كالعادة يظهر الأزهر الشريف في الأوقات الصعبة، ليكون شريكًا أساسيًا، لتوجيه رسالة قوية إلى العالم، عن السلام والإبتعاد عن التطرف، وإخراج صورة حقيقية عن الدين الصحيح ومفهوم الإسلام، في ظل مانشهده من أحداث وتنظيمات إرهابية تسعي تشويه الإسلام والمسلمين.
حادث لاس فيجاس
بدوره أدان الأزهر الشَّريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بشدة حادث إطلاق النار الذي وقع بمدينة "لاس فيجاس" الأمريكية، وأسفر عن سقوط عشرات الضحايا ومئات المصابين.
وأكد الأزهر الشريف، أن هذا الهجوم الذي استهدف مواطنين أبرياء، يبرهن مجددًا على أن الإرهاب لا دين ولا وطن له، وأنه على المجتمع الدولي أن يوحد جهوده في مواجهة الجماعات والأفكار التي تحض على الكراهية والتطرف، وتبرر لإزهاق الأنفس البريئة، دون جريرة أو ذنب.
وتقدم "شيخ الأزهر"، بخالص العزاء لحكومة وشعب الولايات المتحدة الأمريكية، وأسر الضحايا، سائلًا الله تعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل.
سفير إسبانيا
وفي لقاء جمع، بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، زالسفير أرتورو أفيليو سفير إسبانيا بالقاهرة.
قال فضيلة الإمام الأكبر: إن الأزهر الشريف مؤسسة تعليمية تقوم مناهجها على التعددية الفكرية ومناقشة الآراء بموضوعية دون إقصاء لفكر أو احتكار للصواب، فهو يدرس طلابه المذاهب المختلفة وتقبل الآخر واحترامه والتعامل معه في دائرة السلام، ومؤكدًا على أن المنهج الأزهري حمى المصريين من استقطاب جماعات التطرف والارهاب.
وأضاف فضيلته أن الأزهر الشريف حريص على توصيل رسالة السلام للناس جميعا، ولذلك يتبادل الزيارات مع قادة المؤسسات الدينية الكبرى حول العالم لمد جسور التواصل وتحقيق هذا السلام بين أتباع جميع الأديان.
من جانبه، أعرب السفير الإسباني عن تقديره لدور الأزهر الشريف في نشر الفكر المعتدل وإرساء السلام حول العالم، مؤكدا أن زيارته اليوم إلى مشيخة الأزهر تأتي في إطار التعرف على رؤية الأزهر تجاه بعض القضايا المهمة.
رئيس البرلمان الصومالي
استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، البروفيسير محمد عثمان جوارى، رئيس البرلمان الصومالي والوفد المرافق له خلال زيارته للقاهرة.
وقال فضيلة الإمام الأكبر، إن الأزهر يحمل على عاتقه مسؤولية تحصين جميع الشباب المسلم من الاستقطاب للفكر المتطرف، لكنه يولي اهتمامًا خاصًا بالصومال نظرًا للظروف الاستثنائية التي يمر بها، موضحًا أن الأزهر يدعم الشعب الصومالي، من خلال المنح المقدمة للطلاب الصوماليين الدارسين بالأزهر، واستيعاب الأئمة والخطباء في برنامج مخصص لتدريبهم على معالجة الأفكار والقضايا المعاصرة، بالإضافة إلى إرسال القوافل الطبية والإغاثية لمعالجة المرضى والمحتاجين من أبناء الصومال.
وأعرب فضيلة الإمام الأكبر عن استعداد الأزهر لزيادة الدعم المقدم لأبناء الصومال من خلال زيادة عدد المنح للطلاب وتدريب المزيد من الأئمة الصوماليين، بالإضافة إلى تأسيس مركز ثقافي لتعليم اللغة العربية، مؤكدًا أهمية ارتباط الشباب الصومالي بالثقافة العربية، وتحصينهم من الانجرار للفكر المتطرف.
من جانبه، قال رئيس مجلس الشعب الصومالي، إن شيخ الأزهر هو رمز لكل الأمة الإسلامية، مضيفًا أن الصومال ارتبط بالأزهر وبمنهجه الوسطي على مدى قرون عديدة، من خلال طلاب الصومال الذين يتنافسون على الالتحاق بالأزهر الشريف، وأيضًا عن طريق الدور الكبير لمبعوثي الأزهر إلى الصومال في نشر قيم السماحة والاعتدال في المجتمع الصومالي.
وأوضح رئيس البرلمان الصومالي أن بلاده عانت في السنوات الأخيرة من اجتياح بعض الأفكار المتطرفة التي أثرت على استقرار المجتمع الصومالي، وتسببت في إشعال فتيل النزاعات، مؤكدًا أن الصومال يحتاج إلى دور الأزهر الشريف لمواجهة الأفكار المتطرفة وتحقيق الاستقرار هناك.
المصالحة الفلسطينية
رحب الأزهر الشَّريف بالخطوات التي اتخذها الجانب الفلسطيني نحو المصالحة الوطنية، وهو ما تُوج اليوم الاثنين بوصول رئيس حكومة الوفاق الفلسطينية إلى قطاع غزة.
وذكر الأزهر في بيان له، أنه يقدر الدور البالغ الأهمية الذي قامت به جمهورية مصر العربية من أجل إتمام المصالحة بين أبناء الشعب الفلسطيني، بما يعكس الثقل والدور المصري المحوري في هذه القضية.
وشدد الأزهر الشريف على وقوفه بجانب أبناء الشعب الفلسطيني في نضالهم من أجل استعادة أرضهم المحتلة وإقامة دولتهم المنشودة، وعاصمتها القدس الشريف، كما دعا الفلسطينيين كافة إلى إعلاء المصلحة الوطنية والتمسك بالوحدة والائتلاف ونبذ الفرقة والخلاف.
إنفصال العراق
تابع الأزهر الشريف الأحداث التي تشهدها المناطق الشمالية من جمهورية العراق، من دعوات متزايدة لانفصال هذه المناطق عن العراق الشقيق.
ويشدد الأزهر على رفضه لهذه الدعوات، وحرصه على وحدة الأراضي العراقية، مؤكدًا أن دعوات الانفصال والتقسيم وما تم من إجراء استفتاء على الانفصال كان محل رفض دولي وعربي على وجه الخصوص.
ويرى الأزهر أن مثل هذه الدعوات تؤدي إلى زيادة فرقة الأمة العربية والإسلامية بما يحقق المخططات الاستعمارية بتقسيم دولها على أسس طائفية وعرقية، ويأسف الأزهر لما تناقلته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من رفع أعلام الكيان الصهيوني ومشاركته في احتفالات الانفصال، وهو ما يؤكد الحقيقة الثابتة بأن هناك أياديَ خفية أصبحت تلعب على المكشوف وراء هذا المشروع الانفصالي.
ويهيب الأزهر بأبناء الشعب العراقي بكافة طوائفه ومكوناته للوقوف صفًّا واحدًا للحفاظ على وحدة هذا البلد العريق، الذي كان دائمًا نموذجًا للتعايش السلمي بين مختلف المذاهب والعرقيات حتى مجيء الاحتلال البغيض الذي عمل على إثارة النعرات الطائفية والعرقية.