أشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالجهود التي تقوم بها مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس، مؤكدا أن رعاية مصر للمصالحة مرحب بها من كل أبناء الشعب الفلسطيني.
وقال عباس - في لقاء مع وفد إعلامي مصري خلال زيارته إلى رام الله - إن مصر مهمة جدا بالنسبة لنا لأننا جزء من أمنها القومي ولا غنى عنها سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل لأنها صاحبة موقف ورأي ومصلحة في إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام ولن نقبل أن يتدخل أحد في شؤوننا الداخلية إلا مصر المكلفة من الجامعة العربية بملف المصالحة.
وأَضاف "أننا من جهتنا لدينا رغبة شديدة جدا في إتمام المصالحة الفلسطينية بعد ١١عاما من الانقسام الذي تسبب في آلام كبيرة جعلتنا نكون أكثر تصميما الآن في إعادة اللحمة للشعب الفلسطيني وإلى الأرض الفلسطينية"، مشيرا إلى أنه بدون هذه الوحدة لن نتمكن من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وتابع: "من مصلحتنا أن تكون هذه الوحدة، وبالتالي عندما قدمت حماس المبادرة تلقيناها مباشرة، وقررنا فورا إرسال الوفود إلى غزة من أجل تنفيذ تفاهمات القاهرة والبدء في المصالحة"، لافتا إلى أن زيارة وفد الحكومة لقطاع غزة يعد دليلا على الرغبة الشديدة في المصالحة.
وأردف "نحن نريد من حماس تمكين حكومة الوفاق الوطني التي شكلت عام ٢٠١٤ من أداء أعمالها في قطاع غزة كما في الضفة الغربية"، مشيرا إلى أن حماس قبلت بهذا وقبلت أيضا إلغاء اللجنة الإدارية (الحكومة الموازية)، كما قبلت بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني حتى يكون الكل الفلسطيني داخل إطار المظلة الرسمية، لافتا إلى أن البيت المعنوي للشعب الفلسطيني هو منظمة التحرير الفلسطينية.
وردا على سؤال حول موقفه إذا فازت حماس في الانتخابات القادمة، قال "الفائز يحكم، وألف مبروك، والدليل ما حدث في 2006 عندما دخلت الانتخابات وفزت، فاتصلت بإسماعيل هنية وباركت له بالفوز وكلفته بتشكيل الحكومة في ذلك الوقت، فنحن نؤمن بالديمقراطية ولا مانع من أن يكون الرئيس من حماس.. ونحن طبقناها فعليا وليس مجرد كلام".
وحول موضوع المعابر في قطاع غزة، شدد على أن السلطة الوطنية الفلسطينية هي المسؤولة عن المعابر والأمن والوزارات وكل شىء يجب أن يكون بيدها، مؤكدا ضرورة أن يكون هناك سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد.. وقال "لن أسمح باستنساخ تجربة حزب الله في لبنان".
وأضاف أننا سنضع جميع المشاكل على الطاولة خاصة المعابر والأمن والسلاح وخلافه خلال الاجتماعات بين فتح وحماس والفصائل الفلسطينية جميعها، ولكن لا نريد أن نستبق الأحداث، ويجب أن نسير خطوة خطوة لتنفيذ اتفاق المصالحة الموقع عام 2011 في القاهرة.
وردا على سؤال حول المعونات والمنح التي تقدم إلى قطاع غزة، قال "لن نقبل ولن نسمح لأي أحد أن يقدم أموالا أو مساعدات سواء كانت من تركيا أو قطر أو إيران أو غيرها من الدول إلا عن طريق السلطة الشرعية".
وحول إمكانية قيامه بزيارة إلى قطاع غزة قريبا، قال "إنه لم يحدد بعد موعدا لذلك، وكل شىء يتوقف على الإجراءات وتطبيق التفاهمات التي قبلت بها حماس على أرض الواقع".
وبالنسبة لما سيقوله لإسماعيل هنية إذا التقى به قال سأبارك له على الوحدة، إذا تمت، مشيرا إلى أن العتاب لا ضرورة له، فنحن أولاد اليوم وكلنا أخطأنا في حق بعضنا البعض، ولكن لكي ندخل مرحلة جديدة يجب علينا أن ننسى الماضي وننسى الخلافات.
وحول إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة قريبا، قال أنا متفائل إنه سيأتي الوقت الذي نحصل فيه على دولة فلسطينية مستقلة لكن ليس قريبا حتى لا نخدع أحد أو نبيع أوهاما، فالقضية صعبة ولكن الأيام تسير ونحن نقوم ببناء الدولة الفلسطينية خطوة خطوة فعندما نجحنا في الانضمام إلى الإنتربول وضعنا لبنة وعندما انضممنا قبلها لليونسكو وضعنا لبنة أخرى وهناك خطوات اخرى سنتخذها في طريق إنشاء دولتنا تحتاج للوقت والصبر.
وردا على سؤال حول العقبات التي يمكن أن تفسد أجواء المصالحة مجددا، قال إذا وضعت عراقيل أمام الحكومة في تأدية عملها، فسيتوقف كل شيء، ولكن طبعا سيكون ذلك بعد استنفاد كل الفرص والوسائل لأننا لا نتصيد الأخطاء، لأن الوحدة الوطنية غالية وثمينة على قلوبنا، ولن نسمح لأحد أن يخرب جهود المصالحة.
وحول موقف أمريكا وإسرائيل من المصالحة، قال أمريكا لا مانع لديها من إجراء المصالحة، وأنا شكرت الرئيس دونالد ترامب على جهوده، بعد أن وصلتنا معلومات بأن واشنطن ليست ضدها، كما أن إسرائيل ليست ضدها، فهي لم تعترض هذه المرة وفتحت المعبر للوفود المتجهة إلى غزة وأتمنى أن تظل على موقفها ولا تضع أي عراقيل من جانبها.