فتيات صغيرات حرمن من أبسط حقوقهن في التمتع بطفولتهن، وبين ليلة وأخرى، أصبحن زوجات يتحملن مسؤولية منزل بأكمله، فأصبح زواج القاصرات ظاهرة منتشرة في القرى الريفية وقرى الصعيد، وهو عمل يجرمه القانون والمجتمع.
وترصد "أهل مصر" عدد من قصص زواج القاصرات..
- "اتجوزت غصب عني":
رباب طفلة لم يتجاوز عمرها 16 عام وتزوجت منذ سنتين لزوج يكبرها بسنوات، ورزقت بطفلة تبلغ من العمر سنتين، لكنه تغير وتبددت أحواله، وقرر التخلي عنها وطفلته.
- حاولت الانتحار للتخلص من زوجها:
لم تكن أسرة "منى"، تعلم أن موافقتها على تزويج ابنتها ذو الـ16 ربيعا، سيجعلها تعيش بعد ذلك حالة من الخوف والتوجس والقلق، وذلك بعدما قامت ابنتها بمحاولة الانتحار، للتخلص من منزل الزوجية فهي لم تتقبل زوج أرمل يكبرها سنا، ولم تتمكن من العيش كسيدة منزل، تتحمل مجموعة من المسؤوليات، فحاولت الانتحار وعندما فشلت محاولتها انتظرت حتى وصلت للسن القانوني وتقدمت برفع قضية خلع ضد زوجها
- هيام لم تتحمل المعاشرة الجنسية:
هناك العديد من الحالات لفتيات قاصرات تزوجن، ولم يتحملن المعاشرة الجنسية، ومن بين هذه الحالات، "هيام" التي تزوجت من شخص يكبرها 36 سنة، ومنذ أول ليلة بالزواج يقوم بمعاشرتها رغمًا عنها مما أصابها بحالة نفسية، ورزقت منه بطفل وبالنهاية تركها وهرب، دون أي وثيقة تضمن حقوقها هي وطفلها.
- رأي خبراء علم النفس في زواج القاصرات:
أكد الدكتور أحمد عبدالعال، استشاري الطب النفسي، أن زواج القاصرات يترتب عليه مشكلات بالغة من اضطرابات نفسية وجسدية، فمن الناحية النفسية التي تصيب الفتاة القاصرة، الحرمان العاطفي من حنان الوالدين والحرمان، من عيش مرحلة الطفولة التي إن مرت بسلام كبرت الطفلة لتصبح إنسانة سوية، لذا فإن حرمانها من الاستمتاع بهذا السن يؤدي عند تعرضها لضغوط إلى ارتداد لهذه المرحلة في صورة أمراض نفسية مثل الهستيريا والاكتئاب والقلق واضطرابات الشخصية.
وأضاف "عبدالعال" أنه على صعيد الجانب الجسدي، تتمثل المخاطر في اضطرابات الدورة الشهرية وتأخر الحمل وتمزق المهبل والأعضاء المجاورة له من آثار الجماع، وازدياد نسبة الإصابة بمرض هشاشة العظام وبسن مبكرة، فيما أن زواج البنت فى سن مبكرة لا يتيح لها تلقى أى شكل من أشكال الثقافة الجنسية
من جانبه أوضح الدكتور هشام عبد الرحمن أستاذ القانون، بأن زواج القاصرات يعتبر جريمة ويتسبب في مشاكل جسيمة للفتيات، وتعتبر جريمة جنائية يعاقب عليها الأب والمأذون بتهمة التزوير والنصب، لأنه لا توجد مادة صريحة في القانون تعاقب المسئولين عن زواج القاصرات.
وأضاف "عبدالرحمن" أنه لا توجد أي عقوبة على الفتاة، والمسؤولية كلها تقع على ولي الأمر والمأذون، موضحا أن القانون يعطى للأجهزة المختصة ممثلة في جهاز الشرطة ضبط أطراف الواقعة وإحالتهم للنيابة.