تزامنت مقاطعة السعودية والإمارات ومصر والبحرين لقطر مع أحداث متلاحقة على الساحة العربية، ما جعل المحللين يلاحظون ثمة علاقة بين المقاطعة وما ترتب عليها من التغيرات في مشهد الأزمات العربية.
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح في الدوحة، قطر 7 يونيو 2017.
وقالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن مصر حاولت طيلة سنوات رأب الصدع الفلسطيني-الفلسطيني بين فتح وحماس، إلا أن تلك المصالحة المنشودة لم تفلح إلا بعد مقاطعة قطر وإجبارها على التوقف عن تمويل الإرهاب الذي يبدو وأن له دور في تلك المصالحة.
ورأى المحللون الفلسطينيون أن موقف حماس في قطاع غزة سيصبح أكثر حرجًا بعد أن تعرضت قطر، وهي أحد أكبر داعمي حماس، إلى ضغوط سياسية واقتصادية، فرضتها عليها دول المقاطعة الأربع، وهو ما أثر سلبًا على التمويل الذي تحصل حماس من قطر.
وتابعت الصحيفة أنه يلاحظ أيضًا: أن إعلان حماس نيتها للمصالحة مع فتح جاءت بالتزامن مع هزائم للمليشيات الإسلامية في سوريا، وكذلك فإن القوات العراقية نجحت الأسبوع الماضي في استعادة تلعفر من عناصر داعش والتي كانت تعتبر إحدى النقاط الحصينة للتنظيم الإرهابي، فلابد وأن كل هذه المستجدات لم تأت من قبيل الصدفة في أعقاب إعلان مقاطعة قطر ومطالبتها بمطالب محددة فيما يتعلق بوقف دعمها للإرهاب.
وأكدت الصحيفة أن عقوبات مجلس التعاون الخليجي على قطر أضعفت حماس في قطاع غزة، خاصة وأن شعبية حماس في القطاع تنخفض بشكل ملحوظ بسبب تصاعد حدة العديد من الأزمات مثل انقطاع الكهرباء وتخفيض رواتب الوظائف الحكومية، وارتفاع معدلات البطالة إلى مستويات غير مسبوقة.
وتوقعت "الإندبندنت" أن تكون المصالحة بين فتح وحماس مجرد تمهيد لمستجدات أخرى أكثر خطورة، خاصة في ظل معاناة الحلفاء الإقليميين لقطر من ضغوط، فضلا عن صعوبة استمرار قطر ذاتها في تمويلهم.
وفتحت الصحيفة المجال لسؤال مهم وهو، ماذا يمكن لقطر أن تفعل إذا لم يكن لديها النية الصادقة لاتخاذ خطوات تهدف إلى إنهاء عزلتها البدلوماسية، فربما تقرر العودة مرة أخرى للتعاون مع الجماعات التي طلبت منها دول المقاطعة وقف تمويلها، وحينها سيكون الأمر أكبر خطورة من ذي قبل.