ليست الحرب وحدها من تحصد الأرواح، فما بين زخات الرصاص ودانات المدافع، قد تتمكن من النجاة، إلا أنك قد تجد عدوًا آخر يتربص بك في صمت، على أمل أن يلحقك فيقتنص أنفاسك الأخيرة، ورغم المآسي التي يشهدها مسلمو الروهينجا في ميانمار، خلال الأشهر الماضية، إلا أنهم يواجهون عدوًا من نوع آخر، حيث مرض الكوليرا الفتاك، الذي لا يرحم صغيرًا منهم أو كبيرا، الجميع لديه هدف، والشباك إليه ممدوة وقائمة.
وتسعى منظمة الصحة العالمية من خلال فرقها المختلفة إلى محاصرة المرض والوقاية منه قبل أن ينتشر بشكل أكبر بين شرائح مختلفة من اللاجئين والمواطنين وسط هذه الأقلية، حيث كونت المنظمة من خلال مكاتبها في بقاع مختلفة، وبدعم من اليونيسيف والمنظمة الدولية للهجرة، ومنظمة أطباء بلا حدود، مائتي فريق يضم المئات من المتطوعين للذهاب إلى ميانمار وتقديم التطعيمات والرعاية اللازمة للمرضى.
وتستهدف المنظمة من خلال فرقها المختلفة، تطعيم 650 ألف مواطن، وتسليم 900 ألف جرعة من اللقاح الذي يعطي عن طريق الفم وذلك بالمستوطنات والمخيمات المزدحمة باللاجئين في كوكس بازار في بنجلاديش.
ونوهت "الصحة العالمية" إلى أن الفرق المتطوعة سوف تشارك في الحملة في 12 مخيمًا ومستوطنة وعلى أن تعقب هذه المرحلة جولة ثانية في وقت لاحق من الشهر الجاري تستهدف 250 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين سنة وخمس سنوات وحيث ستوفر الجرعة الثانية لهم حماية إضافية.
وأشارت المنظمة في بيان لها إلى أنها تطلق اليوم الثلاثاء، ما أسمته بالخطة الملحمية للقضاء على الكوليرا بين لاجئي ميانمار، موضحة أن الأوضاع المعيشية السيئة وعدم توافر المياه والطعام والاشتراطات الصحية المناسبة نتيجة الهروب من الحرب، أبرز الأسباب المتوقع ظهور الكوليرا بسببها، لذا فإن المنظمة ستجاربها بكل قوة حماية للاجئين.