واصل كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الاثنين، تناول تعداد سكان مصر 2017 بالتحليل والتدقيق لما جاء فيه من معلومات وإبراز ما يمكن الاستفادة منه من أجل بناء خطط تحقق التنمية المستدامة وتعالج مشاكل المجتمع المصري.
ففي مقال الكاتب الدكتور حسن أبو طالب، في صحيفة "الأهرام" تحت عنوان "أرقام صادمة في التعداد السكاني"، اعتبر أن توافر تفاصيل التعداد سيساعد علي التعرف المنهجي والعلمي على نمط حياة المصريين، ويكشف تخوفاتهم وهواجسهم، كما يكشف عن نقاط الضعف في أدائهم العام، ما يكف لكل مصري يرغب في أن يكتشف المجتمع الذي يعيش فيه لعله يساعد بفكرة أو رأى يحقق نقلة كبيرة أو حتى مجرد خطوة واحدة إلى الأمام.
ورأى الكاتب أن نتائج التعداد السكاني يسمح لخطط التنمية أن تكون انضباطا في تحديد الأولويات، ورسم مسارات العمل للسنوات العشر المقبلة، عبر استخلاص النتائج والتعرف الدقيق على التحولات الاجتماعية التي مرت بمصر في العقود الثلاثة الماضية، بالإضافة إلى المؤشرات التي ترجح تطورًا معينًا، والاستعداد له بحكمة، والتفكير بطريقة مختلفة عما هو حادث الآن.
واستخلص الكاتب من التعداد أن الحياة في مصر يغلب عليها الطابع الريفي وفقًا لعدد سكان مناطق الريف بالوجهين القبلي والبحري، ما يفسر جزئيًا ارتفاع نسبة الأمية وارتفاع نسب التسرب من التعليم أو عدم الالتحاق، الأمر الذي سيظل أحد المشكلات الكبرى أمام خطط التنمية المستدامة المستهدفة، مطالبًا الحكومة والأجهزة التنفيذية بتطوير الحياة في الريف المصري كأحد أهم أهدافها في العقد المقبل.
كما تطرق الكاتب إلى ارتفاع نسبة الزواج المبكر في المناطق الريفية للإناث أقل من 18 عاما كجرس إنذار ودليل على تدني الجهود الحكومية والتطوعية في مجال رفع الوعى المجتمعي، وأضاف أن الأرقام تبين أن مصر مجتمع شاب، فأكثر من ثلث عدد السكان هم من الشريحة العمرية 15 عاما إلى 34 عاما، ومن ثم الحاجة إلى آلاف المدارس وآلاف المدرسين وعدة ملايين من خريجي الجامعات والمعاهد المتوسطة والمدارس الثانوية، وكل منهم سيكون بحاجة إلى فرصة عمل، ما يشكل ضغطًا على التماسك المجتمعي.
أما الكاتب الدكتور أسامة الغزالي حرب، فتناول في مقاله بصحيفة "الأهرام" تحت عنوان "104 ملايين"، دلالات نتائج التعداد السكاني ومنها وصول التعداد إلى 104 ملايين نسمة ليقفز بترتيب مصر بين دول العالم حسب عدد السكان من رقم 15 إلى رقم 13، ملمحًا إلى أن غالبية الدول التي تسبق مصر في عدد السكان من الدول الأكثر تقدما في العالم ما يعني أن كثرتها السكانية ليست عبئا عليها.
واعتبر الكاتب أن القضية ليست في كم السكان ولكن الكيف، ونوعية القوة البشرية، مشددًا على أن المشروع القومى الأكبر لمصر بجب أن يكون التعليم لتحويل الكم الكبير إلى كيف هائل قادر على العمل والإنتاج والإبداع، فضلا عن أن التعليم هو ذاته الذي يسهم في التحكم الرشيد في النسل.
وتطرق الكاتب إلى الملاحظات التي أبداها الرئيس السيسى على نتائج الإحصاء والمتعلقة بظاهرة الزواج المبكر للفتيات القاصرات، والتي لا تزال سائدة على نحو شائن في الريف، مؤكدًا أن تلك الظاهرة ستتقلص مع انتشار وازدهار التعليم.
بدوره، واصل الكاتب محمد بركات، الحلقة الثانية من مقاله بصحيفة "الأخبار" "غول الزيادة السكانية"، معتبرًا أنه رغم ضخامة رقم المائة مليون من البشر الذي كسرناه وزدنا عليه بالأربعة، إلا أن هذه ليست هي القضية الخطيرة، ولكن الخطر في أرقام أخرى تضمنها التقرير.
وألمح الكاتب إلى أن الزيادة السكانية كل عام مقبل ستصل إلى 2.6 مليون نسمة سنويا، وستزيد لتصل الزيادة إلي ثلاثة ملايين مواطن سنويًا بعد عدة سنوات ليبلغ إجمالي السكان خلال 10 سنو نحو 130 مليون نسمة، ما يعد أمرا خطيرا يستدعي التدقيق فيما يتطلبه من احتياجات أساسية من المأكل والملبس والإسكان والمدارس والطرق والمستشفيات وغيرها.
واعتبر الكاتب أن الأرقام المعلنة في بيان التعداد بالغة الخطورة في دلالاتها ومعانيها، وما تشير إليه من سلبيات موجودة ومنتشرة في مجتمعنا، وهي تنخر في جسد المجتمع وتنشر فيه الأوبئة والفساد والضعف.