، ولم يترك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مناسبة إلا وشن فيها هجومًا على النظام الجديد في مصر، كما رفع الشعار الذي يرفعه خصوم النظام الحالى في مصر وهو شعار"رابعة" في مؤتمراته الجماهيرية التي يعقدها بين الحين والآخر، واستضاف في بلده وسائل إعلام وشخصيات تناصب نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي العداء.
ومعروف عن أردوغان تراجعه المستمر في العديد من المواقف بعد أن يقيم الدنيا ولا يقعدها بخطاباته الرنانة، فقد تراجع أمام إسرائيل في أزمة سفينة مرمرة، وتراجع أمام روسيا بعد حادث الطائرة، وهناك بوادر واضحة لتراجعه أمام بشار الأسد بعد أن أدرك أن خططه وتصوراته في المسألة السورية كانت مبنية على الأوهام.
في ضوء ما سبق هل يحمل وجود الرئيسين أردوغان والسيسي معًا في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة جديدًا في العلاقات بين تركيا ومصر وتعود إلى سابق عهدها.
من المقرر أن يشارك أردوغان في إطار زيارته إلى الولايات المتحدة، التي تستمر نحو أسبوع، في اجتماع الجمعية العامة الـ 72 للأمم المتحدة في نيويورك، يلتقي فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ولكن وليس في لقاء مباشر،وعدد من رؤساء حكومات دول العالم، ومملثي منظمات مجتمع مدني ومؤسسات إعلامية والجالية التركية في أمريكا، ويشارك في عدد الفعاليات الهامة.
وفي زيارته يحمل أردوغان في أجندة أعمال، قضايا كبير وهامة، يناقشها مع ترامب والمسؤولين الأمريكيين، وفي مقدمتها تسلح واشنطن تنظيم "ب ي د" الامتداد السوري لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، ووفقاً لصحيفة زمان التركية أن الرئيس الأمريكي طلب من الرئيس السيسي حضور الأجتماع الذي سيجمعه مع أردوغان.
وكشفت الصحيفة إن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة الأمم المتحدة المنعقدة في الولايات المتحدة الأمريكية، تتصدى لمحاولات الأخوان وقطر، حيث يضغطون الآن بكل قوتهم على أدواتهم في أمريكا لمحاولة مقاضاة مصر دوليًا بحجة انتهاك حقوق الإنسان والاختفاء القسري، وهذا يمكن أن يحجم أردوغان الذي يمكن أن يتخلي عن مصالحه مع قطر حتي لايخسر مصالحه مع امريكا و مصر التي يريد بشتي الطرق عودة العلاقات معها.