لازالت المذكرات التى يكتبها بعض السياسين وغيرهم من القادة والزعماء تثير جدلًا واسعًا فى الأوساط السياسية؛ بالأمس القريب عقد عمرو موسى حفلًا لتوقيع كتابه الجديد الذى حمل عنوان "كتابيه" تتضمن هذا الكتاب العديد من المذكرات التى تتهم روساء مصر السابقين بالدكتاتورية، والتطبيع مع إسرائيل.
هذا النوع من المذكرات ليس جديدًا، فقد سبق ونشرت الفنانة اعتماد خورشيد كتابًا تتهم فيه مدير المخابرات المصرية بالانحرافات الجنسية، بالإضافة إلى كتاب "كنت رئيسا لمصر" للرئيس الأول لمصر محمد نجيب ينتقد فيه ثورة 23 يوليو.
-عمرو موسى:
على حين غرة عاد عمر موسى؛ بعد انقطاعه عن المشهد السياسي لأكثر من عامين، مشهرًا سيفه في وجه رموز وقادة كانوا قد أمسكو بتلابيب الحكم لفترة ما، من خلال كتابه الذي حمل عنوان "كتابية".
حمل هذا الكتاب بين طيآته العديد من المذكرات أبرزها كان خلافه مع الرئيس الأسبق حسني مبارك في مؤتمر شرم الشيخ للسلام في أكتوبر 2000، حول القضية الفلسطينية، دون النظر إلى الحقوق الفلسطينية، موضحًا ايضًا أن مبارك التقى وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت دون أن يعرف، وكان وقتها وزيرًا للخارجية، فواجه الرئيس الأسبق بذلك واحتد النقاش بينهما، ومن وقتها عزم مبارك على تغييره.
لم يكتف عمرو موسى بالحديث فى مذكراته عن مبارك فقط، بل استطرد للحديث عن الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس محمد أنور السادات، فيرى موسى أن الرئيسين كانا دكتاتوريين لا يأبهان بالرأي الآخر، وهذا ما زعمه فى كتابه بخصوص وصفهم له يقول: "كان من مقتضى هزيمة 1967 أن عددًا كبيرًا من الشباب، وأنا منهم، راح يتساءل من هول الصدمة: هل كنت مخطئًا فى هذا التأييد العارم للنظام؟ هل اهتمام عبدالناصر بوضعه الخارجى على حساب الأوضاع الداخلية والبنية التحتية بمعناها المادي ومعناها المرتبط بالإنسان هو الذي قادنا إلى هذه الهزيمة؟ هل اعتبر الرئيس أنه أكبر من مصر؟ كان رأيي أن عبد الناصر مسؤول كلية عما حدث، لقد كان 5 يونيو بداية طريق طويل انتهى بثورة 25 يناير 2011، ولا يقدح فى ذلك دور الرئيس السادات ونجاحه فى حرب أكتوبر، لأن ذلك لم يقترن بإصلاح واعٍ وشامل لأمور مصر.
وفى السياق ذاته رد عبد الحكيم عبد الناصر على عمرو موسى، قائلًا: "مش هانزل لهذا المستوى ومش هرد عليه"، مضيفًا أنَّ هناك فرق بين النقد والاختلاق و"لن نجد أحدًا انتقد نفسه مثلما فعل جمال عبد الناصر".
وأكد عبد الحكيم فى تصريحات له "اللي مبيحبش جمال عبد الناصر يشوف بلد غير البلد دي يعيش فيها" موجهًا حديثه لعمرو موسى.
-اعتماد خورشيد:
لم تكن مذكرات عمرو موسى هى الأولى من نوعها بل سبقها العديد من المذكرات التى أحدثت جدلًا فى حينها؛ اعتماد خورشيد هى فنانة ومنتجه مصرية، وكانت زوجة لأحمد خورشيد.
وأجبر مدير المخابرات المصرية صلاح نصر زوج الفنانة "اعتماد" على تطليقها لكي يتزوج منها، مهددًا إياه بإدخاله مستشفى المجانين فى حالة رفضه تطليقها، فسارعت بإقناع زوجها على تطليقها وذلك خوفا عليها وعلى أولادها، وكما أوردت فى كتابه، أن زوجها أحمد خورشيد كان هو الشاهد على عقد قرآنهما.
دونت "اعتماد خورشيد"، هذه المذكرات فى كتاب أطلقت عليه "انحرافات صلاح نصر"، صدر هذا الكتاب عام 1988، وأثار هذا الكتاب صدمة كبيرة عند القراء فى ذلك التوقيت، من خلال كشفها للممارسات الشاذة الذى كان يفعلها صلاح نصر مدير المخابرات، وعلاقاته المشبوهة مع نجمات السينما المصرية وكيف أستغلهن في نشاطات استخباراتية.
-محمد نجيب:
تتوالى المذكرات المثيرة للجدل، ليفتح الرئيس محمد نجيب خزائن أسراره ويؤلف كتاب تحت اسم "كنت رئيسًا لمصر"، لملم هذا اللواء محمد نجيب كل مذكراته بعد الإطاحة بها بإعتباره أول رئيس جمهورى بعد الحكم الملكى، تناول فى هذا الكتاب السيرة الذاتية له بالإضافة لكافة الصراعات التي شهدها مجلس قيادات الثورة وقت أن كان رئيسًا.
يحمل الكتاب بداية حزينة فيقول نجيب: "أقترب الآن من النهاية.. وأحزم حقائبى استعداد للرحيل.. فى هذه اللحظة ينسى الإنسان المال والولد والسلطة والنفوذ ولا يتذكر إلا الصدق والحق والتسامح"، على الرغم من ذلك لاقي هذا الكتاب انتقادات واسعة داخل الأوساط السياسية، فالبعض مؤيد لما جاء به نجيب والبعض الآخر مكذب له خاصة وأنه ينتقد فيه ثورة 23 يوليو.