أفادت دراسة طبية إلى أهمية الدور الذى قد يلعبه العلاج الضوئى فى مساعدة مرضى الإضطراب ثنائي القطب والتخفيف من حدة نوبات الإكتئاب التي يعانون منها من حين إلى آخر.
وأوضح الباحثون أن تعرض مرضى الإضطراب الثنائى القطب لمصادر ضوء أبيض ساطع لمدة 15 دقيقة يوميا إلى ساعة كاملة على مدى أسابيع، حيث لوحظ تراجع حدة نوبات الإكتئاب بينهم، ووجدت الدراسة أن العلاج نجح فى غضون شهر، وتمكن من علاج الإكتئاب بين مرضى إضطراب ثنائى القطب.
وقالت الدكتورة دوروثى سيت، أستاذ الطب النفسي في جامعة نورث وسترن في شيكاجو :" إن العلاجات الفعالة للإكتئاب ثنائي القطب محدودة جدا، وهو ما يعطينا خيارا جديدا للعلاج للمرضى الذي وجد لهم استجابة قوية في غضون ما بين 4 – 6 أسابيع.
ووفقا "لمؤسسة أبحاث المخ والسلوك" الأمريكية، فإن الاضطراب ثنائي القطب، هو اضطراب في المخ يتميز السلوك خلاله بالتحولات الخطيرة في مزاج وطاقة المريض، مما يجعل من الصعب على المريض ممارسة مهام عمله اليومى، ويعتقد أن أكثر من 5.7 مليون أمريكى يعانون من إضطراب ثنائي القطب، والذى غالبا ما ينطوى على نوبات اكتئاب".
وأظهرت الأبحاث السابقة أن العلاج بواسطة الضوء فى الصباح يقلل من أعراض الإكتئاب لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عاطفية وموسمية، وهى حالة يشتد فيها الإكتئاب بسبب تراجع حدة وقوة الضوء في فصل الشتاء.
ولوحظ أيضا أن العلاج بالضوء يمكن أن يسبب - في بعض الأحيان - آثارا جانبية، مثل الهوس، فى الأشخاص الذين يعانون من إضطراب ثنائى القطب .. ومع ذلك ، تساءل فريق "نورث وسترن"، عما إذا كان العلاج قد لا يكون له دور فى تخفيف حدة النوبات المعتدلة من الإكتئاب بين المرضى.
وفى هذه الدراسة، تلقى 46 مريضا جلسات ضوء بقوة 7000 لوكس (شمعة ضوئية) من اللون الأبيض الساطع، وطلب من المرضى المشاركين في الدراسة، وضع مربع الضوء مسافة قدم واحد من وجههم لمدة 15 دقيقة، بدءا من الساعة الثانية عشرة ظهرا وحتى الثانية والنصف بعد الظر كل يوم فى بداية الدراسة.
وعلى مدى 6 أسابيع، إزدادت جرعات العلاج الضوئى حتى وصلت إلى 60 دقيقة يوميا مما كان له أبلغ الأثر فى تغيير حالاتهم المزاجية والنفسية، وبالمقارنة مع المرضى الذين تناولوا عقارا وهميا، كان أولئك الذين في مجموعة العلاج بالضوء أكثر احتمالا أن يكون تحسينات كبيرة.
وكشفت النتائج المتوصل إليها – والتى نشرت فى عدد أكتوبر من المجلة الأمريكية للطب النفسى – أن أكثر من 68% من المرضى فى مجموعة العلاج بواسطة الضوء قد حققوا نجاحا كبيرا فى تعديل الحالة المزاجية والنفسية، في مقابل 22 % من المرضى الذين تناولوا عقارا.. كما أدوا أداء أعلى فى إنجاز المهام المنزلية لم يكونوا قادرين على تنفيذها فى السابق.
وبشكل ملحوظ، لم يعان أي من المرضى من الهوس أو هوس خفيف، وهي حالة تشمل فترة من التحريض، والنشوة، والتهيج، والإثارة، والكلام السريع، وسباقات الأفكار، وعدم التركيز و السلوكيات المخاطرة .. واتفق اثنان من الأطباء النفسيين على أن العلاج قد يكون له مزايا للمرضى، الذين غالبا ما يكون لديهم خيارات قليلة.
وقال الدكتور سيث ماندل، الذي يدير الطب النفسي في مستشفى هنتنجتون في نورثويل في نيويورك: "لا يتم اعتماد مضادات الاكتئاب القياسية لعلاج الاكتئاب الثنائي القطب".
وأضاف أن مضادات الذهان التي تمت الموافقة عليها للاضطراب الثنائي القطب غالبا ما تأتي مع آثار جانبية تسبب العديد من المرضى لوقف استخدامها مؤكدا ، أن العلاج بالضوء "يقدم لنا خيارا آخر، وهو الخيار الذي يبدو بالتأكيد أنه لا يضر" .