رجح خبراء في شأن الإسلام السياسي، أن تطرد "السودان" قيادات جماعة الإخوان المتواجدة على أراضيها، وتسلمهم للحكومة المصرية، لاسيما عقب الجهود المصرية والعربية في رفع العقوابات الأمريكية على الخرطوم ومحاولة "عمر البشير" رد الجميل.
وتعتبر السودان ملاذا آمنا لجماعات الإخوان مثل "قطر وتريكا"، حتى أصبحت من أهم معابر وملاذات أعضاء الجماعة وقياداتهم، سواء للإقامة بها، أو للمرور منها إلى دول أخرى.
وكشفت مصادر أن الجهات الأمنية بالسودان، طالبت مسؤولي قيادات الإخوان، بضرورة مغادرة شبابها، خارج البلاد في المرحلة الحالية، لأن وجودهم يمثل عبئًا على نظام الرئيس السوداني، عمر البشير.
وبحسب المصادر، هددت الجهات الأمنية بإعتقال الإخوان المصريين، حال عدم الاستجاب للمغادرة، لاسيما عقب تورط العديد منهم في التخطيط لعمليات مسلحة داخل القاهرة، والسعي لإقامة معسكرات لتدريب وتأهيل عناصر تنظيم الإخواني الإرهابي على القيام بعمليات مسلحة ضد النظام المصري الحالي.
وأوضحت المصادر أن النظام السوداني يرغب في تحسين صورته ومواقفه مع النظام المصري خلال المرحلة المقبلة، عقب الاتهامات الموجهة للخرطوم بتمكين العناصر التكفيرية من إقامة معسكرات للتديب على السلاح وصناعة المتفجرات، وإتاحة الفرصة لمخنلف العناصر المناهضة للنظام المصري الحالي، بالتواجد داخل السودان، وتوفير الدعم المالي والبشري للعديد من الخلايا المسلحة التي تنتقل من داخل السودان إلى القاهرة، لتنفيذ علميات مسلحة.
في هذا السياق، أكد هشام النجار الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن هناك مجموعات من الإخوان هاربين بعدما وفرت لهم السودان الملجأ والملاذ وفرص عمل، قائلا: "ظلت السودان ترازيت للهاربين والمنتقلين إلى تركيا وغيرها".
وأضاف النجار في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن الأنشطة التي تمارسها الإخوان بعضها مريب والأخر معروف والثالث خفي، مرجحًا أن يكون هناك تحركات مصرية سودانية تجاه هذه الممارسات خاصة بعد رفع العقوبات الأمريكية عن الخرطوم بجهود عربية.
من جهتها قالت سها البغدادي الباحث في الشؤون العربية، إن هناك خلايا ارهابية يتم تدريبها داخل السودان، وإرهابيين مطلوبين لدى الجهات الامنية تسللوا عبر الحدود الجنوبية ودخلوا السودان، مستشهدة باعترافات والد طالب جامعة عين شمس الذي تمت تصفيته مع 8 ارهابيين فى جنوب مصر أثناء محاولتهم الهرب عبر الحدود الجنوبية.
وتوقعت البغدادي في تصريح خاص لـ"اهل مصر"، أن تسلم السودان العناصر الاخوانية وخصوصا أن المئات من طلاب جماعة الإخوان حاليا في مدارس وجامعات السودان.
وأكدت الباحث في الشؤون العربية، أن الحكومة السودانية توفيق أوضاع وإقامة المتسللين منهم بصورة غير شرعية، وعلى خلفية تلك التسهيلات، أصبحت من أهم معابر وملاذات أعضاء الجماعة وقياداتهم، سواء للإقامة بها، أو للمرور منها إلى دول أخرى.
وأوضحت أن الرئيس السوداني عمر البشير، حريص على استرضاء جميع الجهات، سواء الغرب والولايات المتحدة أو النظام المصري أو جماعة الإخوان، لدرجة استضافته الجناحين المتصارعين داخل الإخوان وإبقاء العلاقة معهما على نفس المسافة، فضلا عن أن النظام السوداني يجنح إلى التكتم والسرية في تعامله مع ملف الإخوان الهاربين إلى بلاده، حيث يحرص على إدماجهم في المجتمع دون “شوشرة”.
وبينت أن الإخوان الهاربين من مصر إلى السودان هم من كشفوا أسرار استضافتهم وأنشطتهم داخل السودان من خلال صفحات التواصل الاجتماعي.
وتابعت: أن هناك اعترافات تفصيلية لأعضاء بالإخوان، من الذين قبض عليهم عند فشل محاولة تسللهم إلى الأراضي السودانية، أدلوا فيها بمعلومات عن نشاط الخلايا الإخوانية في السودان بالأسماء والأماكن، فضلا عن أن التحقيقات في عدد من قضايا العنف ومحاولات الاغتيال، أثبتت أن هناك معسكرات تدريب لمجموعات مسلحة مصرية (تابعة للإخوان) داخل السودان.
وافقا التوقع منتصر عمران الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، الذي قال إنه يرجح أن تطرد السودان أعضاء الإخوان وقادتهم المتواجدون حاليا فى أراضيهم، قائلا: "أكبر دليل على ذلك الفيديو المشهور الذي اذاعته بعض القنوات الفضائية والذي تحدث فيه بعض الشباب أن الاخوان طردوهم من مساكن وأعمالهم لأنهم اختلفوا معهم وتم احتواء هذه المشكلة".
وأضاف عمران في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن السودان بعد أن قامت أمريكا برفع الحظر عنها مؤخرا ومباركت النظام المصري لهذه الخطوة من المتوقع أن تقوم السلطات السودانية بطرد الاخوان الذين هربوا اليها بعد ثورة 30 يونيو هم وأسرهم وعمل قطاع كبير منهم بالتجارة وأعمال أخرى.