تغير جذري وواضح فى الأزمة القطرية، عقب بيان الشيخ سلطان بن سحيم الذى أعلن فيه دعمه لدعوة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، لعقد اجتماع وطني لتصحيح الأوضاع في قطر، بعد أن تمادى النظام القطري في دعم الإرهاب والتآمر مع إيران على دول المنطقة.
فبمجرد انتهاء كلمة الشيخ سلطان بن سحيم، توالت ردود الفعل المؤيدة من المعارضة القطرية للبيان المصور، ضد تميم بن حمد، لتصحيح الأوضاع في البلاد وفضح ممارسات النظام القطري.
وكتب المتحدث باسم المعارضة القطرية، خالد الهيل، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، إن "ترقبتم بشغف فهل عليكم سعادة الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني شيخ الكرم والأخلاق بيض الله وجهه.. والقادم أكبر سنوحد الصفوف رغما عن أنف الحمدين".
وعلى جانب آخر، علق محمد الحمادي رئيس تحرير الاتحاد الإماراتية، على بيان الشيخ سلطان بن سحيم آلِ ثاني بأن ظهوره منحنى جديد وتطور ورسالة مهمة للنظام القطري في الداخل، وبأن أصوات الساخطين على الأوضاع بدأت تظهر وتعلو.
وأضاف، خلال مداخلته لبرنامج ياهلا الليلة، بأن الأصوات التي تصدر من أسرة آل ثاني لديها قبول في الشارع القطري وتتمتع بحصانة اجتماعية، مشيراً إلى أن الكل بدأ يفقد الأمل في هذه الحكومة التي لا تفهم رسائل القطريين في الداخل والخارج وتتجاهل كل أصوات العقل، لافتاً إلى أن ظهور الشيخ سلطان يمثل صوتاً أكبر من أصوات الشعب القطري الذي لن يمر مرور الكرام.
وعقب الكلمة المصورة حقق هاشتاج "بيان الشيخ سلطان بن سحيم" قائمة الأكثر تداولا على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" داخل قطر، وتوالت التعليقات المؤيدة لبيان الشيخ سلطان بن سحيم آل ثانى، نجل أول وزير خارجية لدولة قطر، حيث قال أحد المغردين: "ثار الأحرار لنسبهم ولعروبتهم ... الله يكتب الخير لقطر واهلها بعيدا عن ايدي المفسدين".
وقال آخر: "ضربات قويه ومتسارعه لقرب نهاية تنظيم الحمدين .. والقادم أقوى وأمر"، ورأى أحد المغردين خلال الهاشتاج بأن هذه بمثابة صفعات تتوالى وأن النظام يترنح وفى طريقه للسقوط.
وحول مدى أهمية كلمة الشيخ سلطان بن سحيم، قال أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن هناك أفراد مؤثرين فى أسرة آل ثانى الحاكمة بقطر بدأت تتنصل وترفع راية العصيان ضد تميم وتصرفاته بعد بيان عبد الله آل ثانى، مشيرًا إلى أن هذه الكلمة بداية لانهيار تميم وبداية لتطورات قد تقلب الطاولة على الأمير القطرى ونظامه، وتدفع الشعب القطرى للانتفاضة ضده.
وكان الشيخ سلطان بن سحيم بن حمد آل ثاني قد ظهر في كلمة تلفزيونية، في أول لقاء له منذ اندلاع الأزمة القطرية، يصف بحرقة الأوضاع المأساوية التي آلت إليها بلاده، مما جعله يهاجر أرضه مرغمًا، فقال: "لم أعد أحتملُ البقاءَ في أرضٍ بدأ الأغرابُ يتدفقونَ فيها ويجوبونَها برائحةِ المستعمر، ويتدخلونَ في شأنِنا بدعوى حمايتِنا من أهلنا في السعودية ودول الخليج العربي، الذين نُعد امتدادًا لهم وهم الحضن لنا جميعًا".
وناشد المحبين القطريين لوطنهم قائلاً: "وواللهِ إنه يُحزنُنِي أن يكونَ الذِّكْرُ في هذهِ الأزمة كلِّها للتنظيماتِ الإرهابية واحتضانها وانتشارِ الجماعاتِ المخرِّبة بيننا والتدخل في شؤون الآخرين وتخريب استقرارِهم وأمنهم، وكأنّ دوحتنا مجرد حاضنة لكل المفسدين والضالين ومنبرٍ يخدمهم وثروات تعمل من أجل مصالحهم".
بيان الشيخ عبدالله آل الثانى وكلمة الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، مؤشرات خطيرة لما قد يحدث فى قطر خلال الأيام القليلة الماضية، بالإضافة إلى أنها أتت لتترجم توجهات أسرة آل ثاني، التى تناشد الشعب القطري لتصحيح المسار بالتعاون مع دول الجوار، لأجل الخروج بالوطن إلى بر الأمان.